كَثُرت الكذّابة على السيد السيستاني

اجنادين / ANN

بقلم سليم الحسني

صدمني مقطع فيديو لمعمم في امريكا ـ استخدم هذا التعبير للتمييز عن عالم الدين ـ وهو يتحدث عن شخصية السيد السيستاني، فذكر قصة يتخذها دليلاً على عمق وحكمة المرجع الأعلى. خلاصتها أن وفداً من جماعة الخوجة الشيعة الاثني عشرية التقوا السيد السيستاني، وقد سأله أحدهم هل أنه يلتقي بالامام المهدي، فرفض السيد الجواب على السؤال. وحين خرج الزائرون، بادر أحد الحاضرين الى الاستفسار من المرجع الأعلى عن سبب رفضه الإجابة على السؤال. فقال له إنه لو أجاب بـ (نعم) فإن البعض سيكّذبه، واذا أجاب بـ (لا) فان البعض سيشكك بمرجعيته، ولذلك فانه اختار عدم الجواب.
هذه القصة يرويها المعمم وهو واقف أمام الحاضرين في ولاية مشيغان الأمريكية وقد أحسن ترتيب عمته ولحيته، وأضع مقطع الفيديو في نهاية المقال.
كلام هذا المعمم طعنة مسمومة في قلب المرجع الأعلى، ومعاذ الله أن يقول السيد السيستاني هذا الكلام، ومعاذ الله أن يعتمد هذا الأسلوب، وإلا لكان دجالاً يضلل الشيعة، وحاشا لمرجع الشيعة الأعلى أن يمارس الكذب والدجل.
هذا المعمم الذي ينقل الرواية عن شخص ثقة كما يقول، لم يستخدم أبسط درجات العقل وهو يريد أن يبيّن عمق الحكمة ورجاحة العقل عند المرجع الأعلى السيد السيستاني.
لقد ظهرت منذ عدة سنوات، وازدادت في الأسابيع والأيام الأخيرة، ظاهرة الإفراط عند البعض في اكتشاف نظريات ورؤى وتصورات عند السيد السيستاني، لم يقلّها ولم يكتبها، ومع ذلك يخرج بعض الكتّاب والمعممين فيحللون أفكاراً لم يطرحها المرجع الأعلى، ويناقشون نظريات لا يراها وربما يقول عكسها.
المبالغة في هذا المنهج، إساءة للسيد السيستاني، وتقليل من شأنه، فهذا الأسلوب يُظهره وكأنه بحاجة الى أحاديث موضوعة وكرامات مختلقة ونظريات منتحلة ليرتفع شأنه.

لا يحتاج السيد السيستاني الى مبالغات كاذبة ولا لجهود تعتصر الملق، يكفي أنه مرجع الشيعة الأعلى الذي يتبعه عشرات وعشرات الملايين، ويتصدى لمقام هو الأرفع في عالم الشيعة. وقد آثر الابتعاد عن الأضواء والحياة العامة، وهو يعيش جليس بيته، فقد ارتضى لنفسه هذه الحياة، ورضي بها صابراً قانعاً.
١٠ آذار ٢٠٢١

زر الذهاب إلى الأعلى