الجميع انتصر في المعركة

اجنادين نيوز / ANN

سليم الحسني

انتهت معركة الكتل السياسية باختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وكانت قبلها قد انتهت هيبة الدولة وسقط اعتبارها.

كانت المعركة شرسة طويلة، سقطت فيها المواقف صرعى، وتقطّعت أوراق التحالفات والوعود. ونزفت كرامة الطامحين حدّ الجفاف. لكن المصالح الشخصية ظلت صامدة طوال فترة القتال.

فمَنْ انتصر؟ ومَنْ انهزم؟
لا أميل الى الجواب التقليدي بأن الشعب هو الخاسر الأول، لأن الشعب في الحالة العراقية خارج الحسابات السياسية، فهو مجموعة بشرية مهملة، والكلام هنا عن صراع الكتل والقادة السياسيين فيما بينهم.

جوابي على السؤال: لا يوجد طرف تعرض للهزيمة في هذه المعركة، فقد انتصر الجميع، وهذه هي النتيجة الثابتة في العملية السياسية.

من هذه النقطة سيكون محمد شياع السوداني أمام تنفيذ الوعود. وأظنّه جاداً في في الوفاء بها. لقد تعهد لقادة الكتل بإرضائهم، ووعدوه برضاهم، وهي الحالة التي تعني انتصار الجميع بلا استثناء.

من الإنصاف أن يتوقف النقد لرئيس الوزراء الجديد، حتى تتضح ملامح حكومته وخطواته الأولى. ومن الواجب على قادة الإطار والكتل السنية والكردية أن تتوقف من الآن وحتى نهاية ولايته عن توجيه اللوم له مهما فعل. لقد اختاره الإطار وصوت له الآخرون فلا مبرر لهم في تسجيل الملاحظات عليه حتى لو كانت في غاية الصغر، وحتى لو وقع في أخطاء في غاية الفداحة. إنما النقد واللوم من حق الشعب فقط.

حددتُ موقفي من السوداني قبل الاتفاق على ترشيحه، لكني وكما ذكرت لابد من فترة صمت لإعطائه الفرصة في العمل، وهذا حقه الطبيعي وواجب المراقبين تجاهه.

كانت معركة صعبة، وصلت للدم، وسقط فيها ضحايا، لكن الناس طيبون. ينسون بسرعة، يأخذون العفو عن سرّاقهم، يستبشرون خيراً بكل الظروف. فمنْ ينهكه التعب والعطش والجوع، يصدّق إشاعة وجود جنة وارفة وسط الصحراء.
نتمنى الاستقرار والهدوء لهذا الشعب.
١٣ تشرين الأول ٢٠٢٢
لمتابعة مقالاتي على تليغرام
https://t.me/saleemalhasani

زر الذهاب إلى الأعلى