فادي السمردلي يكتب: السعودية في قمة بغداد دعم ثابت لوحدة الصف العربي

أجنادين نيوز / ANN

بقلم فادي زواد السمردلي

جاءت كلمة وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، تجسيدًا حيًّا لسياسة المملكة الثابتة والمبدئية في دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفض الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وسوريا وقد حملت الكلمة توجيهات واضحة من القيادة السعودية، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تؤكد أن الموقف السعودي تجاه أزمات المنطقة لا تحكمه المصالح الآنية، بل يستند إلى مبادئ العدالة وحقوق الشعوب المشروعة.

ولم يكن موقف الجبير مفاجئًا، إذ يعكس في مضمونه نهج القيادة السعودية، فهو في مواقفه الثابتة يُجسّد توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الالتزام العميق بقضايا الأمة، والوقوف بصلابة إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية، وهو ما ظهر جليًا في تأكيده على الثوابت الوطنية والقومية في مختلف الملفات.

وفي مقدمة هذه القضايا، شدد الجبير على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن المملكة ترفض أي محاولات لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، وتعتبر هذه السياسات الإسرائيلية امتدادًا لنهج الاحتلال القائم على العنف والإقصاء والخرق المستمر للقوانين الدولية. وأكد أن معاناة الشعب الفلسطيني، التي تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل الحصار والقصف والحرمان، لا يمكن أن تبقى دون رد فعل حازم، داعيًا إلى موقف عربي موحد يواجه بصلابة هذه الانتهاكات ويُعلي من شأن التضامن مع الحق الفلسطيني. كما جددت المملكة دعمها الكامل لجهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفيما يخص الملف السوري، عبّر الجبير عن استنكار المملكة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكدًا أن هذه الهجمات تمثل خرقًا لسيادة سوريا وتزيد من معاناة شعبها، الذي أنهكته الحرب والأزمات الإنسانية. ولفت إلى أهمية دعم سوريا في مواجهة هذه التحديات، بما يحفظ وحدتها ويعيد لها أمنها واستقرارها. كما أشاد الجبير بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا أنها فرصة سانحة لإعادة إعمار البلاد وعودة اللاجئين وتحقيق انفراجات اقتصادية تعود بالنفع على الشعب السوري.

وامتد حديث المملكة أيضًا إلى قضايا إقليمية أخرى، حيث أكد الجبير التزام السعودية بدعم الحل السياسي في اليمن وفقًا للمرجعيات الدولية، مشددًا على ضرورة إنهاء التدخلات الخارجية، وخصوصًا الإيرانية، التي تؤجج الصراع وتقوض فرص السلام. كما جدد دعم المملكة للمساعي اللبنانية في تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية، وضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية من أجل تعزيز الاستقرار الداخلي وحماية المؤسسات الوطنية.

في ختام كلمته، دعا الجبير إلى تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المشتركة، مشيرًا إلى أن المملكة ستواصل العمل من أجل تقوية المؤسسات العربية، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي، بما يخدم تطلعات الشعوب العربية نحو مستقبل مزدهر ومستقر. كانت كلمة المملكة في القمة العربية الرابعة والثلاثين بمثابة رسالة واضحة إلى العالم بأن السعودية، بقيادتها الحكيمة، تضع قضايا الأمة في صدارة أولوياتها، وتدفع دومًا نحو السلام العادل، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى