فرعون العراق..!؟

اجنادين نيوز / ANN

بقلم : محمد جواد الدخيلي

لاتستغرب عزيزي القارئ أن هناك فرعون في كل بلد قد يكون متسلط على الشعب فأن الفرعونية مصطلح يقصد به تجبر الحاكم واستبداده، فالفرعون هو من تجاوز الحدود، حتى لا يوجد معارض له، وانفرد بالدنيا والآخرة، وحاز السلطة المطلقة ولذلك بلغ به الأمر حد ادعاء الألوهية. والثابت في التاريخ المصري القديم أن المصريين اتخذوا من العديد من الأشياء كالظواهر الطبيعية وبعض الحيوانات آلهة، ولم يعبدوا الأوثان.
وتشير اتفاقية قادش -أول اتفاقية مكتوبة في التاريخ الإنساني ، أن فرعون مصر رمسيس الثالث بعد أن هزم الحيثيين أجداد الأتراك في آسيا الصغرى وقع اتفاقية قادش مع حاتوسيل الثالث ملك الحيثيين وأشهد على نفسه وتوقيعه 3500 من كبار آلهة المصريين كضمان أن الملك المصري سوف يحترم ويطبق هذه المعاهدة. ” لا قيمة للمواطن في نظر الحاكم الذي يسعى إلى أن يستسلم المواطن لأقداره بالتدليس والإفقار والوعود والاستخفاف، رغم الفارق الهائل بين أسباب استسلام المصريين لفرعونهم القديم الذي شيد حضارة يعتز بها المحدثون والفرعون الحديث الذى يهدر هذه الحضارة ” وهذا ما يؤدي بنا اليوم هناك من يريد السيطرة على العراق وموالده وكذلك هناك متحاصصين على ثروات البلد وبالامس كانو رعاة في بلدان الوطن العربي والاغلبية يتربع على ارصفة الوطن العربي والعالم برمته جاوا للبلاد من اجل سرقة اموال الشعب وثروات الوطن وهذا الامر يذكرنا فرعون ، مؤدى ذلك أنه في المرحلة المتأخرة من التاريخ المصري بدأ المصريون يضفون القداسة بفعل الكهنة على الملوك. وكان الملك الإله يحتكر الحكم والدين معا مما أورثنا الخصائص الخمس الخطيرة الآتية في علاقة الحاكم بالمحكوم:
الخصيصة الأولى: هي أن ألوهية الفرعون -حسبما كشف الحوار بين الفرعون وموسى عليه السلام- ألوهية سياسية بعد أن ضيق عليه موسى في الحوار وأدرك الفرعون ما يعرفه جيدا وهو أن هناك إلها حقا لهذا الكون كله، وأنه يتشبه بالإله في مطلق سلطته.
وللألوهية السياسية تقاليد في مصر، وهى أن المصريين لا يعبدون الفرعون وإنما يسلمون له في كل شيء، فقد قال لهم فرعون إن موسى أجنبي جاء ليصرفكم عن طريقتكم المثلى، وإنه لا إله لكم غيرى، وإننى إله بدليل أن لي ملك مصر وهى معظم العالم المعمور في ذلك الوقت وهذه الأنهار تجري من تحتي، وإنهم يعتمدون عليه كما يعتمد الإنسان على الله عندما يبذر الحب في الأرض ثم يسعى لإرضاء الإله حتى يخرج الزرع.
الخصيصة الثانية: هي أن استسلام المصريين لملكهم بني على أساس أنه إله، وأنه يعطف عليهم ويرعاهم وأن فكرة الألوهية نموذج سياسي خاص نسجه المصريون. وقد أخبرنا القرآن أنهم فضلوا فرعون على موسى ولم يستمعوا له، وربما كان سبب ذلك أنه “استخف قومه فأطاعوه”، فالقرآن يكشف عن حالة التسليم وعدم استخدام العقل ما دام الإله يعقل كل شيء في الحكم والدين، فحذرهم فرعون من موسى “الساحر” وكانوا يستخفون به بهذا اللقب “يا أيها الساحر أدع لنا ربك”.وسوف اكمل الخصيصية في العدد القادم ولكن الامر الذي جعني اتناول هذا الموضوع ما اشبه امس باليوم بفارق التسميات ولكن الهدف واحد هو الهيمنه على موارد الشعب والدولة من خلال المتسلطين عليه ، لابد أن نذكر هناك فرعون العراق المتسلط على موارد الشعب والدولة وكذلك مهيمن عليه من خلال المافيات لذلك نجد ثورة الامام الحسين (ع) كانت ضد المتسلطين والطغات لذلك يجب نتهج طريق موسى عليه السلام ونهج الحسين ( عليه السلام من اجل التخلص من فرعون العراق .. والله من وراء القصد .
وللحديث بقية

زر الذهاب إلى الأعلى