الشراكة الاستراتيجية بين مصر و الصين

اجنادين نيوز / ANN

بقلم / الدكتورة كريمة الحفناوي

خلال كلمته أمام طلبة الكلية الحربية فى السادس من أغسطس 2022 قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى “إن الدولة المصرية لديها ثوابت فى سياستها الخارجية لاتتغير، تستند إلى دعم الاستقرار والسلام الإقليمى والدولى”، موضحا أن مصر لديها سياسة ثابتة تجاه الوضع فى تايوان الصينية، ومؤكدا أن مصر مع “صين واحدة”.
تجمع الصين والدول العربية صداقة وشراكة وثقة متبادلة، فعلى طريق الحريرالقديم سارت القوافل من التجار والمبعوثين الأسلاف الصينيين والعرب، وسطرت صفحات فى تاريخ التبادل والاستفادة بين الشعوب، وفى السنوات الأخيرة ساهم “منتدى التعاون الصينى العربى، على نمو العلاقات بين الصين والدول العربية، حيث أكد الرئيس الصينى شى جين بينج فى المنتدى الصينى العربى فى يوليو 2020 على تعميق العلاقات ودعم الصين للدول العربية لضمان الحفاظ على الأمن السياسى والاستقرار الاجتماعى والسير فى طريق التنمية الذاتية.
ومن الثابت أن الصين تدعم حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال الصهيونى وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفقا للقرارات الدولية. وأنه بعد اجتياح فيروس كورونا لدول العالم فى نهاية عام 2019 العالم قدمت الصين يد العون لجميع الدول لمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت مصر أول دولة إفريقية تتعاون مع الصين فى إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد 19.
فى عددها الصادر فى إبريل 2022 فى تقرير عن “الشركات الصينية واستثمارتها فى الخارج” أشارت مجلة “الصين اليوم” إلى أن الصين تعتبر أكبر شريك تجارى لمصر على مدى السنوات الثمانى الأخيرة. كما أشار التقرير إلى أن الحكومة المصرية بدأت عام 2015 فى تخطيط عاصمة جديدة على بعد 45 كيلومتر شرق القاهرة تغطى مساحة 700 كيلومتر مربع، وفى يناير 2016 وبحضور الرئيس الصينى شى جين بينج والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وقَّعت شركة CSCEC إتفاقية إطارية مع وزارة الإسكان المصرية لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وتم توقيع عقد إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة بين الجانبين، وفى 2020 تم افتتاح “ورشة لوبان للتدريب المهنى” فى ثلاث تخصصات فى الهندسة المعمارية، ولقد وفر المشروع عشرات الألاف من فرص العمل للسكان المحليين ووفر أيضا فرصا لتطوير صناعة البناء والتشييد فى مصر.
إننا نتمنى استمرارالشراكة بين مصر والصين والتعاون معا من أجل دفع عجلة التنمية، وتعزيز الاستقرار والسلام فى منطقتنا العربية، كما نأمل فى استمرار تعزيز التعاون بين الصين والدول النامية لتحقيق تنمية مشتركة.
وفى نهاية مقالى أؤكد على أنه لايوجد أمام شعوب ودول العالم، سوى التضامن الذى من شأنه تعزيز الثقة البشرية، للتغلب على الأزمات المتلاحقة والتحديات والأوقات العصيبة، من خلال العمل والتعاون معا والإيمان بأن استقرار وتقدم العالم يكمن فى تنوعه.
كما أؤكد على أننا نستنكر الاستفزازات والانتهاكات الأمريكية لسيادة الصين بزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان الصينية مما يعتبر تشجيعا للنزعات الانفصالية لدى حكومة تايون عن الصين، وأؤكد على وقوف مصر دولة وشعبا بجوار حق الصين فى الحفاظ على أمنها القومى من خلال مبدأ “صين واحدة”، والذى أقرته الأمم المتحدة بالقرار (2758) الصادر فى 25 أكتوبر 1971 وأقرته جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى