القائد العالمي الرفيق شي جين بينغ يواصل بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: علاء ساغه: كاتب أُردني، وأمين سر الهيئة الإدارية للفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين وأحد مؤسسي الاتحاد الدولي.

الناشر : وكالة اجنادين الإخبارية العراقية إحدى وسائل الإعلام العربية المتحالفة مع الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

لا يَكف فخامة السيد شي جين بينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، عن ترديد المقولة الإنسانية القائلة بِ “بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية”، وتأكيده بأن هذا المجتمع هو نمط جديد للعلاقات الدولية، أساسه الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون والفوز المشترك، ويهدف إلى إقرار واقع ترنو إليه الانسانية في “عالم يسوده السلام والأمن والازدهار والانفتاح والشمول والنظافة والجمال”.
وفي خواتيم المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أعرب شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عن تعهد الصين للالتزام بتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. جاء ذلك خلال لقاء له مع الصحافة في قاعة الشعب الكبرى، وأردف الرفق شي:”سنعمل مع الشعوب من جميع الدول الأخرى على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل السلام، والتنمية، والإنصاف، والعدالة، والديموقراطية، والحرية لحماية سلام العالم ودفع تنميته، كما سنواصل تعزيز أعمال بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.”، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الحزب الشيوعي الصيني دعا باستمرار شعوب العالم إلى التمسك بمستقبل البشرية وتقرير مصيرها، مبيناً حجم التحديات غير المسبوقة التي تواجه العالم حالياً.
يرى الأمين العام شي جين بينغ بأنه عندما تسعى جميع الدول وراء قضية الصالح العام، “يمكننا أن نعيش في تناغم، وننخرط في التعاون المتبادل المنفعة، ونتكاتف لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للعالم بأسره.” هذه الأفكار كان الرفيق شي يرددها باستمرار لتأخذ مكانتها العالمية التي تليق بها، سيما أنها تمثل أس تطلعات البشرية إلى تطبيق المستقبل الأنجع للمجتمعات الإنسانية.
ونظرة إلى الوراء، نلاحظ أن هذه الافكار لم تتغير لكونها قاعدة أساسية للعمل الصيني على صعيد قاري وأممي. ولهذا، ووفقاً لتقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وكخطوة كبيرة نحو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، عملت الصين أيضاً كتفاً الى كتف مع دول العالم وشعوبه الصديقة، على قضية البناء المشترك لمجتمع المصير المشترك للبشرية، رغبة من جميع هؤلاء بالوصول الى رابط أدمي بشري مثالي ومتضامن، ويسير سوياً الى أهداف في صالح جميع الشعوب ضمن معادلة “رابح – رابح”، وللتغلب ما يُسمّى بِ “المعادلة الصفرية” المنتشرة في العالم للأسف، والتي تتوسع وتتعمق نتيجة لـ”عدم الشعور بالأمان” الذي يسيطر على مختلف الامم والقوميات في كل الارض، بسبب شراسة الهجمة على حقوق الشعوب وكرامتها، فمن شأن “التصفير” تشكيل خطر متواصل وكبير وعدائي بالكامل على البشرية جمعاء ومستقبلها الآمن.
والصين التي تريد بناء مثل هذا المجتمع، ما تنفك تدعو الى دعم التعايش بين الثقافات المتعدّدة، ومن أجل حضارة إنسانية تعدّدية ومتناغمة بالضرورة، وتبحث عن المصالح المشتركة على أساس هذه الشعار العظيم بالذات. ولهذا نقرأ في الادبيات الصينية، أن الصين واصلت على الدوام تمسّكها بمبدأ التعاون والفوز المشترك، والتقدم الثابت نحو تشكيل الشّرَاكَات النافعة بين الدول على أساس التفاهم والتعاون المتبادل وتخليق التشغيل وأماكن العمل بدون توقف، لضمان إجتثاث الفقر وردّات الأفعال الاقتصادية والاجتماعية – السياسية، وبالتالي ضمان المسيرة السلمية للبشرية.
