الصين درع الرقابة الرقمية وحامية السيادة للمواطن العربي

اجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي، رئيس دائرة العلاقات العامة بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين – فرع اليمن
في عالم تتسارع فيه ثورة البيانات والذكاء الرقمي، أصبح المواطن العربي أكثر عرضة للهيمنة الرقمية، حيث تتحكم الخوارزميات والشركات العملاقة في تفاصيل حياته اليومية، من السلوك والميول إلى القرارات الشخصية. في هذا السياق، تبرز الصين كنموذج فريد يُظهر كيف يمكن للدولة القوية أن تحمي مواطنيها وشركاءها من النفوذ الرقمي الخارجي، وتؤكد أن السيادة الرقمية ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية للبقاء والاستقلال.
الصين لم تترك مسألة البيانات للصدفة أو الأسواق، بل حولتها إلى أداة استراتيجية تخدم الدولة والمواطن معًا. عبر قوانين صارمة، وبنية تحتية تقنية ضخمة، وشركات محلية رائدة مثل هواوي وعلي بابا، نجحت الصين في بناء منظومة رقمية متكاملة قادرة على مواجهة أي نفوذ خارجي، بما في ذلك النفوذ الأمريكي، وحماية بيانات المواطنين والشركاء العرب من السيطرة الخفية للشركات الغربية. هذه المنظومة تمنح الدول العربية فرصة حقيقية لتعزيز استقلالها الرقمي، وضمان حماية المواطنين من التلاعب بالخوارزميات والسيطرة الخفية على حياتهم الرقمية.
على أرض الواقع، يظهر التعاون العربي–الصيني بشكل ملموس، من خلال إنشاء مراكز بيانات لشركات مثل Alibaba Cloud في دبي، إلى تبادل الخبرات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بالإضافة إلى مؤتمرات ومبادرات مشتركة لتعزيز أمن البيانات ونقل التكنولوجيا. هذه المشاريع العملية تؤكد أن التعاون مع الصين ليس مجرد خطابات، بل خيار استراتيجي واقعي يعزز استقلال الفضاء الرقمي وحماية المواطنين من الهيمنة الخارجية.
اليوم، يظهر التعاون العربي–الصيني في المجال الرقمي كخيار استراتيجي ذكي. الصين ليست مجرد مزوّد للتكنولوجيا، بل شريك قادر على توفير حماية فعالة ومستدامة للبيانات والبنى التحتية الرقمية. شراكات مثل هذه تمنح الدول العربية القدرة على بناء سياسات رقمية مستقلة، بعيدًا عن الهيمنة الغربية، وتحافظ على خصوصية مواطنيها، وتعزز أمنها الرقمي بطريقة لم يكن من الممكن تحقيقها عبر الاعتماد على شركاء آخرين.
الصين أثبتت أن القوة الرقمية ليست مجرد تكنولوجيا، بل استراتيجية وطنية واضحة، تجعل المواطن محميًا من النفوذ الخارجي، وتبني الثقة بين الدولة وشركائها. المواطن العربي اليوم أمام فرصة تاريخية للاستفادة من هذا النموذج، لتعزيز استقلال الفضاء الرقمي، وحماية بياناته، وضمان أن يكون جزءًا فاعلًا في عالم رقمي متسارع ومتغير، بعيدًا عن أي سيطرة خارجية تهدد خصوصيته واستقلاله.
الصين بذلك تؤكد أن الدولة القوية قادرة على حماية المجتمع والمواطن، وأن السيادة الرقمية هي الدرع الأكثر فاعلية في مواجهة الهيمنة الخفية، وتجعل من التعاون معها خيارًا استراتيجيًا ذكيًا للدول العربية التي تبحث عن حماية حقيقية ومستقبل رقمي مستقل وآمن.



