الصين الصديقة والحليفة بعيون إعلامي أردني..

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: الأُستاذ الصحفي عبدالقادر الفاعوري.


–    تعريف بالكاتب: عضو في الفرع الاتحادي في المملكة الأردنية الهاشمية لِ “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، وعضو عامل في نقابة الصحفيين الأردنيين، وصحفي وكاتب أردني يعَمل منذ سنوات طويلة في الصحافة والإعلام في “وكالة الأنباء الأُردنية الرسمية (بترا)” وما يزال على رأس عمله الإبداعي في هذه الوكالة، وزار الصين بدعوة رسمية في العام المنصرم 2023م.
ـ المقالة من تدقيق وتحرير ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح، مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

في السابع من نيسان / إبريل عام 1977، أُعلن رسمياً في عاصمتي المملكة الأُردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية، عَمَّان و بكين، عن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية، فعلى الرغم من بُعدِ المسافة الجيوسياسية التي تفصل بين البلدين، إلا إن المشاعر الطيبة وروابط الود والصداقة والشراكَةِ بين الدولتين والبلدين وقادتهما تواصلت ثابتة ومتألقة في السراء والضراء في وضعَيّ الاحترار الإثنين الدولي والإقليمي، إذ إنها قد جعلت من البلدين صفاً واحِداً وموحَّدَاً في مواجهة تحديات عالمية مشتركة. وبالتالي، غدت هذه العلاقات المشتركة بينهما نموذجاً جاذباً ومتميزاً يُحتذى للعلاقات مابين الدولتين الحاملتين للثقافات والحضارات المختلفة.
وفي هذا المجال الرحب للدولتين المتآخيتين، من الضروري هنا التنويه إلى إن الصِلات والتعاون بين الصين والأردن قطعت خلال العشريات الطويلة المنصرمة شوطاً كبيراً في عملية التطوّر السليم والمُستَقر، وجَنَت ثماراَ ملحوظة في مسار التعاون في شتى الحقول بالرغم من الأوضاع الدولية المُحترة والمُتغيّرة، فعَلى الرغم من بُعد المسافة الجغرافية التي تفصل بين العاصمتين، إلا إن روابط الوِد والصداقة والشراكة المتقدمة في قد جعلت البلدين يصطفان في صف واحد في مواجهة تحديات عالمية مشتركة، وشكَّل ذلك أُنموذجاً يُحتذى للعلاقات بين دول المِعمورة برمتها.
البلدان، الأردن والصين، شرعا في العام الماضي 2023، إلى الاحتفاء الواسع بمناسبة مهمة للغاية لدولتيهما وشعبيهما، إلا وهي الذكرى الـ 46 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية، والتي تصادف سنوياً بتاريخ السابع من نيسان / إبريل من كل عام، لكن من الضروري التنويه هنا إلى إن العلاقات التاريخية التي تربط ما بين الصين والأردن إنَّمَا تعود إلى القِدمِ وبطن التاريخ، أي إلى ما قبل كثير من السنين التي استبقت إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إذ أن هذه العلاقات كانت قد سبق تألقها  بينهما لكونها ضاربة جذورها في تاريخ الدولتين والشعبين الصديقين والحليفين، وبخاصةٍ كونها علاقات تمتاز بالازدهار الموصول، والإثمار الواسع للغاية، لاسِيَّمَا وأن روابط الأمتين الصينية والأُردنية – وبالأخص في تلك الحقبة التي سادت خلالها “مملكة الأنباط” العربية التي تأسست أُردنياً وتألقت طويلاً في جنوب الأُردن – إذ برزت مدينة “البتراء” الأُردنية كواحدةٍ من المدن الأُردنية العديدة التي استضافت، طِوال عهدها، قوافل طريق الحرير الصيني – الدولي، وتعاونت مع هذا الطريق الأُممي وأهدافه الإنسانية الثابتة، ومن خلاله توسعت وتوثقت الصِلات الأردنية مع الصين رسمياً وجماهيرياً. ولهذا بالذات نرى ونلمس ونتابع كيف أن التاريخ الأردني، وكذلك هو الصيني، إنَّمَا يَحفظان هذا التاريخ المتألق ويؤكدان فعالية الروابط الثنائية التي توآخي بين الدولتين والشعبين، إذ بقيت البتراء لمدة طويلة في التاريخ المحطة الأهم والمركزية على طريق الحرير الصيني القديم .
ولهذا، ولعوامل أُخرى كثيرة، تُعتبر روابط الود والصداقة والشراكَة بين الدولتين الأردن والصين، والشعبين الصيني والأُردني، نموذجاَ يُحتذى ومتألقاً على المدى، ومنذ غابر الأزمان، للعلاقات الأخوية والتعاون المُثمر والمتبادل النفع بين الشعبين والدولتين سياسياً وتجارياً وثقافياً، وكذلك في غيرها من المجالات والفضاءات.
