تحالفات وصداقات وأُخوَّة نضالية وتشكرات أذربيجانية

اجنادين نيوز / ANN

*بقلم: المستشرق والباحث هاشم محمدوف

في النتائج العظيمة التي أفرزتها الحرب الوطنية العظمى التي استمرت 44 يوماً، إتَّسم تحرير أراضينا الأذربيجانية التاريخية من احتلال العدو بعملانيَّة شريفة وهادفة، إبداعية وشمولية، وصلدة ركائزها وواضحة أهدافها ومراميها الأنيَّة والإستراتيجية. وعلى الرغم من أن الظفر الذي حققناه على أرض المعركة العسكرية كان أذربيجانياً محضاً صنعته الدولة الأذربيجانية والشعب الأذربيجاني المتحد، إلا أن نشاط الحلفاء والأصدقاء والإخوة والأخوات الذين يدعمون موقف بلادنا العادل والصحيح لا يمكن القفز عنه، بل يجب الإبلاغ عنه بتواصل إعلامي على مستوى عالمي، والتعريف به وبشخوضه، وعرضه على الملاْ. فهؤلاء الحُلفاء الأجانب وظَّفوا أقلامهم وعقولهم وثقافتهم وحذاقتهم الكتابية ووسائل الإعلام التي يتعاملون ويتعاونون معها، في الدفاع عن الحقوق المشروعة لأذربيجان، وشددوا على منطلقاتها القانونية التي تتسق تماماً مع القوانين الدولية، ولأجل أن يَعرف العالم وتتعرَّف شعوبهم وأوطانهم من خلالهم على الحقائق والمعلومات الصحيحة عن قضية أذربيجان الوطنية التحررية. هؤلاء الحُلفاء الذين يتكلمون بمختلف اللغات وينتمون للكثير من القوميات، يسكنون في بلدان مختلفة في هذه الأرض الواسعة، وهم بما يجترحونه من إبداعات في إنتاج المقالات والدراسات والأبحاث عن قضية أذربيجان العادلة – إلا وهي التحرير الكامل والشامل للأرض الأذربيجانية التي كانت تحت حِرابِ المحتلين – إنما يُبرهنون كل يوم على إخلاصهم المبدئي لقضايانا الأذربيجانية العادلة وقضايا العالم الحُر في تكنيس الأرض والإنسان من ربقة الدخلاء والإرهابيين. هؤلاء أصحاب مبادئ، وداعمون حقيقيون للعدالة، وتفعيلاتهم الإعلامية فائقة التأثير ولا تقدَّر بثمن مادي، ومن هؤلاء، بل وفي طليعتهم، الأكاديمي الأردني مروان سوداح وعائلته، وهم جميعاً حلفاء أذربيجان منذ عهد بعيد جداً، منذ ما قبل الاحتلال الأرمني لأراضينا. هؤلاء مدافعون فاعلون عن قضايا أذربيجان وحقوق الشعوب المظلومة والمُعتَدَىَ عليها، ذلك أنهم يقبضون على جَمْرِ النضال على خطوط الجبهات الإعلامية والثقافية الدولية لعرض الصورة الواقعية لأذربيجان على حقيقتها في بلدانهم وعلى امتداد البسيطة، ولئلا يَمسـسها سوء أو تشويه أو تحريف.
شرع الحليف مروان سوداح وعقيلته يلينا نيدوغينا؛ وهي الصحفية الروسية الأردنية الشهيرة، ومؤسِسة جريدة “الملحق الروسي” الناطق باللغة الروسية في الأردن، وإبنتيهما الإعلامية الأردنية مارينا سوداح؛ بنشر الأخبار والمقالات عن أذربيجان، واجترحوا بيد واحدة متحدة فعاليات عديدة للتضامن مع قضايا أذربيجان والشعوب المظلومة، وإذا كان مروان قد بدأ مسيرته مع أذربيجان منذ طفولته بمراسلة القسم العربي لراديو باكو في سنوات جمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية، بتوجيه من والده المرحوم موسى سالم موسى سوداح، الفطحل والعلامة باللغة العربية ونصير أذربيجان والحافظ للقرآن الكريم؛ برغم أنه مسيحي، فإن بقية العائلة سارت على درب موسى ومروان بثقة كاملة، وصمود نادر المَثيل، ودون الالتفات للصعوبات والهجمات الحادة والفبركات المشوِّهة للموضوعية التي تعرضوا إليها، وما زالوا يتعرضون إليها من طرف الاستعمار الأرميني، والتي وصلت إلى حد محاربتهم في لقمة عيشهم اليومية.
كتب مروان وزوجته يلينا وعائلته مئات المقالات عن أذربيجان باللغتين العربية والروسية، ونشرت في وسائل الإعلام الأذربيجانية بمختلف اللغات، وتحدثت عن هذه المقالات شاشات المباصَرة التلفازية في أذربيجان، كما تناولت هذه المواد الإعلامية أنشطة السفارة الأذربيجانية في العاصمة الأردنية عمّان، التي ترأسها السفير الأول مُمَثِّل أذربيجان لدى الأردن، المرحوم إيلمان أراسلي، الذي ارتبط وعائلته بعائلة مروان بصداقة متينة، نظراً لمعرفتهما القديمة لبعضهما البعض، والتي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي في السفارة السوفييتية في الأُردن. وكذلك ارتبط المرحوم عادل قربانوف، المدير الأول للمركز الثقافي السوفييتي في الأردن والذي افتتح رسمياً في العاصمة الأُردنية عمّان في سبتمبر 1970؛ بصِلاتٍ طيبة مع مروان وعائلته. هذه الصداقات أنجَحَت كتابات مروان أيَّمَا إنجاح، إذ تمكّن من خلالها على إطلاع العرب والمجتمع الدولي على مختلف مواقف أذربيجان العادلة ويومياتها، وما تعرّضت أو تتعرض إليه من ظُلمٍ، ذلك أن العديد من المواد المنشورة تتناول وقائع “خوجالي” و “قره باغ الجبلية” على امتداد السنوات، ولا ننسى هنا تركيز عائلة سوداح على نشر المواد اللافتة للانتباه عن العلاقات الأذربيجانية الأُردنية في شتى مساربها وتفرعاتها. إن أنشطة الأكاديمي الأردني مروان سوداح، الذي يُعلن عن عدالة مواقف أذربيجان على طول وعرض العالم العربي، وحقائق الإبادة الجماعية للأذربيجانيين التي امتدت على مدار ثلاثة عقود، لا مثيل لها في الأدبيات الأجنبية. إلى ذلك، يُركِّز مروان سوداح وأُسرته على ضرورات التعريف بأنشطة مؤسسة حيدر علييف، ومنتدى الشباب لمنظمة التعاون الإسلامي رغبة بتعزيز الحقيقة عن خوجالي وأذربيجان عموماً وفي جميع رياح الكرة الأرضية.
ذات يوم نشرت أذربيجان بعدة لغات كلمات مروان سوداح التالية التي ردَّدَها مراراً وتكراراً: “العدالة لخوجالي!”.. هذه الحملة هي عامل أساسي في تعزيز خُطى تضامن المجتمع الدولي مع أذربيجان بشأن هذه القضية، وأشار فيها إلى أن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا هي خطيئة خطيرة ليس فقط ضد الإسلام، ولكن أيضاً ضد المسيحية وجميع الأديان والمبادئ السماوية والوضعية.
إلى ذلك، ما توقَّفَ مروان سوداح عن تناول المواقف الواقعية والحاذقة لبلدنا أذربيجان من على أرفع المنابر الدولية، وعن حرب الـ44 يومًا وما بعدها. ونَشرت وتَنشر مقالاته الكثير من وسائل الإعلام والصحف الورقية والإلكترونية الأردنية والعربية وفي دول غيرها، منها صحيفة “الأنباط” اليومية الشهيرة، وصحيفة “نبض البلد” المعروفة، والمواقع الإخبارية الذات الوزن الثقيل: “جهينة نيوز”، و”الشعب نيوز”، وشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، وأجنادين، والحرير نيوز، والسندباد نيوز، وأشور نيوز، والمدائن نيوز.
يتحدث الأكاديمي مروان سوداح بحميمية عميقة عن تاريخ وآفاق العلاقات الثقافية والتعليمية والاقتصادية وغيرها بين أذربيجان والأردن، وكذلك يتناول “التسامح الديني في أذربيجان”، ويقول بأنه مصدر فَخْر وتَميّز عالمي. كلمة حق نقولها في حق مروان وعائلته: بالنسبة إلينا في أذربيجان، فإن مروان سوداح، ونشاط زوجته يلينا نيدوغينا وأبنته مارينا ـ جدير بالملاحظة، وجدير بالثناء والمتابعة والمكافأة الأذربيجانية أيضاً.على سبيل المِثال، وليس ختاماً، نَشرت الكاتبة الأردنية مارينا سوداح مقالة متفردة في صحيفة “الأنباط” اليومية، تناولت فيها آفاق العلاقات الأردنية مع أذربيجان، وكذلك تم نشر مقالة بقلم يلينا نيدوغينا بما يتصل بآفاق العلاقات الثقافية مع أذربيجان، وهذه نُشرت مؤخراً على البوابات الأردنية الشهيرة الأنباط، وجهينة، ونبض البلد وغيرها. تُعتبر أنشطة السيدة يلينا نيدوغينا وبناتها أولهن مارينا سوداح، مهمة للغاية بالنسبة لأذربيجان.
شخصياً، أنا أود التعبير عن عميق امتناني لهذه “العائلة الصحفية القُدوة”؛ التي يحمل أفرادها الكثير من الأوسمة والميداليات والجوائز الدولية، وهم الَّذِينَ توجَّه لهم باستمرار دعوات زيارات رسمية لحكومات ودول صديقة عديدة؛ على جُل خدماتها المتواصلة الممتازة والمُفعة بالتحالف مع أذربيجان، فهي أُسرة زاخرة بالحق ومشحونة بمعاني العدالة ونُصرتِها، ولاتحاديتهم وإندماجهم في أذربيجان والتحالف والصداقة معنا في إطار مُحدِّدات رسائل السماء، والتضامن مع وطننا أذربيجان الشقيق للأًردن الأن وفي كل آن.
*كاتب وصحفي وباحث أذربيجاني.

زر الذهاب إلى الأعلى