سنوات المحنة ذاكرة جيل عاش مأساة الابادة الارمنية سجلات وحوار ونقاش نفتحها مع القائم بأعمال جمهورية ارمينيا في العراق اليك غاريبيان.

وكالة جنادين/البصرة

قرن وسبع سنوات مضت على ذكرى الابادة الارمنيه الإبادة الجماعية للأرمن، أو مذابح الأرمن التي لاتزال عالقة بالاذهان لدى ابناء الطائفة الارمنية ومن عاصرهم انذاك وبالعودة لذلك الحدث تعرف الابادة بأنها عملية القتل الجماعي الممنهج وطرد الأرمن التي حصلت في أراضي الدولة العثمانية على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى.
مع أن مجازر متفرقة قد ارتكبت بحق الأرمن منذ منتصف العام 1914م، فإن المتفق عليه أن تاريخ بداية الإبادة هو 24 أبريل 1915م، وهو اليوم الذي جمعت فيه السلطات العثمانية مئات من المثقفين وأعيان الأرمن واعتقلتهم ورحلتهم من القسطنطينية (إسطنبول اليوم) إلى ولاية أنقرة حيث لقي أغلبهم حتفه.
وبعد ١٠٧ سنه ماهي احوال الطائفة الارمنيه حول العالم، ومن هي الدول التي اعترفت بالابادة ،وماهو مستقبل العلاقات الارمنيه العراقية محاور على طاولة النقاش مع
القائم بأعمال سفارة جمهورية أرمينيا في العراق اليك غاريبيان بمناسبة الذكرى 107 للابادة الارمنية.

1- ما هي استعداداتكم لاحياء ذكرى ابادة الأرمن، هل هناك اختلاف عن احياء الذكرى عن السنوات السابقة؟
نستذكر هذا العام الذكرى الـ 107 لضحايا الإبادة الجماعية للأرمن. ان رمزية الابادة لدى الشعب الأرمني تتعدى من كونها مجرد مناسبة لاحياء هذه الذكرى الاليمة، بل ان الهدف هو عدم السماح بتكرار ما حدث للشعب الأرمني عام 1915 في اي مكان اخر في العالم من خلال استذكار وتذكير العالم بهذه الاحداث. ولم تتغير طريقة احياء هذه الذكرى بالرغم من مرور اكثر من قرن، قد يتم استحداث بعض الأدوات الجديدة ولكن يبقى المضمون هو ذاته. وبالتأكيد هذا العام ايضا كما في السنوات السابقة سيقوم الأرمن واصدقاء الشعب الأرمني القادمين الى يريفان من مختلف أنحاء العالم بوضع الزهور على النار الأبدية في نصب شهداء الابادة وذلك في 24 نيسان، وينظم الأرمن في جميع أنحاء العالم فعاليات مختلفة لاحياء ذكرى شهداء الابادة.
الأمر مختلف للغاية فالوقت ماض ونحن بالكاد نسمع عن قصص المأسي من الناجين انفسهم ولربما هذه هو الاختلاف الكبير الذي نحس به عند استذكار ضحابا الابادة الجماعية للأرمن.

2- ما هي تطورات الاعتراف بالابادة على الصعيد الدولي.
اعترفت اكثر من ثلاثين دولة رسميًا بالابادة الجماعية للأرمن والتي وقعت في الإمبراطورية العثمانية عام 1915. وهناك دول بجانب اعترافها بالابادة فانها تبنت قوانين تنص على تجريم انكار الابادة الأرمنية والغرض منها هو منع وقوع إبادات جماعية اخرى في المستقبل. وان هذه الدول ومن خلال اعترافها بالإبادة الجماعية ترفض وقوع ابادات جديدة والتي للأسف لا تزال تتكرر في العالم كما حدث مع اليزيديين العراقين في عام 2014 في سنجار. من الجدير بالاشارة ان عدد الدول التي اعترفت بالابادة الجماعية للأرمن في تزايد عاما بعد اخر، ففي العام الماضي اعترفت مجلس نواب جمهورية لاتفيا بالابادة الأرمنية وكذلك اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بصورة رسمية واستخدم كلمة الابادة خلال كلمته التي وجهها الى الشعب الأرمني، بينما تبنى البرلمان السوري بالاجماع قرار الاعتراف بالابادة الجماعية للأرمن.

