رحلة الرئيس شي جين بينغ مع الأوسمة

رحلةالرئيس شي جين بينغ مع الأوسمة

بقلم: طارق قديس

تدقيق وتحرير ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح رئيس الإتحاد الدولي / الاردن

• عضو قيادي متقدّم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين – الأردن، وشاعر وكاتب أردني معروف

تصدَّر في الآونة عناوين الأخبارِ العالمية نبأ تكريم الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف في العاصمة أستانا لرئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ مُقلِّدًا إياه وسام النسر الذهبي، وهو أعلى وسامٍ يتم منحه من قبل الدولة للأشخاص الذين لهم أيادٍ فاعلةٍ وجادةٍ للمساهمة في تنمية العلاقات الخارجية مع كازاخستان، خاصةً إذا ما علمنا بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من الحاصلينَ على هذا الوسام، إضافةً إلى الملكة إليزابيث الثانية ملك بريطانيا التي وافتها المنية منذ أيامٍ مضتْ.

وقد أتى تكريم الرئيس الكازاخي للرئيس الصيني مَصْحوبًا باحتفاءٍ مهيب في القصر الرئاسي، تعبيرًا عن امتنان الشعب الكازاخي للامة الصينية عمومًا وللرفيق شي جين بينغ خصوصًا على دورهما في تدعيم حركة الإنماء الاقتصادي في كازاخستان، والتي مهَّد لها ذلك توطيد العلاقات ما بين البلدين، وهو تكريم مُستحقٌ لشخص الرئيس الصيني الذي يتحلّى بنباهة حادة، وقُدرةٍ خلّاقةٍ على استشراف نقاطِ القوة التي من شأنها خلقُ بيئةٍ صحيَّةٍ لمستقبل زاهر مع الأطراف كافة والعمل على تعظيمِها وجعلها رافعةً لتأسيس علاقات متينة مع الدول الصديقة بمختلفِ مَشاربِها.

ونحن، وبينما البعض من الكُتّاب يرى في التكريم لحظةَ حُبورٍ مؤقَّتةٍ في طريقِها إلى النسيانِ في صفحاتِ الزَّمان، نرى أن هذ الحدثُ عصيٌّ على الانطواء في أرشيف الحياة لما فيه من استكمالٍ لمسيرة من التكريمات وحصدِ الأوسمة للرئيس الصيني، تلك الشخصية التي قدَّمت وما زالت تُقدِّم الكثيرَ والكثير للأمة الصينية، ولشُركائِها الاقتصاديين من دول الجوار والبلاد العربية، وذلك على صعيد الدعم الاقتصادي وزيادةِ حصصِ التبادلِ التجاري من حيثُ السلعِ وتوسيعِ قاعدة المشاريع الصينية البنّاءة في تلك الدول، وكما هو الحال في المملكة الأردنية الهاشمية التي يفوق فيها حجم التبادل التجاري 3 مليارات دولار أمريكي مع جمهورية الصين الشعبية، والتي تُعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.

وإذا ما أردنا مُعاينة حصيلة الرئيس شي جين بينغ من التكريماتِ والأوسمةِ الإقليمية والدولية فلن نتمكن من حصرها في هذه العُجالةِ، وذاك لكثرتها وتنوِّع مُسبِّبات منحها لشخصِهِ. إلا أننا إذا ما أتينا على أبرز الأوسمةِ في مسيرة الرفيق شي جين بينغ فسنُدْهَشٌ من أن تلك المسيرة الزاخرة بالاحتفاءاتِ بدأتْ مُبكِّرًا مع تولى الرفيق شي جين بينغ مقاليد الحُكْمِ في جمهورية الصين الشعبية عام 2013، إذ كان أحد أبرز التكريمات الأبرز آنذاك من جهةِ الحكومة الكوبية مُمثَّلةً بالرئيس راؤول كاسترو عام 2014 حين تم منح الرئيس الصيني “وسام خوسيه مارتي” الأعلى في كوبا منزلةً وقيمة، وهو وسام قد سبق وتم منحه للرئيس الجزائري الشهير هواري بو مدين. وكذلك الحال مع “وسام أندريه بيرفوزفاتي” الذي تقلَّده فخامة الرئيس من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2017 تقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات ما بين بكين وموسكو؛ وهو وسام عريق ظهر إلى الوجود في زمن الإمبراطور بطرس الأول وقد حصل عليه نابليون بونابرت عام 1807. هذا وقد ضمَّ سِجِلُّ الرئيس الحافل بالأوسمة أوسمةً بطابعٍ عربي نذكرُ منها “وسام زايد” الذي منحه له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات عام 2018؛ لجُهودِ الرئيس الصيني في تنميةِ وترسيخ العلاقات بين بكين وأبوظبي في مختلفِ المجالاتِ.

واستنادًا إلى هذه الأمثلة من التكريمات تتبيَّنُ أهمية النهج الذي ينتهجهُ الرئيس الصيني في إثراء العلاقات المشتركة دون استثناء مع دول العالم كافة، ومدِّ يد التعاون والإخاء مع مختلف الأطراف الدولية من حوله، وهو الذي دأب منذ وصولهِ لسدَّةِ الرئاسة على تدعيم مكانة الصين العظيمة بحضارتها وتاريخها بالشراكة مع الشعوب الأخرى، مُدَشِّنًا إياها بإطلاق “مبادرة الحزام والطريق” الفريدة من نوعها، والتي يَحْضُرُنا من المفارقات الجميلةِ بخصوصها أن تكون كازاخستان مَنبتَ الشرارة الأولى لها في عام 2013 إبّان زيارة الرفيق شي جين بيغ لها، وقد بدا بشدِّة إيلاءِ القيادة الصينية الحديثة اهتمامًا خاصًّا لتحقيق التنمية الاقتصادية للدول الواقعة على ضِفَّتي طريق الحرير، وهي الدولة التي تعمل بعد مضي العديد من السنوتِ على تكريم صاحب المبادرة الطموحةِ، وهو ما يُؤكِّدُ أن فخامة الرئيس ما زال ثابتَ القاناعات ولم يحدِ عن غايته في تثبيت أسس التعاونِ مع دولِ الجوارِ والدُّول الصديقة قيدَ أنملة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى