كيف يتم اختيار القادة فى الصين ؟!

أجنادين نيوز    /ANN
رؤية حرة
منصور ابو العزم
يعترف كثير من الباحثين وبعض السياسيين فى الغرب بان الحكم القائم على الديمقراطية يواجهة ازمة عميقة منذ سنوات ادت الى اضعاف الايمان السابق بالديمقراطية الانتخابية ، والاخطر انها لم تعد تمثل نموذجا جذابا لدول اخرى خارج العالم الغربى كما كانت فى سنوات سابقة كما يقول دانييل بيل استاذ العلوم السياسية فى جامعات كندا والصين .

ولكن ، فى الصين وعلى الرغم من انها لاتتبنى نظام الحكم على الطريقة الغربية اى الديمقراطية على النمط الغربى ، الا انها تنتهج آليات اكثر جدارة وربما تكون اكثر ديمقراطية وتعبيرا عن المشاركة الشعبية فى العملية السياسية مما هو معمول به فى النظم الغربية الديمقراطية . ويطلق الباحثون على نظام اختيار القادة فى الصين « نظرية الجدارة السياسية » ويعنى اختيار وترقية ذوى المواهب والكفاءات والقادة الذين يتمتعون بمستوى عال من القدرات والفضائل فى كافة المجالات من خلال امتحانات وتقييمات صارمة للاداء بداية من المستويات الدنيا سواء فى الحزب او الحكومات المحلية او الشركات والجامعات وكل القطاعات ، وليس عملاء اجهزة الامن عديمى او محدودى الكفاءة . وقد لفت اختيار القادة وفق نظام الجدارة المعمول به فى الصين نظر كثير من الباحثين والعلماء خاصة بعد الصعود الاقتصادى المذهل للصين خلال ال 40 عاما الماضية حتى اصبحت ثانى اكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة فقط ، وتسعى لاحتلال مقعد الدولة الاولى .
ويقدم الباحثون الكيفية التى تم بها اختيار الرئيس الصينى الحالى شى جين بينج باعتبارها نموذجا لنظام الجدارة الصينى فى اختيار القادة . فقد وصل « شى » الى قمة السلطة عبر مسيرة صعبة استمرت عقودا حيث تم ترقيته من مستوى القيادة الريفية الى المدينة ثم المقاطعة ليتم ترقيته بعدها الى منصب وزير على مستوى الاقليم ثم عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعى ثم المكتب السياسى ومنه الى قيادة اللجنة المركزية للحزب ، وفى كل المراحل كان يخضع «شى » لامتحانات وعملية تقييم صارمة يخضع لها كل متقدم لموقع قيادى ، تقوم على المنافسة الشرسة بهدف قياس قدراته وامكانياته. وهى عملية لامجال فيها للنفاق او المجاملة او التدليس لانه عندما يخطأ يتم الاطاحة به وبكل من سانده وايده فى الوصول لمركز القيادة .
منصور ابو العزم

زر الذهاب إلى الأعلى