3- ما هي الدول العربية التي اعترفت بالابادة الى حد الان؟
من ضمن الدول العربية التي اعترفت بالابادة هي لبنان وسوريا. كنت ارغب الاجابة على هذا السؤال ضمن سياق السؤالين السابقين. إن تحقيق الاعتراف بالإبادة الجماعية ، كما ذكرت سابقاً ليست غاية في حد ذاته. مهمتنا الرئيسية يتضمن التغلب على استمرارية إنكار الإبادة الجماعية ومنع وقوع إبادات جماعية جديدة في المستقبل، وان أكثر الادوات ذات فعالية لتحقيق هذا الهدف هو التعليم. نحن نتفهم جيداً أنه ليس بإمكان جميع الدول إدانة الإبادة الجماعية

للأرمن رسمياً، ولكن على جميع الدول الالتزام بتعليم وتثقيف الشباب لمنع تكرار مثل هذه الفظائع. وهنا يجب ان اذكر بان الشعب الأرمني يقدر عالياً موقف الدول العربية التي رحبت واستقبلت الناجين والفارين من الإبادة الجماعية وفتحت لهم ابوابها كي يعيشوا بامان وسلام ولا زال أحفاد الناجين يعيشون في هذه المنطقة ويتمتعون بكافة الحقوق ويتمتعون بالحب والاحترام ليس فقط من قبل شعوبها ولكن أيضًا من قبل حكوماتهم كما هو الحال في العراق.
4- هل هناك مطالب لاعتراف الحكومة العراقية او البرلمان العراقي بهذا الشأن؟
العراق بلد صديق لأرمينيا، ولم تقوم أرمينيا باثارة قضية اعتراف العراق بالإبادة الجماعية للأرمن كشرط لاقامة هذه العلاقات وتطويرها. لا تضع أرمينيا أبدًا أي شروط مسبقة لإقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع الدول وكذلك لا تضع اي شروط لغرض تنمية تلك العلاقات القائمة. ومع ذلك من أجل استعادة العدالة التاريخية ومنع وقوع الجرائم ضد الإنسانية ، من الطبيعي أن نتوقع من جميع الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي الاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن.

5- كيف تتصورون مستقبل العلاقات العراقية الأرمنية من ووجهة نظر الأرمنية؟
يعتبرالعراق شريك موثوف لأرمينيا، وان تعميق التعاون في مجالات متعددة مهم للغاية بالنسبة لنا. تستند العلاقات الأرمنية العراقية الى الروابط التأريخية والثقافية العميقة والعواطف المتبادلة التي تعود الى العصور القديمة. استقر الأرمن في العراق في مراحل مختلفة من التأريخ وساهموا في تنمية هذا البلد. ولا يزال الأرمن الذين يعيشون في العراق يتمتعون باحترام ودعم السلطات العراقية وهذا ما تؤكدها الحكومة العراقية وكذلك تؤكدها حكومة اقليم كوردستان العراق من خلال دعمها المادي لتشييد وزيادة الكنائس الأرمنية في الاقليم (حيث تم تشييد كنيسة القديس ساركيس في دهوك عام 2009 وتشييد كنيسة الصليب المقدس في اربيل عام 2019).
هناك مستوى عال من الحوار السياسي بين البلدين، فضلا عن الوصول الى تطورات إيجابية في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، ففي السنوات الأخيرة أصبح من الممكن تحقيق مؤشرات تجارية واقتصادية جيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى