الصين الجَبَارَة إذ تدافع عن نفسِهَا وتُعَرِي المُلتحفين بالأكاذيبِ والافتراءاتِ

اجنادين نيوز / ANN

المقالة بأقلام:
ـ يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية ثنائية الجنسية روسيَّة وأردنيَّة، وأكاديمية ومهندسة تَخَرَّجَت من جامعتين، إحداها روسية بتخصص “تكنولوجيا الكيمياء الصناعية”، والأُخرى أردنية بشهادة تخصص في السياحة وفروعها التاريخ، والآثار، والعلوم السياحية الأُردنية وغيرها، ورئيسة تحرير جريدة «ملحق الاستعراض الروسي»، الناطق باللغة الروسية في صحيفة «ذا ستار» الأردنية الأسبوعية سابقاً؛ والتي كانت جزءاً من صحيفة (الدستور) اليومية العريقة في الأردن.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: مواطن أردني وروسي الجنسية؛ ورئيس (الإتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين) في العالم العربي وفروعه الدول الصديقة والحليفة؛ والمُشرف العام على (شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر)؛ وكاتب وصحفي أردني خريج الاتحاد السوفييتي – مدينة لينينغراد سابقاً – سانت بطرسبورغ حالياً، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين”، وفي “الاتحاد الدولي للصحفيين”؛ وعضو فخري في “اتحاد الصحفيين الكوريين”، ورئيس منظمات دولية، ومتخصص في الشؤون الكورية، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادات السياسية لعددٍ من الدول الحليفة والصديقة.


دأبنا منذ سنوات طويلة على متابعة الأخبار والتصريحات الرسمية الصينية، ويتملكنا الفَخَار دوماً بأنها أخبار موضوعية، إضافة إلى أنها ردود وتصريحات موضوعية وصلبة، تعكس بجلاء ثبات الدولة الصينية على مبادئها وعقيدتها التاريخية، التي تعكس قوَّتَها الأخلاقية السامية، وثباتها، ورسوخها، ومتانتها الأيديولوجية على ما هي عليه، إذْ إنَّهَا تنال إعجاب البشرية الوطنية والتقدمية، وأصحاب الاشتراكية العلمية، والمجاهدين من أجل المساواة والعدالة بين الناس ورفع الظلم الغربي عنهم في مواقعهم وأماكنهم في كل أرجاء الكرة الأرضية. نحن نتابع كل ذلك وغيره بتقدير عميق للمواقف الصينية الرسمية – الانسانية. وفي التصريحات الصينية التي نقرأ فيها ردوداً هادئة وتتسم بعميق المعاني، تعريةً للصلف الغربي الفالت مِن عِقاله، إذ كان رد فِعل جمهورية الصين الشعبية الحليفة، قيادةً سياسية وشعباً، سريعاً، وقوياً، وعميقاً بمعانيه وثابتاً على المبادئ والفكر والأيديولوجيا الصينية الاشتراكية، الصلبة، والصلدة، والهادفة إذ إنها أبهرت العَالَم بدولة صينية هي الأُولى اقتصادياً في كل أرجاء المَعمورة، باعتراف علني وصريح في تقرير سابق نشرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهو منشور حرفياً على الانترنت كما جاء في نصِّه الأصلي وفي إحدى مقالات الكاتب مروان سوداح. كذلك، كان الرد الرسمي الصيني التعبير الأمثل عن أن الصين لا تتنازل عن حفنةِ تراب ولو صغيرة، ولا عن جزء واحد من أرضها الطاهرة، وذلك لأي كائنٍ مَن كان، فقد رفضت بكين أكاذيب “مجموعة السبع”، وَرَدَّت إتهامات الغرب للصين فوراً، فارتدت هذه الاتهامات الفارغة على أصحابها ذوي الياقات المخرومة المنتشرين في عواصم الغرب الاستعماري، وعَرَّت بكين أيضاً الأهداف الأمبريالية والرجعية لدول “مجموعة السبع”، التي كانت مجتمعة في اليابان مؤخراً، إذ أكدت الصين رفضها لـِ”الافتراء، وتلطيخ سمعتها”، بعدما انتقد وزراء خارجية هذه الدول – كعادتهم الطفولية – الوَلاديَّة، سياسة الصين العظيمة التي لم ولن يصلوا إلى مراتبها العالية التي وصلت إليها ونالت بها المجد وإعجاب الشعوب والأمم بانجازاتها، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ عاجزون عن ذلك.

