عن مشاكل العلم والبحث العلمي

اجنادين نيوز / ANN
بقلم الدكتور حيدر علي الاسدي
يعد العلم من اهم المسارات التي تغير حياة المجتمعات والانسان على حد سواء وهو احد المستويات التي تنقل تلك المجتمعات من حال الى حال افضل وكل التطورات التي تشاهدونها اليوم هي بفضل العلم وتطوراته وحركيته المستمرة وبعض الشعوب سبقت أخرى بفضل الاهتمام بالعلم والتركيز على هذا المفصل ولكن للأسف في العراق لا يوجد ادنى اهتمام بالعلم والعلماء بشتى المجالات بل نجد هناك سباق من هو الأفضل؟ فيسخر تخصص من اخر ويسخر الأطباء من المهندسين ويفعل ذلك المهندس مع الإداري ويكرر ذلك الإداري مع المعلم وهكذا دواليك ثمة حرب مستمرة وازدراء متواصل للعلوم والمعارف حتى وصل الامر الى تصنيف الانسان على أساس شهادته واحترام الانسان على أساس شهادته وتكليفه بأمور إدارية على أساس شهادته وليس كفاءته وجدارته بالمكانة ، المهم ما يعني في الامر هو ان العلم والحوار بالعلم من الأمور المندوبة والمحببة على المستوى الفكري والثقافي وحتى الديني ولكن للأسف لدينا بعض النوافذ العلمية تحولت الى حلبات سباق وإبراز عضلات ولنأخذ مثلا عملية النشر بالمستوعبات العالمية (نشر البحوث العلمية) أصبحت بجوهرها البحث عن مكسب الترقية واغلب تلك المجلات أصبحت تجارية هدفها ربحي فقط بل ان العديد من الباحثين توضع أسماؤهم على تلك البحوث وهم لم يشاركوا بحرف واحد من هذا البحث او ذاك، وهو ملف يجب ان تتوقف عنده الجهات المعنية فبدلاً من التسابق للنشر في سكوباس علينا ان نعطي الموثوقية لمجلاتنا الوطنية المحلية وتحفيز الباحثين لتنشيطها وتقويتها من خلال بحوثهم الرصينة ، والامر الاخر هو استعراض العضلات بالمناقشات العلمية لرسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه نجد اولاً اختيار اللجان كله يكون على أساس العلاقات الشخصية والاجتماعية وليس مصلحة العلم والباحث ( تجيبني مناقش اجيبك مناقش) والحوارات التي تدور في جلسة المناقشة (الامتحان) هي حوارات ابراز عضلات واستعراض هدفه بيان عدم فهم الباحث او قلة مستواه قياساً بالسادة المناقشين وهذه طريقة المناقشة لدينا في العراق وحسب فكل البلدان تعد المناقشة احتفاء نهائي بالباحث وبمنجزه العلمي والبحثي وهذا الامر يجب ان يسود أجواء المناقشات العلمية وان يكون الطرح علمي فقط هدفه تقويم الباحث لا محاولة الطرق على اعصابه وبيان السلبيات فقط او محاولة بيان ان عمله يشوبه النقص الكبير والخلل العظيم! فان جهده لا يمكن ان ينكر طيلة اشهر متواصلة مع مشرفه ومع المصادر والتجارب البحثية ، ناهيك عن قضية السرقات والكتابة بالنيابة عن العديد من الباحثين من الظواهر التي استشريت في العراق بالسنوات الأخيرة ثمة من الأساتذة من يبيع ضميره ويكتب رسالة او أطروحة (بمقابل مادي) وهذا ما يعرفه كل الأوساط الاكاديمية وفي جميع التخصصات ولكن لا يوجد مسعى حقيقي لمحاربة هذه الظاهرة ووضع اليات متواصلة للتأكد من عائدية البحث للطالب وليس لأستاذ اخر! ، ما اود قوله ان العلم ان تمت المتاجرة به بهذه الطريقة واتخذ كجسر للعبور والاستعراض سيكون وبالاً علينا وعلى أصحابه ولذا يجب ان تتخذ الدولة خطوات جادة لترصين كل ما يتعلق بالممارسات التعليمية والتربوية لانها أساس تطورنا وتغيرنا نحو الأفضل.