أبطال بلا دعم… رياضيون عراقيون يواجهون العجز الحكومي قبل بطولة آسيا

اجنادين نيوز / ANN

كمال الحجامي

مع اقتراب موعد انطلاق بطولة آسيا للقوة البدنية، المقررة إقامتها في هونغ كونغ – الصين مطلع الشهر العاشر من هذا العام، يقف أبطال العراق، وتحديدًا ممثلو محافظة بابل، أمام تحدٍّ أصعب من خصومهم على منصات المنافسة: تحدي العجز المالي والإداري للحكومات المحلية والمركزية.

فقد وجّه لاعبو ومدربو نادي الكفل الرياضي، المنتمون للمنتخب الوطني العراقي، سلسلة طويلة من المخاطبات الرسمية إلى كل من محافظ بابل، ورئيس مجلس المحافظة، وعدد من النواب، طالبين الدعم المالي لتغطية تكاليف المشاركة. ورغم تنوع الصيغ وتعدد الجهات المخاطَبة، إلا أن الرد ظل غائبًا، والدعم الموعود لم يصل.

اللاعبون الذين سيمثلون العراق في هذا الاستحقاق القاري هم:

1. أحمد سالم حمود – المنتخب الوطني

2. مرتضى حيدر فيصل – المنتخب الوطني

3. زيد جاسم كطران – المنتخب الوطني

4. حسين داخل – مدرب المنتخب الوطني

ورغم كونهم من أبرز الوجوه الرياضية التي حققت للعراق إنجازات مشرفة على المستويات الآسيوية والعربية والعالمية، إلا أنهم اضطروا إلى تغطية كافة التكاليف على نفقتهم الخاصة، والتي تصل إلى خمسة ملايين دينار للشخص الواحد، بمجموع يناهز عشرين مليون دينار للوفد بأكمله.

أبطال من ذهب… بلا ميزانية

مفارقة مؤلمة أن يُترك رياضيون يحملون في رصيدهم أكثر من 147 وسامًا ملونًا باسم العراق في بطولات قارية وعالمية، ليبحثوا عن دعم شخصي أو محلي يضمن مشاركتهم في بطولة كبرى تمثل البلاد.
الأدهى أن الأمر لا يقتصر على بطولة آسيا وحدها، بل يمتد إلى معسكرات التدريب التي طالب النادي بإنشائها خارج العراق، كالمعسكر المزمع في إيران بكلفة عشرة ملايين دينار، والذي لم يجد هو الآخر من يتبناه رغم ضرورته للتحضير الجاد للاستحقاقات المقبلة.

السلطات… وغياب الأولويات

الكتب الرسمية التي وُجهت إلى المعنيين حملت نبرة رجاء واضحة، بعضها طلب الدعم من موازنة المحافظة، وأخرى اقترحت إدراجه تحت أبواب الدعم الرياضي أو النشاطات الشبابية أو حتى المنح والإعانات. لكن النتيجة بقيت واحدة: لا استجابة ولا حلول.
هذا الغياب يكشف بوضوح عن خلل في أولويات الحكومات المحلية والمركزية، التي لم تدرك حتى الآن أن الاستثمار في الرياضة ليس ترفًا، بل وسيلة لتعزيز صورة العراق، وإبراز طاقات شبابه في محافل عالمية.

بين الطموح والواقع

اللاعبون العراقيون، ورغم ضيق ذات اليد، لا يزالون يتمسكون بحلم رفع راية العراق عالية في آسيا. هم لا يبحثون عن امتيازات شخصية بقدر ما يسعون إلى كتابة فصل جديد من الإنجازات الرياضية باسم بلدهم ومحافظتهم. لكن بقاء الوضع على حاله يهدد بتقويض هذا الطموح، وربما يُفقد العراق فرصة اعتلاء منصات التتويج.

نداء أخير

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج أبطال القوة البدنية إلى التفاتة حقيقية من مؤسسات الدولة، ومن كل من يملك قرارًا أو قدرة على توفير الدعم. فالقضية لم تعد مجرد سفر أو إقامة، بل قضية كرامة وطنية تتعلق بمكانة العراق على الساحة الرياضية.
إن ترك هؤلاء الرياضيين يواجهون مصيرهم وحدهم، فيما تُصرف أموال طائلة على مجالات أقل نفعًا، يمثل ظلمًا مزدوجًا: ظلمًا للأبطال الذين قدموا الكثير، وظلمًا لاسم العراق الذي يستحق أن يُمثل بأفضل صورة.

فهل يسمع المعنيون هذا النداء قبل فوات الأوان؟

زر الذهاب إلى الأعلى