حول المزاعم الأمريكية بخصوص تقرير”تتبع منشأ كوفيد-19

اجنادين نيوز / ANN

قراءة وتحليل لبيان السفارة الصينية في الولايات المتحدة

دكتور عبد الكريم بن خالد
عضو في الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، أستاذ محاضر بالجامعة الأفريقية بالجزائر .

لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تمارس تضليلها الإعلامي والدعاية المغرضة من خلال اتباع المسار الخاطئ المتمثل في “التلاعب السياسي” الذي يستند إلى فرضية أن الصين مذنبة وذلك استنادا الى تقارير مؤسساتها الاستخباراتية لتضليل العالم وتشويه كل المساعي الصينية النبيلة التي بذلتها وتبذلها في مجابهة جائحة كورنا، حيث اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 27 آب/أغسطس 2021 الصين بأنها تخفي “معلومات حيوية” حول منشأ فيروس كورونا.
وقد جاء الرد الصيني في بيان صار من السفارة الصينية في الولايات المتحدة حول المزاعم الامريكية بخصوص تقرير “تتبع أصل COVID-19” والذي يتضمن أربع نقاط أساسية:
أولاً : إن التقرير الذي أعدته الاستخبارات الأمريكية لا يحتوي على أي مصداقية علمية ومنطقية ولم تستند الى تقارير خبراء وعلماء الفيروسات وإنما استنادا لخبراء المخابرات الأمريكية من خلال اللجوء الى الحيل والخدع القديمة الهدف، ومنها توريط الصين كما فعلت مع العراق وأدانتها بحجج لا ساس لها من الصحة، حيث أدانت أمريكا العراق بحيازة أسلحة دمار شامل كلف هذا الجزء الهام من الوطن العربي خسارة بشرية ومادية وانسانية باهضة، لا تزال آثارها السلبية متواصلة إلى اليوم، أو كما فعلت في سوريا بتصوير فيديو “الخوذ البيضاء” كدليل على هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا التي تعرض إلى زهق أرواح بشرية وتدمير مدنها وبنيتها التحتية وتهجير ملايين العائلات السورية هروبا من جحيم الحرب.
ثانيا، إن اتهام الصين بافتقارها للشفافية ما هو إلا ذريعة لتسييس حملتها المغرضة ضد الصين، حيث أن الصين اتخذت موقفًا منفتحًا وشفافًا ومسؤولًا منذ اكتشاف أولى الإصابات بفيروس كورنا وذلك بالتعاون الدولي في مكافحة المرض. ففي 27 ديسمبر2019، كانت قد أعلنت سلطات ووهان عن أولى الحالات المشتبه بها، وفي 30 ديسمبر، أصدرت بيانات طارئة بشأن علاج التهاب رئوي مجهول السبب، وفي 31 ديسمبر أبلغت الصين المكتب الخاص بمنظمة الصحة العالمية في الصين عن حالات التهاب رئوي مجهول السبب تم اكتشافها في ووهان، وفي 3 يناير 2020 باشرت الصين في إرسال معلومات وتحديثات منتظمة حول فيروس كورونا الجديد إلى منظمة الصحة العالمية ودول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة.
واما فيما يتعلق بتعقب المنشأ اتبعت الصين نهجًا علميًا ومهنيًا وجادًا ومسؤولًا وكانت اول دولة متعاونة مع منظمة الصحة العالمية بشأن تتبع المنشأ العالمي بدعوة خبراء منظمة الصحة العالمية لإجراء التحقيقات مرتين في الصين، وصياغة تقرير مشترك بين منظمة الصحة العالمية والصين الصادر في 30 مارس 2021 مما يدل على الانفتاح والشفافية الذي أبدته الصين اتجاه التقدير الكامل الذي أعده الخبراء الدوليين.
ثالثا: إن التقرير الذي أعدته وكالة الاستخبارات الامريكية يوضح عزمها على السير في الطريق الخطأ والتلاعب السياسي بعواطف الشعب الامريكي والذي دفع ثمناً باهظاً بعدما سجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات والوفيات الناجمة عن COVID-19 في العالم. إن اتهام أجهزة الاستخبارات للصين والذي يستند إلى فرضية أن الصين مذنبة، و جعل الصين كبش فداء، لن يؤدي إلا إلى زعزعة وتعطيل التعاون الدولي بشأن تعقب المنشأ ومكافحة الوباء. لقد عارض المجتمع الدولي هذه السياسة الامريكية على نطاق واسع، حيث قدم أكثر من 300 حزب سياسي ومنظمة اجتماعية ومراكز أبحاث من أكثر من 100 دولة ومنطقة بيانًا مشتركًا إلى أمانة منظمة الصحة العالمية ، يعارضون بشدة تسييس تتبع المنشأ من طرف الولايات المتحدة.
رابعا واخيرًا : الملاحظ ان الولايات المتحدة دائما تتجنب تتبع منشأ الفيروس في الولايات المتحدة وتغلق الباب أمام أي احتمال من هذا القبيل. إذا كان الجانب الأمريكي “شفاف ومسئول” فعليه أن يعلن ويفحص معطيات الحالات المبكرة لديه، ولماذا تم تعديل الجدول الزمني لتفشي المرض في الولايات المتحدة في خمس ولايات أمريكية على الأقل. إن التقارير تثبت وجود إصابات قبل الإعلان عن أول حالة مؤكدة في الولايات المتحدة، وحسب بيانات نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى أن أول حالة وفاة لـ COVID-19 في الولايات المتحدة كانت في أوائل يناير2020 ، أي قبل عدة أسابيع مما أعلنته السلطات الامريكية سابقًا والذي كان في أوائل فبراير.
في حين استقبل معهد ووهان لعلم الفيروسات زيارتين من خبراء منظمة الصحة العالمية وتوصل إلى تقرير الدراسة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين إلى نتيجة واضحة مفادها أن الإصابة بالفيروس في معمل في ووهان “غير مرجح للغاية”.
إن موقف الصين من تتبع المنشأ العالمي ثابت وواضح، وهو مسألة علمية بعيدا عن التلاعب السياسي وإلقاء اللوم على الآخرين، وما جاء في تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية لم يقدم إجابة دقيقة لأنه ببساطة لا يستند على عمل بحثي علمي دقيق.

ملاحظة: نص البيان الكامل باللغة الانجليزية في الموقع الرسمي لسفارة جمهورية الصين الشعبية في مملكة بلجيكا

زر الذهاب إلى الأعلى