الفهم السقيم للدين ينتج آراء خاطئة !؟!؟

اجنادين نيوز / ANN
بقلم الكاتب العراقي
حكيم زغير الساعدي
إشكالية مقولة المرأة ناقصة عقل ودين
إشكالية أن المرأة ناقصة عقل ودين هي مقولة ليست منصفة، وهي ناتجة إما من مجتمع لا يقدر المرأة ويعتبرها ناقصة بدنيًّا أو ذهنيًا وعقليًا. وهذه الآراء لا تمثل الدين، وبعبارة أدق لا علاقة لها بالدين لا من قريب أو بعيد، وإنما هي آراء شاذة تمثل صاحبها، وإن نُسبت إلى الدين.
ليست المرأة ناقصة عقل أو دين
سمح الشرع الحنيف للمرأة بترك الصلاة في حالة أن المرأة لا تكون في حالة طهارة، فيسقط عنها تكليف الصلاة، وهذا من باب الترخيص للمرأة، وهذا الأمر تشريع إلهي وليس عرفًا دنيويًا. وليس دعوات مساواة المرأة بالرجل هي صائبة، وتحقيق المساواة بمفهومها الحقيقي وليس التنظيري الذي ينتفي حين انتفاء الحاجة إليه.
ممارسات بعض الأشخاص للأسف تحسب على الدين
ليس من الإنصاف أن نحمل بعض تصرفات الآخرين على أنها من تعاليم الدين، وهذا خلل عقلي وذهني. إن هذا التصرف غير الناضج يحسب أنه دينًا، بالرغم من أنه اجتهاد ورأي شخصي قاصر غير مصيب؛ لكن مع ذلك يعتبرونه أنه دينًا، وهذا هو الجهل بعينه، لأننا لا نعرف تعاليم الدين السمحاء ومفاصد التشريع التي فيها دفع المفيدة وجلب المصلحة.
بلوغ المرأة
ذكر الفقهاء أن سن تكليف المرأة هو تسع سنين هلالية، يعني بالتقويم الهجري وليس الميلادي، وهذا حكم يهيء المرأة ويحفظها على أن تكون ناضجة، وهو أمر مهم للمرأة خصوصًا إذا نظرنا نظرة دقيقة لهذا التشريع من باب موضوعي وعلمي. حيث أن تكليف المرأة ب ٩ سنين هو اجحاف بحق الطفولة وسحقًا لها، وهذا هو المنصور، وهو فهم خاطئ وبعيد عن الدين وتعليمهم، بمعنى أن هذا السن بالتكليف ليس معناه أن المرأة في هذا السن هي مؤهلة للزواج، وأن حصلت زيجات بهذه الكيفية إلا أنه أمر غير صحيح. نعم، هو سن تكليف وليس يعني بجواز الزواج.
الزواج والبلوغ
وهنا خطأ وليس متعمد، فنحن نحمل الآخرين على محمل حسن البلوغ شيء والزواج شيء آخر، وكذلك التكليف لا يعني بلوغ المرأة الرشد، وإنما هو أمر تهيئي لكي تتدرب على أن تكون امرأة رشيدة. ولعمري أن القائل لا يفرق بين الزواج والبلوغ وسن التكليف، لأن الألفاظ تبدو لوهلة أنها متشابهة، لكن واقعًا كل لفظ له معناه الخاص ودلالته.
ختام
ولو كانت المرأة ناقصة عقل ودين لما كُلفت بالتكاليف الشرعية، فناقص العقل تكليفه قبيح غير جائز على الله سبحانه وتعالى.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.