الفرق بين حضارتى الصين والغرب !

اجنادين نيوز / ANN

رؤية حرة
بقلم: الاستاذ منصور أبو العزم / مصر

لم يعرف الشرق العربى من الغرب الأوروبي وامتداده الأمريكي إلا الأنانية والاستغلال والاستعمار الخشن ومن بعده الاستعمار الناعم، لم يقدم لنا يد المساعدة فى أي شئ يذكر لا في أثناء الاستعمار الخشن ولا بعده. بل إنه يرفض حتى أن يقدم للدول التى نهبها ودمرها وقتل الملايين من أبنائها الأبرياء دون ذنب تعويضات في أي صورة كانت، بل ويرفض المساعدة فى إزالة الألغام التى زرعها فى أراضينا وتقتل كل يوم ضحية جديد، وكل ما أراده ويريده أن يواصل استغلالنا على طريقته دون أن يقدم لنا فتاتا من تجربته فى التقدم والتحضر، أو المساعدة لكى يمنع عن نفسه موجات هجرة الفقراء والباحثين عن عمل شريف يقيهم شر الفقر الذى كان هو أحد أسبابه، وكل مايريد تصديره لنا هو المثلية والانحلال والزعم بأن المرأة كائن لا حقوق له فى ثقافتنا، ومايزعمون من قيم الحرية والديمقراطية وغيرها، ومنعنا من الحصول أو التوصل إلى وسائل التقدم المختلفة حتى لانشكل تهديدا لهيمنته…

وعلى العكس من ذلك، لم يعرف الشرق العربى حتى الآن من الحضارة الصينية إلا ايجابياتها، وقيمها النبيلة… وعلى مر العصور منذ نشأة الحضارة الصينية منذ أكثر من 7 آلاف عام، وهى حضارة سلام وتضامن وتعاون، ولم تكن فى مرحلة من مراحلها حضارة استعمار أو احتلال أو اعتداء حتى عندما كانت قوة اقتصادية وعسكرية عالمية بمعايير الأزمان، كانت أمة مسالمة، على عكس بعض الأمم التى حولها من تتار ويابانيين وغيرهم الذين تحولوا إلى معتدين بمجرد أن امتلكوا أسباب القوة…

وفى العصر الحديث بعد أن أصبحت الصين قوة اقتصادية وعسكرية يحسب لها ألف حساب، لم تعتد على جيرانها، ولم تتنمر على الدول الصغيرة، حتى أقاليمها التى تم انتزاعها منها خلال فترات احتلالها، لم تحاول، حتى الآن، استعادة واحدا منها بالقوة العسكرية الغاشمة كما يفعل الآخرون، و إنما تحلت بالصبر والحكمة الصينية العميقة عقودا من الزمان حتى استعادت هونغ كونغ ومكاو، وسوف تستعيد تايوان بنفس الطريقة…
حضارة لم تعرف السلب والنهب باسم الاستعمار على مدار تاريخها، ولا القتل والاعتداء تحت زعم تحرير الشعوب من التخلف كما ادعت الدول الاستعمارية ومازالت.. حضارة الصين تسعى للشراكة والتعاون ومد يد المساعدة للدول النامية، والكسب المشترك، لا نقول أنها تفعل ذلك بالمجان ولكن بإنسانية وتعاطف حقيقي مع الدول الضعيفة والفقيرة التي ترى أن الصين كانت مثلها فى زمن ما… حضارة تقدم للإنسانية المنتجات التى تسهل وتيسر حياة الشعوب دون مغالاة وتساعد الناس فى كل ركن من أركان الدنيا على الحياة بصورة أجمل وأكثر متعة.

– ملاحظة. تم إعادة نشر المقالة أعلاه برغبة من الكاتب نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى