شي يقدم مقترحات بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية ويحث على وقف إطلاق النار من أجل السلام الدائم
قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) ثلاثة مقترحات بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، داعيا إلى وقف إطلاق النار لتحقيق السلام والأمن الدائمين.
وقال شي في قمة بريكس الافتراضية الاستثنائية بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية إنه يتعين على جميع الأطراف في الصراعات وقف إطلاق النار والأعمال العدائية على الفور، ووقف جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة.
وقال إنه من الضروري أيضًا ضمان المرور الآمن والسلس للإغاثة الإنسانية، وتوسيع المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ووقف التهجير القسري وقطع المياه والكهرباء والوقود الذي يستهدف الأهالي في غزة كعقاب جماعي.
ودعا شي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع تصعيد الصراعات وتأثيرها على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
الدفع بوقف إطلاق النار وإنهاء القتال، وتحقيق السلام والأمن الدائمين
— كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة دول البريكس بشأن القضية الفلسطينية
(بيجينغ، يوم 21 نوفمبر عام 2023)
فخامة الرئيس سيريل رامافوزا المحترم،
أيها الزملاء:
تعتبر هذه القمة أول اجتماع بين قادة دول البريكس بعد توسيع عضويتها. في البداية، يطيب لي أن أتقدم بالترحيب بقادة الدول الأعضاء الجديدة للبريكس، وأشكر الرئيس سيريل رامافوزا وحكومة جنوب إفريقيا على الجهود المبذولة لتنظيم هذا الاجتماع. في ظل الوضع الراهن، إن الصوت الداعي إلى العدالة والسلام الذي تطلقه دول البريكس بشأن القضية الفلسطينية شيء ضروري للغاية ويجيء في وقته.
يعرب الجانب الصيني عن الانشغال الشديد إزاء الصراع في قطاع غزة الذي دام لأكثر من شهر، وما أسفر عنه من سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والكارثة الإنسانية، وتوجهه نحو التوسع والامتداد. إن الأولوية القصوى الآن هي: أولا، يجب على أطراف الصراع وقف إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري، ووقف كافة أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين، وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين، تجنبا لخسائر بشرية أفدح. ثانيا، من المطلوب ضمان السلامة والانسياب لممرات الإغاثة الإنسانية، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ووقف العقاب الجماعي ضدهم مثل التهجير القسري وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود. ثالثا، على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عملية للحيلولة دون توسع رقعة الصراع وتأثيره على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. يدعم الجانب الصيني القرار بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تم اعتماده في الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 أكتوبر الماضي. على كافة الأطراف أن تنفذ ما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2712 ، الذي تم اعتماده تحت رئاسة الصين بصفتها رئيسا دوريا للمجلس، على أرض الواقع.
يرجع السبب الجذري لما وصلت إليه الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية اليوم إلى تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والبقاء والعودة منذ زمن طويل. قد أكدتُ لعدة مرات أن المخرج الأساسي لكسر دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في تنفيذ “حل الدولتين” واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة وإقامة دولة فلسطين المستقلة. لا يتحقق السلام والاستقرار الدائمان في الشرق الأوسط بدون حل عادل للقضية الفلسطينية. يدعو الجانب الصيني إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بمصداقية أكثر في أسرع وقت ممكن لبلورة توافق دولي بشأن إحلال السلام والدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.
يبذل الجانب الصيني جهودا حميدة للدفع بمفاوضات السلام ووقف إطلاق النار ومنع القتال منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن أجل تخفيف الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قد قدمت الصين مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة مليوني دولار أمريكي عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة، إضافة إلى مواد إنسانية عاجلة بقيمة 15 مليون يوان صيني تشمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة عبر مصر. ستواصل الصين تقديم مساعدات مادية وفقا لاحتياجات سكان قطاع غزة. إن الصين، بصفتها رئيسا دوريا لمجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، قد دفعت المجلس لاعتماد القرار الذي يطالب بتمديد الهدنة الإنسانية والمدة الزمنية للممرات الإنسانية وحماية المدنيين وتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية وإلخ.
أيها الزملاء!
تعتبر آلية التعاون للبريكس منصة مهمة لتعزيز التضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية والحفاظ على مصالحها المشتركة. نقوم اليوم بتنسيق المواقف واتخاذ الخطوات بشأن القضية الفلسطينية، وذلك من شأنه أن يشكل بداية جيدة لـ”التعاون في إطار البريكس المكبّر” بعد توسيع عضويتها. يشيد الجانب الصيني بما قدمته جنوب إفريقيا، باعتبارها رئيسا دوريا للبريكس في العام الجاري، من المساهمات المهمة في الدفع بتطور قضية البريكس. ستتولى روسيا الرئاسة الدورية في العام المقبل، ويحرص الجانب الصيني على العمل سويا مع الأعضاء الأخرى على دعم أعمال الجانب الروسي، بما يخلق عصرا جديدا لتعاون البريكس.
شكرا لكم!