أذربيجان والأردن طيراناً وتعميراً

اجنادين نيوز / ANN

مارينا سوداح

يبدو، أن خط الطيران المباشر الذي أُقر سابقاً بين باكو وعمَّان؛ سيعود إلى العمل ونتطلع إلى ذلك بكل أملٍ ورجاء؛ وهو ما يُستشف من التطورات المتعاقبة التي يَشهدها البلدان الشقيقان في مسيرة توسيع نطاق العلاقات بين المؤسسات الرسمية بالدرجة الأولى وغيرها بمجموع تفرعاتها وشؤونها؛ ضمنها السياحية، والعلمية، والتعليمية، وفي إحداث وإبداع الصِّلات الثنائية بين باكو وعمّان.
تُعتبر العلاقة بين الطيران والتبادلات في مختلف الفضاءات أساسية ومتكاملة، إذ من المعروف والمؤكد أنه لا يوجد أيُّ سبيل أنسب وأمثل للنقل في عالم اليوم وأشمل أماناً من الطائرات التي تنقل السياح والسلع بسرعات قياسية. فالطيران هو أداة الشحن الفُضلى والأكثر سلامةً حالياً، والأحسن لتسريع التواصل بين الدول والأُمم، ما مِن شأنه نيل المزيد من التقدم المتلاحق، وبناء اتصالات واسعة ومُثمِرة بين عواصم المَعمورة، والعكس بالعكس.
إن نجاح قطاع الطيران في مهامه الدولية أينما كان ومع مَن كان، إنما هو مرهون بتحقيق الجُسور المُضافة والجوهرية التي يمكنها أن تنقل أيَّاً كان وأيَّ سلعة للموقع – الهدف، وهو ما يُفضي إلى تجسيرٍ فاعل لحوار الأشقاء والأفكار، وتعظيم مستوياته بين الأردن وأذربيجان، وتنظيم مناظرة بَنّاءة للتآزر المُؤثر بين القطاعين العام والخاص.
سعادة السيد إيلدار سليموف، سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، صَرَّح ذات مرة للصحافة الأردنية إن بلاده الشقيقة تسعى لتعزيز الاستثمار المشترك مع الأردن (إذ لا تتعدى التبادلات الاقتصادية بين القطرين ملايين محدودة من الدولارات)، مُشَدِّداً في الوقت نفسه على الحاجة لفتح مجالات السياحة النشطة بين الدولتين من خلال التدابير الجمعيَّة مع وكالات السياحة والسفر، “وذلك بعد مراقبة الاستقرار ما بعد جائحة كورونا”، ولتكريس وصول الصادرات من أذربيجان إلى الأردن، بخاصة الإنتاج الزراعي، ومنتجات الصناعة الغذائية وما تشملها من ريع الأرض الأذربيجانية والغلال والخضراوات، والفاكهة الموسمية، إلى جانب إمكانية تزويد السوق الأردني ببعض الصناعات البتروكيماوية، بالإضافة للتعاون المشترك في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والتعليم، والاستعانة بالخبرات الأكاديمية بين الجانبين.
في التطلعات إلى تدعيم مستفيض، وتعمير أعلى، وتوطيد مؤسساتي للارتباطات والتدابير بين بلدينا، من الضروري التعجيل بتسيير خط الطيران الأذربيجاني “الساخن” بالاتجاهين بين عاصمتي القطرين، وبتوظيف هذه القفزة أولاً في رحلات سياحية ناجحة “تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا”، ما مِن شأنه تيسير ترجمة الجهود الجديدة والنقلات الرَّحبة ذات ألوان قوس قزح بين عمَّان وباكو، ما سيتأتَّى منه ويرشح عنه تعمير حقيقي ذو فعالية في شتى المنازل على اختلافها.
*كاتبة روسية/أردنية متخصصة في شؤون أذربيجان.

زر الذهاب إلى الأعلى