المعادلة الهجينة بين الناخب والمرشح

اجنادين نيوز / ANN
بعد خمس دورات انتخابية خلال 20 عام تتلخص العملية الديمقراطية ( العراقية ) معايرة بين الناخب والمرشح
و بين الضحية والجلاد اذ إن الجلاد لا يطرح برنامجاً وطنياً اقتصادياً صناعياً ولا حتى امنياً ، بل جل مايطرحه هو التباين بين 100$ و 500$ كجائزة تليق بالمواطن وكافية لاستملاك صوته ، وبالمقابل فأن المواطن البسيط يعاني اربع سنوات عجاف ، والنتيجة ارواء واشباع بقيمة 100 دولار تكفي لسنين القحط .
اما ذوي الحظ العظيم فسوف يفوز بـ 500$
هنا يتضح ان من ينتخب يضع العصا في دولاب عربة مسير الدولة اولاً وللمجتمع ثانياً فهنا يستوجب وعي خاص لمصير الدولة العراقية ، وهذا الوعي يحتاج لتثقيف مكثف بعد زمن طويل من الجهل في العملية الانتخابية واسس الديمقراطية .
ولابد من الاعتراف ان المواطن هو المسؤول الاول والأخير عن ارتدادات الانتخابات ونتائجها ، وما يتمخض منها من فاسدين كثر فضلاً عن الجاهلين والعملاء والسذج منهم
وغداً لن ينفع العويل والبكاء إذا لم تجد كرامتك وعيشك الرغيد بل البسيط منه وباب رزقك والكهرباء والماء والخدمات انت المسؤول عن خياراتك .
ولست ممن ييأس ويقطع الامل برسم صورة سودواية فهناك دائماً بصيص امل ونقطة ضوء ، العراق والعراقيين بحاجة للالتفاف حول انفسهم وصنع قلعة من الايثار والوضوح والنقاء الروحي واتباع قائد واحد لكسب القضايا وحرب الاستضعاف والاهمال والاستهانة بحقوق الشعب ، فصمت رجال الدين في الحوزة الدينية وسكوت اهل الحل والرأي وعدم الاكتراث بهموم الشعب والبلد جعل الطرق سالكة امام النكرات والفاسدين والعملاء دون ان يمارس عليهم اي نوع من العقاب .!!
فهذه الانتخابات خاصة تسمى ( انتخابات المال السياسي ) ومال الشبهات والاتاوات ولن تكون حلاً ولا انقاذ ولا مشروع اصلاح للواقع السياسي ، بل سينتج عنها حكومة فوضوية متحزبة بامتياز وبواقع ( المجاميع والگروبات ) وحرب البقاء للاقوى وبلد ضعيف عاجز عن مواجهة كل التحديات وحلحلة ابسط الامور ، وحينها لن يملك الاحرار الا الدعاء وقليل من الحسرة .
احمد الفرطوسي
16/10/2025