وفي الرد الحازم الذي جاء من الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، الرفيق وانغ ونبين، للصحافيين، التالي: “لقد تجاهَلَ اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع موقف الصين الرسمي والحقائق الموضوعية، وتدخلوا بشكل فاضح في الشؤون الداخلية لجمهورية الصين الشعبية، وافتروا ولطّخوا سمعتها”. واعتبر الرد الصيني، وهو حق قانوني وسياسي للصين، “بأن البيان مليء بالعجرفة والتحيّز ضد الصين”؛ وهو بالفِعل توصيف دقيق لِمَا جاء في التصريحات الغربية المليئة بالعجرفة، والتي ألحقَت العَار دولياً بمواقف أصحابها الغربيين السياسية أنفسهم وَعَرَّت استعماريتهم. وكذلك، افتُضِحَت الأكاذيب الغربية لكونها تسربلت بأهداف الغرب السياسي التوسعي والحربي برمته، وهو الذي يَعتقد واهماً بأنه ما زال قائداً للمَعمورة بدولها وشعوبها، لكنه قارب على نهايته، أو في طريقه لخاتمته المحتومة قريباً، ليغدو العَالم حراً للأحرار والأخيار، دون تدخل من عبيد المَال و إِبليس و”جِي-هِنّوم” – التي سيمضون الأبدية في لهيبها وحريقها، لا رحمهم الله.
أمامنا نصوص كثيرة تَكدَّست عَبرَ عشرات السنين تتحدث عن عجرفة الرجل الأبيض الأمريكي إتجاه الدول والأُمم الأخرى، الذي هو من أصل أوروبي غربي. لذلك، نرى بأن ما جاء به الغرب لشعوب الكرة الأرضيَّة إنَّمَا هو قرصنة دولية تتواصل، وتَدَخُّلٍ فظ في شؤون الصين الداخلية، وعملاً بلطجياً واضحاً يُعيدنا إلى عصر إبادة الجنس الأبيض الأمريكي للمواطنين الأمريكان الذين يُسمٌّونهم هم تحقيراً لهم بِ “الهنود الحُمر”، دون أن يعترف “هذا” “الأبيض” بهم كمواطنين يتمتعون بكل ما يتمتع به الرجل الأبيض المُسَلَّح بالنار من حقوق، كونه يسعى حصراً إلى الاستمتاع بقتل الأخرين لإبراز عجرفته عليهم وعلى أبناء الدنيا. فهذا الرجل الأبيض يعتقد خاسئاً أنه بهذه الاستعلائية إنَّما ينجح في عملانيته للإبادة الشاملة لغيره من البشر، ويَحجِز كل أبناء البسيطة لنفسه فقط، أو أنه يرى (خاسئاً طبعاً)، بإمكانيته تحويل البشر إلى مجرد عبيد في مزرعته الحيوانية، وكذلك الأمر لصحبه الرجل “العالي” الأشقر – الأوروبي الغربي الذي يتمتع بمتاع بالدولار واليورو، دون مواطنيه المسحوقين حياتياً، وما يجري حالياً في مختلف دول الغرب من تظاهرات ضخمة لمجموع القوى الشعبية التي توجِّه ذلك صوب أنظمة هذا الغرب، إنَّمَا يؤكد سقوط الفكر والفلسفة الغربية برمتها، فقد وصلت الحضيض، وها هي تتمركز فيه رغماً عنها!
بالطبع، نحن هنا لا ندين شعوب البلدان التي يَسكن فيها الرجل الأشقر والأبيض الاستعلائي، الذي يعمل على تحقير أصحاب البشرة من الألوان الأُخرى، فكل هذه الشعوب قريبة إلينا وإلى التضامن معنا ومع قضايانا المصيرية، فليس كل الشعوب توافق حكامها على عجرفتهم وتعالِيهم على الانسانية والفقراء وأصحاب الأسمال والمسحوقين استعمارياً، ففي الغرب قوىٌ موضوعية، وتقدمية، و واعية، ومتزنة، وعاقلة، ورصينة، وتدرك بعُمق مَا يجري من أحداث وتصريحات وعمليات مروِّعة في الكون. وبالتالي، علينا الاقتراب منها والتآخي وإيَّاها، والتعاون معها في الأعمال والتحركات والأفكار التي نتقاطع نحن وهم فيها، وأن نضع أيدينا في أيدي أصحابنا هؤلاء من أجل تخليق عالمٍ جديدٍ، واقِعِي، وعملي، وصادق، ومَلْمُوس وبرغماتي، يرسم سياساته بموضوعية ومحبة للآخر المَقهور، واحتراماً له ولأفكاره وكيانه وتطلعاته المشروعه في حياة حُرَّةٍ وكريمة، وتعاون مع العقول السوية. ونعلن هنا، بأننا ضد أي قرارات “أمريغربية” وحِراكات ما تنال من الصين و وِحدة أراضي الصين، مؤكدين بأن الغرب وبضغط أمريكي، و/أو من خلال إلحاقه بواشنطن، بَدَاَ وكأنه “يَلحس” مواقفه السلبية السابقة، والتي منها اعترافه بأن تايوان هي جزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية، ونؤكد بأن تايوان كانت وستبقى صينية إلى الأبد.
وهنا، وفي هذا السياق، لا بد لنا من دعوة الغرب برمته إلى وقف توسيع ترسانته النووية التي تتضخهم بصورة متواصلة ومتسارعة تنم عن تحضيره مخططاَ شيطانياً ضد غير المتفقين معه من دولٍ وأفراد، وندعوه إلى العمل الجاد والجماعي من أجل إحلال الاستقرار والصداقة لبحقيقية والتعاون الصادق مع الجميع في كل مناطق كوكبنا، وبين كل دول هذا العالم الواسع، وليس العكس، أي – “العمل على احترار العالم”، وهو أمرٌ لا يمكن أن يُطبَّق سوى من خلال المزيد من توظيف الشفافية السياسية، ووضوح واستقامة الطروحات الفكرية بشأن نوايا الغرب ودوله، ومصير الترسانة النووية الضخمة التي تحمل طبعة “صُنِعَ في أمريكا”، والتي تستقر منذ سنوات وسنوات في الأراضي الأُوروبية، ذلك أنها تَهْدِيدَاً لكل الأحياء، وتستهدف تدمير الكرة الأرضية ولو عن طريق الصدفة المحض، بالموت بالإشعاع النووي والهيدروجيني، ما يُفضي إلى حَرق الأخضر واليابس!
… انتهى…

زر الذهاب إلى الأعلى