بعد 10 سنوات من إطلاقه… معرض الصين والدول العربية يرتقي بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين إلى مستويات جديدة

اجنادين نيوز / ANN

بقلم فيحاء وانغ شين

افتتحت الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية يوم الخميس في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، ما يمثل معلما آخر في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.
وتجتذب الفعالية، التي تستمر لمدة أربعة أيام، ضيوفا قادمين من أكثر من 50 دولة مثل المملكة العربية السعودية وموريتانيا.


وتضم دورة المعرض للعام الجاري معارض تجارية ومنتديات حول التجارة والاستثمار والزراعة الحديثة والتجارة عبر الحدود والسياحة الثقافية والصحة واستغلال الموارد المائية والتعاون في مجال الأرصاد الجوية.
وتصل مساحة منطقة العرض في المعرض إلى نحو 40 ألف متر مربع، حيث تشارك أكثر من 1000 شركة محلية وأجنبية، حسبما ذكر المنظمون.
ومع النتائج المثمرة والتوسع المستمر، أصبح المعرض الذي يعقد كل سنتين والذي عقد لأول مرة في عام 2013، منصة مهمة للصين والدول العربية لتعزيز التعاون البراجماتي ودفع تعاون الحزام والطريق عالي الجودة.
وشهد المعرض مرونة قوية وحيوية شديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، وعزز هذه المرونة وتلك الحيوية. وتعد الصين الآن أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث زاد حجم التجارة بين الجانبين إلى الضعفين تقريبا في العام الماضي مقارنة بنظيره لعام 2012، ليصل إلى 431.4 مليار دولار أمريكي . وفي النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 199.9 مليار دولار.
وخلال مراسم افتتاح معرض العام الجاري، قال لي في نائب وزير التجارة الصيني إن عام 2022 شهد زيادة في الاستثمار المباشر للصين في البلدان العربية بواقع 2.62 مليار دولار أمريكي، بارتفاع قدرها 13 بالمئة على أساس سنوي، بينما أضافت الدول العربية استثمارات بقيمة 1.05 مليار دولار أمريكي في الصين، بزيادة تقارب تسعة أضعاف على أساس سنوي.
في منطقة معرض التجارة الإلكترونية العابرة للحدود ضمن الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية، جذبت المنتجات المحلية التخصصية لمنطقة نينغشيا، مثل توت القوجي والشاي المزهر، العديد من الزوار الأجانب لجناح نينغشيا الذي تتجاوز مساحته 100 متر مربع، ويديره يانغ وان لونغ، أحد أبناء نينغشيا الذي ولد بعد عام 1990.
ويعمل يانغ في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود منذ 5 سنوات، ويتعامل مع عملاء من دول أجنبية مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل.
وقال “في معرض العام الجاري، نسعى لتعزيز منصة تجارتنا الإلكترونية وزيادة نطاق سوقنا في السعودية، ضيفة شرف المعرض، وإيجاد شركاء دفع محليين مناسبين”.
وفي السنوات القليلة الماضية، ارتقى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية من المجالات التقليدية إلى آفاق جديدة مثل الطيران والفضاء الجوي والاقتصاد الرقمي، كما تم تعزيز مصادر جديدة للنمو مثل التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والخدمات الصحية والطبية والاستثمار والتمويل.
وذكر شاو بوه تاو، نائب مدير مكتب معلومات الإنترنت في نينغشيا، أن الدورة السادسة من معرض الصين والدول العربية تستضيف حاليا مؤتمر طريق الحرير عبر الإنترنت الذي يركز على المجالات الناشئة مثل اتصالات الجيل السادس والذكاء الاصطناعي والإنترنت الصناعي والاقتصاد الرقمي والتعليم الرقمي.
وللمرة الأولى، يضم معرض العام الجاري منتدى للتعاون في مجال الأرصاد الجوية، يشارك فيه مسؤولون في هيئات الأرصاد الجوية في 12 دولة عربية، من بينها السعودية والإمارات والأردن وموريتانيا وسوريا ومصر.
وقال شيوي شيانغ هوا، مسؤول في هيئة الأرصاد الجوية الصينية، إن تسعة أقمار صناعية صينية للأرصاد الجوية من طراز (فنغيون) توفر خدمات الرصد الجوي للدول العربية على مدار 24 ساعة، حيث تستخدم 10 دول عربية بيانات القمر الصناعي (فنغيون).
ووقعت الصين والإمارات العربية المتحدة مذكرة تعاون بشأن علوم وتكنولوجيا الأرصاد الجوية في النصف الأول من العام الجاري.
وأضاف شيوي “نتطلع إلى استغلال ميزة هذه الفرصة لتعزيز التعاون مع هيئات الأرصاد الجوية في الدول العربية الأخرى”.
يوافق العام الجاري الذكرى الـ10 لإطلاق مبادرة الحزام والطريق. وعلى مدار العقد الماضي، عزز معرض الصين والدول العربية بفاعلية التبادلات والتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار بين الصين ودول الحزام والطريق، ومن بينها الدول العربية، التي تتقاسم مميزات السوق الصينية هائلة الحجم.
بدفعة من المعرض، أفسحت الصين المجال كاملا أمام مميزاتها التكنولوجية في تربية الماشية والري الموفر للمياه عالي الكفاءة، وأقامت مراكز فرعية لنقل التكنولوجيا الزراعية في الخارج في 8 دول، من بينها الأردن وباكستان.
وأوضحت إدارة الشؤون الزراعية والريفية في منطقة نينغشيا أنه على مدار العقد الماضي، أرسلت المنطقة أكثر من 20 خبيرا زراعيا إلى دول مثل موريتانيا وأنجولا لتقديم التوجيه التقني في مجالات الخضراوات وتربية الماشية والآلات الزراعية وتوفير المياه.
ويشارك عدد متزايد من أهالي نينغشيا في التجارة بين الصين والدول العربية عبر منصة المعرض.
واجتذب المعرض الذي يُعقد برعاية وزارة التجارة الصينية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا، ما يزيد على 400 ألف مشارك و6000 شركة من 112 دولة ومنطقة خلال السنوات العشر الماضية منذ عام 2013، حيث تم التوقيع على أكثر من 1200 اتفاق لمشاريع تعاونية في مجالات شملت الزراعة الحديثة والتكنولوجيات الفائقة والطب الحيوي.
ودعا علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى بذل جهود مشتركة لترسيخ وتنمية العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية، والاستفادة الكاملة من إمكانات التعاون، ودفع الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية قدما، مضيفا أنه ينبغي، على وجه الخصوص، تعزيز التضافر مع مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى