الصين وامريكا بين المشروع الإنساني و المشروع الاستعماري

اجنادين نيوز / ANN
باسم فضل الشعبي
رئيس الفرع اليمني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب حلفاء وأصدقاء الصين
تخطوا جمهورية الصين الشعبية العظمى خطوات مدروسة ومتقنة وعظيمة صوب إنجاز حلمها المستحق في أن تكون القوة الاقتصادية الاولى عالميا، وإلى جانب ذلك فهي تكاد تكون الان قوى عسكرية لا يستهان بها ، وما يجعل الصين تنمو بهذا الشكل المتسارع، ويجعل هذا النمو محل اعجاب وترحيب العالم ، هو أنها تمتلك مشروعا إنسانيا كونيا وعالميا يقوم على بناء العالم والإنسان معا، وصناعة مستقبل انساني مشترك للبشرية كلها يقوم على العلم والتنمية والتطور والبناء المستمر والدائم ، عكس امريكا التي يبدو أنها تسير في انحدار خطير، إذ أصبحت معه بحاجة لعملية إنقاذ سريعة وكبيرة ، وهو ما عبر عنه الرئيس ترامب في أكثر من مناسبة.
امريكا مشروع استعماري قائم على القوة والغلبة الاستبداد السياسي والعسكري ، امريكا التي تمتلك قواعد عسكرية تقريبا في معظم دول العالم تعتبر نفسها الشرطي الدولي في عالم لا تريده أن يتنفس الا عبرها ولا تريده أن يقرر الا بعد أن يستشيرها، لذا فإن ما شهده العالم خلال العقدين الماضيين وحتى اليوم من حروب وصراعات كان بسبب هذا الشرطي الجشع و غير الأمين ، والذي اعتقد وما يزال أن وجوده مهيمنا يقتضي إثارة النزاعات والصراعات في مناطق شتى من العالم، خصوصا في منطقتنا العربية، التي نالت الكثير من الخراب والقتل والدمار، وما تزال حتى اليوم تدفع ثمنا باهظا لاطماع مدمرة لأمريكا والكيان الصهيوني الغاصب ، الذي ما يزال يفتك باهلنا في غزة وفلسطين بصورة وحشية لن تمر دون عقاب الاهي قادم لا محالة .
بعد كل هذا يحق لنا أن نتساءل ما هو النموذج الأمريكي الذي ممكن أن يكون جاذبا في المستقبل في مقابل النموذج الصيني ؟ الجواب: امريكا ما تزال في قبضة عصابة تقود العالم للحرب والخراب، وتقود امريكا نفسها للدمار والتحلل والتفكك، لذا على الرئيس ترامب أن يتخلص منها أو أن يحاول تطويعها ، والا فانه سوف يخسر المعركة المهمة من أجل السلام والعيش المشترك في العالم.
أما الصين فإنها تمتلك مشروعا جاذبا يستوهي العالم والبشرية ، ويكفي أن نتحدث عن أن الصين موجودة اليوم في كل بيت في العالم ، من خلال صناعاتها المختلفة التي توفر للبشرية القدرة على التكيف و التعامل مع الحياة المتنوعة للإنسان، وتضعه في قلب التطور والواقع، وتجعل اتصاله وتفاعله مع العالم أمرا مهما وحتميا ، حتى وإن كان هذا الإنسان على رأس جبل في منطقة نائية يرعى الاغنام، ناهيك عن المشاريع العملاقة التي تربط العالم ببعضه، كمشروع طريق الحرير، وغيرها، التي تحقق للعالم النهضة والنمو المضطرد ، كما يحبه الله، فالله ما خلق الانسان على هذه الأرض إلا من أجل الاعمار والنهوض والبناء، وتكريم الإنسان في الحياة.
على ترامب أن يراجع ، وان يقوض صلف إسرائيل في المنطقة ، فالقادم أمور مغايرة، واحداث قد تغير وجه العالم ، والافضل لامريكا أن تخلع ثوب الاستعمار والهيمنة ، وتتخلى عن نهب موارد العالم ، والدول الضعيفة ، وترتدي ثوب السلام والوئام ، واحترام سيادة الدول وانهاء الحروب ، والانضمام إلى المشروع الإنساني الكوني العالمي ، حيث الايمان الحقيقي بالله والإنسان والعدالة والحق والخير.
وليس عيبا أن تضع امريكا يدها في يد الصين وروسيا والعالم الإسلامي، من أجل مشروع انساني، ومشروع سلام عالمي حقيقي ، يعيد الامل للإنسان والبشرية كلها في العيش المشترك، وبسلام ومحبة وسعادة في ارض الله ، بعيدا عن الحروب والصراعات ، التي لم تعد قادرة على خدمة امريكا واسرائيل أو غيرهما بل ستكون وبالا عليهم.