رفضوا الاتفاقيات ثم طالبوا بتفعيلها

اجنادين نيوز/ ANN

بقلم: كاظم فنجان الحمامي

لا أحد يتآمر علينا. فنحن الذين نتآمر على أنفسنا في أغلب الأحوال، وعقولنا مفخخة بما يكفي لتدميرنا لعقود قادمة. .
فالجماهير التي خرجت للتنديد بحكومة عادل عبد المهدي تسببت من دون أن تدري بتعطيل الاتفاقية الإطارية التي أبرمها العراق مع الصين، وهي التي تظاهرت مرة أخرى للمطالبة بالعودة إليها وتفعيلها من جديد. لكن الأغرب من ذلك ان التعطيل شمل اتفاقيات أخرى ولم يقتصر على الاتفاقية الصينية، من دون ان يدرك المتظاهرون فداحة الأضرار المترتبة على ذلك التعطيل. .
والأغرب من ذلك ان الغالبية العظمى من المتابعين يظنون كل الظن ان الاتفاقية الصينية هي التي عصفت بها الأحداث، ولا يعلمون ان الاتفاقية المبرمة مع شركة سيمنز الألمانية، ذهبت هي الاخرى مع الريح، وكانت بقيمة 14 مليار يورو لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية في البلاد، وجرى التوقيع عليها في العاصمة الألمانية بحضور رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. .
وهنالك اتفاقيات وعقود أخرى عصفت بها الأحداث، و وأدت في مهدها. .
فغياب الوعي هو الذي يصنع الفوضى، وهو الذي يمهد الطريق للتضليل الإعلامي لكي يسهم في ضياع البوصلة. .
وكان لبعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الدور الأكبر في التضليل وتأليب الرأي العام ضد نفسه، وضد مصلحته الوطنية، واشتركت معها قنوات إعلامية محلية وإقليمية ودولية ممولة لوجستياً ومادياً بشكل هائل لهذا الغرض. .
وما أكثر الحملات التي دفعت الجماهير للتحرك على غير هدى نحو الاعتراض، مستغلة انفعالاتها المكبوتة، وصولا الى التلاعب بالعقول المخدرة حتى أصبح من الصعب إفاقتها. .

زر الذهاب إلى الأعلى