التنمية من أجل السلام

اجنادين نيوز / ANN

بقلم تيان جيانينغ
إعلامية صينية في قناة CGTNArabic

منذ عام 2003، أمضى العراق 20 عاما تحت تأثير الحرب، حيث يمكن رؤية الندوب التي خلفتها سنوات الحرب في كل مكان، فقد مات الآلاف من المدنيين في الحرب والهجمات الإرهابية، ودُمرت العديد من المدن والبنى التحتية، بما في ذلك الكهرباء والرعاية الطبية والمواصلات، وترك هذا الدمار أثرا شديدا على اقتصاد العراق ومستوي معيشة مواطنيه.
بعد التغلب على مصاعب العقدين الماضيين، تحسن الوضع الأمني في العراق بشكل كبير. وبفضل جهود الحكومة العراقية، انتعش الاقتصاد العراقي تدريجيا. وبمساعدة المجتمع الدولي، عززت الحكومة بناء البنية التحتية وبدأت في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع الدول المجاورة. وفي الوقت نفسه، يقوم العراق أيضا بتوسيع تنميته الاقتصادية لتشمل مجالات أخرى، بما في ذلك الزراعة والسياحة والتكنولوجيا.
ومع ذلك، لا يزال العراق يواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية، مثل الفقر والبطالة والتضخم وما إلى ذلك. وتحتاج الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التنمية الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل والفرص الاقتصادية للشعب العراقي.
المصالحة بين السعودية وإيران تجلب أملا جديدا للتنمية الإقليمية
في 10 مارس الجاري، أصدرت الصين والسعودية وإيران بيانا ثلاثيا مشتركا أعلنت فيه أن السعودية وإيران قد توصلتا إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهناك دول في المنطقة مثل العراق مسرورة بأن الشرق الأوسط سوف “يفتح صفحة جديدة”. في السنوات الأخيرة، كان اتجاه تطور العلاقات الدولية في الشرق الأوسط يركز على التنمية الداخلية والاسترخاء الخارجي. وسيكون لاستئناف العلاقة الدبلوماسية بين السعودية وإيران تأثير ملموس هائل في الشرق الأوسط وسيساعد بشكل كبير في تعزيز السلام والأمن والتنمية في المنطقة. وباعتبارهما دولتين مركزيتين في المنطقة، فإن المصالحة بين السعودية وإيران واستعادة العلاقات الدبلوماسية ستقلل إلى حد كبير من مخاطر النزاعات الإقليمية وحتى إعادة تشكيل البنية الجيوسياسية للشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، ستواصل الصين دعم دول الشرق الأوسط في التمسك بالاستقلال الاستراتيجي، وتعزيز التضامن والتنسيق، والتخلص من التدخل الخارجي، ومساعدة الشرق الأوسط في تحديد مستقبله ومصيره بذاته. وفي الوقت نفسه، سيشجع هذا أيضًا المزيد من دول الشرق الأوسط على السعي وراء السلام بشكل مستقل وخلق بيئة مواتية للتنمية والتقدم على المدى الطويل في المنطقة.
فيما يتعلق بالتنمية الإقليمية، من المتوقع أن يؤدي استئناف العلاقة الدبلوماسية بين السعودية وإيران إلى تحقيق مكاسب تنموية ضخمة. وذكر البيان الثلاثي المشترك أن السعودية وإيران اتفقا أيضا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 2001/4/17م والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 1998/5/27م. ولن يؤدي هذا فقط إلى استئناف التبادلات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات بين السعودية وإيران، بل سيساعد أيضا في تعميق التعاون العملي الشامل بين دول المنطقة، وسيجذب أيضا المزيد من دول الشرق الأوسط للاستجابة لـ ” مبادرة التنمية العالمية” و” مبادرة الأمن العالمي” اللتين طرحتهما الصين، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في التنمية السلمية للمنطقة.
مستقبل واعد للتعاون بين العراق والصين
كانت الصين من أوائل الدول التي شاركت في إعادة إعمار العراق بعد الحرب، والعراق شريك طبيعي لمبادرة “الحزام والطريق”. ففي السنوات الأخيرة، حقق التعاون العملي بين الصين والعراق تطورا سليما، واستمر توسيع النطاق والمجالات. وأكبر ميزة للتعاون العملي بين الصين والعراق هي التكميل القوي فيما بينهما. ومن ناحية، فإن العراق غني بالموارد ومصدر مهم للنفط الخام، من ناحية أخرى، تتمتع الصين بمزايا في رأس المال والتكنولوجيا والمواهب والقدرة الإنتاجية، ويمكن للجانبين التعلم من نقاط القوة لدى بعضهما البعض وإجراء تفاعلات إيجابية لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.
ستشجع الصين المزيد من الشركات على المشاركة في إعادة بناء اقتصاد العراق، ليس فقط للمشاركة في بناء مرافق الأجهزة في العراق، ولكن أيضا لمساعدة العراق على تحسين بناء قدراته ككل، وتدريب المزيد من الكوادر المهنية والتقنية للعراق، وتعزيز قدرات العراق التنموية المستقلة. إن الصين مستعدة لزيادة تعزيز التعاون مع الأصدقاء العراقيين، وتعزيز السلام من خلال التنمية، والعمل معا لبناء عراق ينعم بالسلام والاستقرار والازدهار.

زر الذهاب إلى الأعلى