التماس الى فخامة رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان العراقي المحترَمَين: رجاءً لا تذهبا الى الدوحة ..!

اجنادين نيوز / ANN

فالح حسون الدراجي

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة يومي الأحد والاثنين المقبلين، لبحث الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قطر يوم الثلاثاء الماضي.
وتذكر المصادر المختصة أن التوقعات تشير إلى مشاركة عربية وإسلامية واسعة في هذه القمة، حيث ستتم صياغة رد موحد تجاه العدوان الصهيوني .. وأشارت المصادر ذاتها الى أن قطر لن تطلب من المشاركين في القمة، الرد بطريقة معينة.. لكن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أشار الى أن بلاده لا تقبل التهديدات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً على أن ثمة رداً سيخرج عن دول المنطقة، وهذا الرد يجري بحثه الآن مع الشركاء الإقليميين، باعتبار أن المجرم نتنياهو لم يهدد قطر وحدها، إنما هدد كل الدول الأخرى في المنطقة.
وقد تمنى المسؤول القطري أن يكون رد هذه الدول حقيقياً وقادراً على وقف بلطجة إسرائيل ..
إذاً فالرد سيأتي من دول المنطقة، وهذا يعني أن القرار سيكون بيد زعماء ورؤساء الحكومات في هذه الدول.. باعتبار أن الرد إذا كان عسكرياً أو دبلوماسياً أو مالياً أو حتى سياسياً، فيجب أن يقرره الزعماء الفعليون والتنفيذيون وليس ( البروتكوليون ) .. وبمعنى أدق واوضح فإن المشاركة في هذا المؤتمر يجب أن تكون للرئيس محمد شياع السوداني تحديداً، باعتباره المسؤول الفعلي عن إدارة الدولة، والمخول دستورياً لاتخاذ القرار المطلوب في هذا المؤتمر أو في غيره دون الرجوع الى مركز الدولة. فالدستور العراقي ينص على أن ” رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن تنفيذ السياسة العامة للدولة، وهو الرئيس الفعلي للسلطة التنفيذية ويقود مجلس الوزراء ويتولى إدارة شؤون البلاد، مما يجعله المسؤول عن إدارة الدولة بشكل فعلي في النظام النيابي العراقي” ..
وما دام الدستور يحدد هذه الجزئية بوضوح تام، فمن الواجب حضور رئيس الوزراء محمد السوداني شخصياً، ولا يجوز لغيره تمثيل العراق إلا في حالة الإنابة التي يمنحها الرئيس السوداني وحده لمن يختاره ممثلاً عنه ..
أقول هذا الكلام لا بطراً ولا تندراً، ولا لكي أملأ مساحة المقال بالكلام الزائد عن الحاجة، إنما أقوله للتنبيه والتحذير مسبقاً.. وحتى لا تعاد التجارب الكاريكاتيرية ( المؤلمة ) التي حدثت من قبل، وكي تنتهي -الى الأبد- مهازل التزاحم والتدافع التي كانت تحصل بين قادة الرئاسات الثلاث في الكثير من المناسبات والفعاليات التي تمت في العواصم العربية، خصوصاً دول الخليج، حيث كان التدافع بينهم على أشده، رغم أن بعض هذه المناسبات غير مهم، ولا يستحق التسابق بالطائرات الخاصة من اجل الوصول اولاً، كتقديم العزاء في موت ملك أو شيخ، أو تقديم التهنئة بمناسبة زواج أحد أبناء الأمير .. أو المشاركة بحفلة ختان ابن ولي العهد .. ويؤلمني جداً أن أكتب هذا المقال وصور الماضي القريب تتراءى أمامي الآن عن حالات التدافع الشديد بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وأحيانا يشترك معهم قادة بعض القوى والاحزاب والنواب، وكبار شخصيات اقليم كردستان، وربما زعماء بعض الفصائل أيضاً، حتى أن أحد رؤساء وزراء العراق السابقين قطع حفل استقبال مهم، وغادر مطار بغداد منزعجاً وغاضباً حين وجد أن رئيس الجمهورية ينافسه على شرف استقبال الضيف المميز في المطار !
ولعل صورة وفودنا الثلاثة التي احرجت حكومة ذاك البلد، وجعلتها في حيرة من امرها، إذ لا تعرف تلك الحكومة من سيجلس في منصة (العراق ) الرسمية في تلك الفعالية: أهو رئيس الجمهورية أم رئيس الوزراء أم رئيس البرلمان أم من ؟!..
وقبل أن أختم مقالي، أتمنى على رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد المحترم، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني المحترم أيضاً، تفهم هذه الجزئية الدستورية، وتنفيذها بما يسمح لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني دون غيره تمثيل العراق في هذا المؤتمر المهم والكبير، بحيث لا يتفاجأ الرجل بوجود رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان قد وصلا قبله الى الدوحة، مثلما كان يحصل في المؤتمرات والفعاليات والمناسبات المهمة وغير المهمة التي جرت قبل فترة ليست بعيدة .. لذا نريد من هذه المشاركة التي سيحضرها زعماء ستين دولة تقريباً أن تكون فاعلة ومهمة وذات ثقل وتأثير يليق بحجم العراق الكبير، لا مشاركة هزيلة وهزلية تسبقها وتتبعها الفضايح .. إن ثقتنا بالسوداني كبيرة، وثقتنا بكما كذلك ..
مع جزيل امتناني واحترامي لفخامتيكما ..!

زر الذهاب إلى الأعلى