الاتجاه التاريخي لإعادة التوحيد لا يمكن وقفه

اجنادين نيوز / ANN

احمد محمد علي

‌البعد التاريخي لجزيرة تايوان*

اذا ما وقفت على شاطىء مقاطعة فوجيان التي تقع على مضيق تايوان في يوم صفا سماؤه ، واتجهت بنظرك الى البحر ، لشاهدت أكبر جزر الصين (تايوان).
كانت تايوان جزء من الصين منذ العصور القديمة، وهاجر معظم أسلاف سكان تايوان اليوم من الصين في الماضي ،
حيث أرسلت مملكة وو وهي احد الممالك الثلاث وحكومة أسرة سوي آلاف من الصينيين إلى جزيرة تايوان وبعد ذلك حددت حكومة المانشو تايوان رسميًا كمقاطعة صينية .
وقد ظلت الجزيرة مسرحا لمؤامرات الاستعمار الأجنبي البغيض ودسائسه الوضيعة ردحا من الزمن ،ففي عام ١٦٢٤ استعمر الهولنديون تايوان وبعد ذلك في عام ١٦٢٦ غزا المستعمرون الإسبان شمال تايوان، في عام ١٦٤٢ حلت هولندا محل إسبانيا بعد أن طردوا الاسبان [1] .
شن اهالي تايوان أشكالًا مختلفة من النضال ضد الاستعمار بما في ذلك الانتفاضات المسلحة لمعارضة احتلال المستعمرين الأجانب لتايوان، واستمر الصينيون في نضال حتى تم تحريرها •
ثم أخذت المطامع الإستعمارية تلعب دورها في الاستيلاء على تايوان مرة أخرى .
حيث تعرضت الجزيرة للاحتلال الياباني ١٨٩٥ ووقعت معاهدة شيمونوسيكي [ 2] وتنازلت الصين مجبرا عن تايوان .حيث خاض الشعب الصيني صراعا طويلا ومتواصلا ضد الاستعمار الياباني لطرده من خلال القيام بحرب عصابات ومجابهات ،حتى نهايه الحرب العالمية الثانية ، وبعد هزيمة اليابان ألغيت “معاهدة شيمونوسيكي”.
حقق الشعب الصيني النصر النهائي عام 1945 واستعاد أرض تايوان المحتلة .

* انفصال تايوان مره اخرى *

بعد هزيمة اليابان وعوده تايوان إلى حضن الوطن الصين اندلعت حرب أهلية بين حزب الكومينتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك و الحزب الشيوعي الصيني بقياده ماو تسي تونغ ، انتهت بانتصار الحزب الشيوعي الصيني وإعلانه قيام جمهورية الصين الديمقراطية الشعبية عام ١٩٤٩ وهروب قيادات الكومينتاتغ إلى جزيرة تايوان، وبدعم رئيسي من الولايات المتحدة الأمريكية شكلوا نظاما تحت التسمية السابقة « جمهورية الصين » التي انتهى عهدها في البر الصيني بولادة جمهورية الصين الشعبية عام 1949
مما أدى مرة أخرى إلى فصل تايوان عن الصين.

* ‌مبدأ الصين الواحده
‌وتأثير زياره بيلوسي *

حظيت نضالات الحزب الشيوعي الصيني في الالتزم بمبدأ صين واحدة بتفاهم ودعم المزيد والمزيد من الدول والمنظمات الدولية وأصبح مبدأ صين واحدة مقبولًا بشكل عام من قبل المجتمع الدولي . في أكتوبر 1971 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة السادسة والعشرون القرار الذي طرد ممثلي سلطات تايوان وأعاد المقعد وجميع الحقوق القانونية لحكومة جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة.
وأعترفت الولايات المتحدة بجمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة ولا تعتبر تايوان دولة مع ذلك فإن الإجراءات المتخَذة من جانبها في الصين الواحدة تتعارض مع ما هو معلَن وهو ما يُظهر حجم الكذب والنفاق في هذه السياسة الامريكية
حيث تتعلق قضية تايوان بسيادة الصين ووحدة أراضيها ومصالحها الجوهرية، وعلى الرَّغم من المآسي الكبيرة التي خلّفتها العملية الخاصة في أوكرانيا من ضحايا بشرية و ازمه غذاء فإن الولايات المتحدة مستمرة في صبّ الزيت على النار في تأجيج قضية تايوان وإشعال فتيل الحرب بين أبناء الامة الواحدة.
لكن الصين وقيادتها الحكيمة الممثلة بالرئيس شي جين بينغ اذكى من أن يدخلوا في صراع لم يحين وقته .
مثلت زياره نانسي بيلوسي انتهاك لمبدأ الصين الواحدة الذي يعد معيارًا معترفًا به عالميًا في العلاقات الدولية.
وتعتبر زياره بيلوسي لتايوان نقضا للوعود التي قطعتها الولايات المتحدة للصين،وإن رحلة بيلوسي خلقت المزيد من عدم الاستقرار في العلاقات بين بكين وواشنطن
واعتبرت الصين أن الزيارة ارسلت إشارة بشكل خطير إلى القوات الانفصالية بشأن استقلال تايوان.
ان الزيارة لم تجني فوائد طويلة الأمد، بل على العكس أن ما حدث سيجعل الصين تتسارع في بناء اقتصاد أكثر استقلالية وأقل تأثيرا من العقوبات الغربية لو حدثت مستقبلا.

أقامت الصين ردا على زيارة بيلوسي مناورات عسكرية
لجيش التحرير الشعبي في المياه الإقليمية حول الجزيرة وشملت”إطلاق نار بالذخيرة الحية” في مضيق تايوان وأوقفت الصين التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية منها مكافحة المخدّرات والمحادثات حول تغيّر المناخ وامن الملاحة البحرية بما في ذلك الحوارات العسكرية و اجتماعات العمل والعدالة الجنائية.
وفرضت عقوبات ضد تايوان ،حيث أوقفت الصين صادرات الرمال الطبيعية إلى تايوان الذي يدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه المواصلات التي تشكل أهمية كبيرة للاقتصاد التايواني.
وفرضت حظرا على المنتجات الزراعية والسمكية في تايوان و عقوبات ضد مؤسسة تايوان الديمقراطية ومؤسسة تايوان الدولية للتعاون والتنمية لمنعهما من التعاون المالي مع شركات وأفراد من البر الرئيسي وتعد الصين هي الشريك التجاري الأكبر لتايوان وأن الصين هي وجهة تصدير لتايوان مما يسمح لها باستخدام التجارة كسلاح ضد تايوان.

*‌الخاتمة *

قضية تايوان هي قضية داخلية صينية بحتة لا يحق لأي طرف خارجي التدخل ووضع حلول بعيدة عن ما تراه الحكومة الشرعية، حكومة جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني التي هي من تقرر مصير تايوان وزمان عودتها لحضن الوطن الأم، تايوان جزء لا يتجزأ من الصين وعلى الجميع احترام وحدة جمهورية الصين الشعبية.

المصادر:

[1]https://www.mfa.gov.cn/ce/cemn//chn/zt/zgtw/t176106.htm

[2] آلان رو ، الصين في القرن العشرين ،ص166]
زر الذهاب إلى الأعلى