في جوهر الطرح الصيني الى مجتمع المصير المشترك للبشرية، حتمية إيجاد علاقات جديدة بين الناس عموماً لقطع صِلة البشرية بِ “تراث التناقض البشري”، المتمثل في المجتمعات الاستغلالية عموماً، ومجتمعات الحروب وتقسيم الاقاليم والقارات إستعمارياً، مع ما يجرّه هذا المنطق الأعوج واللامنطقي الى تقسيم البشر إلى “أرفع” و “أدنى”.. وهنا نرى كيف أن هذا الخيار الرجعي يسقط أمام الطرح الصيني الى مجتمع المصير المشترك على صعيد العالم كله، وبالصين يتم فتح صفحة جديدة للبشر، تضمن الغلبة للمنطق والعمل الاقتصادي النافع والرابح للجميع، وليس للدولار والبندقية والدماء. لذلك، يُنادي الأمين “شي”، الناس في جميع أنحاء العالم، للشروع في العمل معاً نحو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، لأجل تحويل قارة آسيا والكون الى جنّة تنعم بالسلام، والهدوء، والازدهار والانفتاح والجمال.
عندما نستعرض القاعد الفكرية للأمين شي، نقرأ ملخِصاً الاهداف الانسانية لطروحاته في بناء المصير المشترك للبشرية، إذ أكد في أحد المؤتمرات السابقة المعقودة في الصين: “مع أخذ المستقبل في الاعتبار، نحتاج إلى معاملة بعضنا البعض باحترام وعلى قدم المساواة”، وأضاف “شي” أنه “مع أخذ المستقبل في الاعتبار، نحن بحاجة أيضاً إلى تعزيز الحوار وتقاسُم المسؤولية، والانخراط في التعاون لتحقيق نتائج مفيدة للجانبين، ودعم الشمولية والسعي نحو الانسجام دون تماثل، وكذلك التعامل مع الطبيعة باحترام وحماية كوكبنا”.
يُشدد “شي” بشكل متواصل، من خلال مشاركاته في سلسلة متصلة من المناسبات العالمية، على حكمة “التناغم دون التطابق” التي يلتزم بها الصينيون ويقدّرونها، ويؤكد أن الصين تحتاج إلى السلام “مثلما يحتاج البشر إلى الهواء والنبات إلى ضوء الشمس”، وبأنه “لا توجد الهيمنة أو العسكرة في جينات الصينيين”. وهنا، لفت نظرنا ما جاء في كلمة الأخ المفصلية في مكتب الأمم المتحدة في جنيف عام 2017، إذ جَزَمَ: إن “الصين ستقوم بدورها جيداً فقط عندما يقوم العالم بدوره جيداً، والعكس صحيح”. وبما أن الصين أكبر دولة نامية في العالم، وجدت الصين أنها لن تستطيع تحقيق أهدافها التنموية أو تحقيق إسهامات أكبر في العالم دون سعي قوي وثابت للتنمية السلمية”.
وبما أن العديد من دول العالم تعتبر الصين أول اقتصاد في العالم، وبعضها تعتبره الثاني، وأكبر دولة صناعية وتجارية فيه، فإن الصين، التي تمتلك أكبر احتياطي من النقد الأجنبي، إذ أظهر تقرير حديث أصدرته الهيئة الوطنية الصينية للاحصاء، أن متوسط مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي تجاوز 30 بالمائة خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2021، لتحتل البلاد بذلك المرتبة الأولى على مستوى العالم، وانتشلت منذ عدة سنوات أكثر من 700 مليون من مواطنيها من الفقر، وهي مأثرة حقيقية تؤكد أن للصين الحق.. كل الحق في قيادة البشرية إلى مجتمع المصير الواحد والمشترك، والذي هو أُمنية الناس جميعاً منذ الخليقة الاولى التي عاشت وعملت سوياً، قبل تقسيم الانظمة والدول الاستعمارية البشر إلى مستويات، وطبقات، وأيدي عاملة رخيصة، وإخضاع مليارات منهم لأهداف غربية إستغلالية، دون النظر الغربي والأمريكي إلى تمتعهم بالانسانية، والعقل، والمشاعر الراقية التي تميّز الانسان عن غيره من الخلائق.
ـ إلى الأمام رفيقنا الحبيب شي لتحقيق حُلمك العالمي لصالح البشرية الآن ومستقبلاً، الذي هو حُلمنا أيضاً، ومعك سائرون في صفوف متراصة لتطبيقه المُبدع بفكرك الخلاّق.

زر الذهاب إلى الأعلى