استقلال الاقتصاد الوطني

اجنادين نيوز / ANN

بقلم / أحمد محمد علي

مراجعة / بهاء مانع شياع

إن النضال من أجل الاستقلال الاقتصادي نضالا يهدف إلى إزالة أسباب التخلف الاقتصادي والفقر وتحقيق السيادة الكاملة لبلادنا ومنع التبعية الاقتصادية.
ولبناء الاقتصاد الوطني المستقل يجب  إقامة اقتصاد يقف على قدميه والاعتماد على القوة الذاتية، والوقوف ضد التبعية الاقتصادية التي تنجب التبعية السياسية، و أن عدم المساواة الاقتصادية يؤدي إلى عدم المساواة السياسية. ومن دون الاقتصاد الوطني المستقل ، لا يمكن لأي بلد أن يمارس سيادته على بلده.
من اجل تطوير الاقتصاد الوطني يجب تطوير وتنمية القوى الإنتاجية . ويجب تكون أولوية الحكومة في بناء الاقتصاد جعل الاقتصاد في خدمة الإنسان ويجب أن تفكر في توفير حاجيات الإنسان والالتزام في القيم، مثل العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والسعي إلى استقرار المجتمع، والتعاون من أجل المصالح الوطنية العليا. ويجب أن يكون وجود القطاع الخاص في الإقتصاد الوطني لخدمة الإنسان ويجب أن تشارك القطاع العام في تطوير أدوات الإنتاج ويجب أن يكون القطاع الخاص تحت إشراف الدولة لكي لا يسير نحو الجشع ، وان تطبيق بعض الرأسمالية حاجة خاصة في الدول النامية .
.يشكل الاقتصاد اساسا ماديا للحياة الاجتماعية، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي هو السبيل الوحيد لتوطيد استقلال البلاد والحياة بصورة مستقلة وضمان الاستقلال فى الفكر والسيادة فى السياسة والدفاع الوطني بصورة ثابتة، ولتوفير ما يكفى من شروط معيشة ولا بد فى سبيل وضع مبدأ الاستقلال فى الاقتصاد موضع التطبيق من بناء الاقتصاد الوطنى المستقل.

وحين تقوم هذه البلدان ببناء الاقتصاد الوطني المستقل عن الاقتصاد الإمبريالي ،تستطيع  ان تقف ضد اي حصار أو تأثير دول الكبرى ضدها وتتخلص تماما من سيطرتهم ولا بد في سبيل ذلك بناء الاقتصاد الوطني المستقل و الالتزام في تكوين اقتصاد يسير نحو الاكتفاء الذاتي.
ان الاقتصاد الذي نسير فيه لا يبحث عن الربح وكسب المال فقط ، وانما يستهدف تلبية حاجات البلاد والشعب في جميع الاحوال. وبالتالي فمن الطبيعي ينبغي للاقتصاد المستقل ان يتطور من كافة النواحي وبصورة عامة بحيث يتمكن من توفير
المنتجات الصناعية الثقيلة والخفية وتشجيع ودعم الحكومة للزراعة لكي تزدهر البلاد وتحسين معيشة الشعب بانتاجه الخاص. وبناء مثل هذا الاقتصاد الذي يقف على قدميه حرا ويتطور بقوة أبناء الشعب وأن هذا امر لا غنى عنه من اجل تطوير الاقتصاد المستقر بسرعة على قواعد متينة.
وكما قال فرج الله الحلو« غاية المستعمرين هي بسط سيطرة الرأسمال الأجنبي على مرافقنا ومواردنا ومصادر الثروة في ديارنا ، والاستيلاء على أسواقنا ، ومحو صناعتنا الوطنية الناشئة ، وخنق تجارتنا ، وتأخير نهوضنا ورقينا وتقدمنا .

إن الاستقلال الاقتصادي وقوة وكفاءة القطاع العام هو الرادع ضد كل من يريد استنزاف البلد ويحاول اسقاطه ويجعل منه أكثر قوة في تحمل كافة صدمات وتقلبات الاقتصاد العالمي والسياسة الخارجية.
إن الاستثمار الخارجي لدولة يعد عامل قوة سياسيا وتأثيره اقوى من السيطرة العسكرية في تقييد وفرض القوة سياسية للدولة خارجيا.

زر الذهاب إلى الأعلى