مهدي البدوي صفحة من صفحات التأريخ البصري المعاصر

اجنادين نيوز / ANN

بقلم : عبدالمنعم الديراوي

خلال زيارتي لأخي وصديقي وزميلي واستاذي مهدي البدوي في داره ببغداد أغرقني بكرم الضيافة وحسن الاستقبال ومن قبل زوجته الأخت ام نصر أيضا .
وبعد تناولي وجبة الغداء معه استذكرنا تأريخ يمتد الى عدة عقود خلت بدءً من عام ١٩٦٤ التي بدأ فيها خطاطا ومندوبا لمجلة المتفرج وعمله خطاط ومصمم كلائش لكافة المطبوعات والمطابع بالبصرة وكذلك عمله في مجلة نفطنا خلال ستينات القرن الماضي . كنت خلال تلك الفترة اتدرب بالخط العربي تحت يده وبعد ان قوى عودي بالخط عملت معه خطاط في مكتبه ( مكتب الخطاط البدوي ) هذا المكتب الذي كان من أشهر مكاتب الخط بالبصرة خلال الفترة الممتدة من ستينات القرن الماضي لغاية ظهور الطباعة الالكترونية في العقدين الماضيين .
يمتاز مهدي البدوي بالطيبة والبساطة وينطبق عليه المثل( الاخ الذي لم تلده أمي ) فقد امتدت علاقتي به وبعائلته لأكثر من خمسين عاما .
مهدي البدوي هو من المؤسسين لفرع نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة عام ١٩٧١ وتعتبر هويته النقابية من الهويات القديمة نسبيا حيث تحمل الرقم ( ٧٦٥ فقط ) .
خلال زيارتي له يوم أمس الجمعة أشار لي بان أضع على الطاولة حقيبة كانت مركونه في الصالة التي جلسنا فيها وطلب مني فتحها للضعف الشديد في بصره وكانت تحتوي على بعض الصور القديمة وهوياته الصحفية التي نشرت واحدة منها مع هذا الموضوع اليوم . وخلال تفحصنا لما احتوته الحقيبة استذكرنا تلك الحقبة الجميلة التي عشناها معا .
مهدي البدوي كانت عيناه ثمنا لخدمة الصحف والمطبوعات التي صدرت بالبصرة قبل ظهور الطباعة الالكترونية لكونه كان يحفر الكلمات والحروف على مادة الليناليوم بشفرات خاصة بيده بالرغم من دقتها وصغر حجمها لذا كان يعلق لوحة بالخط الكوفي داخل مكتبه تقول ( إنما الخطاطون والخياطون يأكلون من اعماق عيونهم ) .

زر الذهاب إلى الأعلى