من الضروري بمكان هنا، أن أتحدث عن سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المُعَظَّم واتصالاته مع الصين الصديقة والحليفة، حيث زار جلالته الصين ثماني زيارات اتسمت بالأهمية، وتوِّجت بالنجاح، ومن هذه الزيارات، كانت زيارة إلى العاصمة الصينية بكين في عام 2015، إذ إن جلالته كان قد أعلن خلالها، وإلى جانبه فخامة الرئيس الصديق والحليف شي جين بينغ، عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مشاركة جلالة الملك في قمة الرياض العربية  – الصينية للتعاون والتنمية عام 2022م، التي ناقشت  سُبل تعزيز العلاقات بين الدول المشارِكة في شتى المجالات، وأهمية التعاون العربي الصيني في تحقيق إنجازات اقتصادية وتجارية وثقافية، وفي غيرها من المَسَارَات ذات الصِلة بتعاون الدولتين والشعبين.
ومن المُوجب بمكان وواجبنا هنا، إنما هو الإشارة إلى أن الأُردن والصين يَسعيان إلى الاستفادة الشاملة من “مبادرة الحزام والطريق الصينية” ذات الشهرة الطاغية، نظراً لموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي في منطقة “الشرق الأوسط”، والذي جعل منه حلقة وصل موثوقة بين ثلاث قارات، حيث يتفاعل الأُردن بإيجابية وثقة وثبات مع المبادرة الصينية، والتي بُنيت وثَبُتَت صلدة صينياً على مسارات طريق الحرير الصيني القديمة – الحديثة، والتي غدت نافعة عَصرياً أيضاً.
وتأكيداً على ما تَقدَّم، بودي التأكيد على متانة وتاريخية العلاقات الأردنية الصينية وامتداداتها السياسية والتجارية والاقتصادية، والتي بدورها انعكست وما تزال للآن تنعكس بكل إيجابية على التبادل التجاري والسياحي النشط بين البلدين الصديقين، حيث تُعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن، إذ إنه يَستضيف كل ما مِن شأنه تطوير والمزيد من تمكين العلاقات مع الصين.
ومن متطلبات هذه المقالة، ضرورة التأكيد هنا على أن العلاقات القوية والتفاهم الكامل بين الزعيمين جلالة مليكنا المُفدى عبدالله الثاني وفخامة أخيه الرئيس الصيني المحبوب شي جين بينغ، تلعب دور الداعم لوشائج الروابط والمحبة القائمة بين الصين الأردن منذ سنوات طويلة طويلة مضت، وهي صِلات تبقى صَلدة بين الدولتين والقائدين، والمِثال الذي يُحتذى دولياً ولمختلف العواصم التي تنادي بأخُوَّة الشعوب والأُمم، ولهذا نرى نتائج هذه العلاقات بين عَمَّان وبكين في تنفيذ مشاريع تنموية في قطاعات المياه والبيئة، وتوفير الأغذية والرعاية الصحية الأولية والتعليم، ومكافحة الفقر وفي غيرها الكثير من الميادين والنطاقات والساحات.
وفي مسألة زيارتي الأولى إلى الصين، أُؤكِّد، أنا صاحب هذه المقالة، بأنني شعرتُ بغبطة طافحة وكبيرة تجتاحني وتسكن في عقلي وقلبي خلال مشاركتي في شتى الفعاليات الصينية في شهر آب / أُغسطس الماضي 2023م، فحينها شاركنا في “دورة مسؤولي الصحافة والصحفيين من الدول العربية في الصين”، وكانت هذه الفعالية أول زيارة لي إلى دولة جمهورية الصين الشعبية الصديقة والحليفة، وبودي هنا التطرُّق إلى أحد الأمثال الصينية الأخرى التي تفتح أمام البشر الكثير من الكُوى لتحقيق صداقات وتحالفات ثابتة ودهرية بينهم، ومنها على سبيل المِثال، المَثل الصيني الشهير الذي يقول: (سعادة واحدة تُذهِب ألف حزن). ولهذا، فقد كُنَّا خلال زيارتنا إلى الصين، أنا وزملائي، مغمورِين بالمحبة الصينية، ونشعر بالسعادة والسرور في كل الأوقات، وكذلك في حَلِّنَا وترحالنا ما بين الفيافي الصينية الجميلة والأخاذة.
“اطلبوا العِلم ولو في الصين”:.. هذا المِثال يُعدُ الأجمَل في العالم لدولة الصين بالنسبة لي.. لأن الصين هو بلد الحضارات والثقافات والجَمَال الطاغي وسِحر الطبيعة الغَنَّاء، وتشتمل كذلك على جميع الأقاليم المناخية، وهي أيضاً تزهو بتطور هائل، حيث تعجز الكلمات عن وصفها ووصف تقدمها وجمالها وعبقرية رئيسها وشعبها، فألف شكر وتقدير لدولة الصين العظيمة رئيساً ودولة وشعباً.. فالشعب الصيني طيب المَعشر ولطيف في علاقاته مع الأجنبي، ويتمتع بحسن الضيافة والاستقبال للزائرين لوطنه الصيني، فخلال  الدورة التي انتظمنا فيها في الصين، وشملت على العديد من المحاضرات والندوات، تعلمنا منها الكثير الكثير الجديد في مجالات عديدة، وهو ما أفضى إلى تعزيز صداقتنا وتعاوننا مع الصين، ومعرفة الصين بصورة أشمل، ومن خلال الاطلاع على تطورها وتقدمها المتعدد الجوانب وبخاصةٍ في الفضاء الصحفي، إذ لاحظنا سرعة التقدم الكبير، الفلكي فيها، لاسِيَّما لوسائل الإعلام الصينية، وكذلك عملانيات التنمية والاصلاح والانفتاح، والاقتصاد المزدهر في الصين، زد على ذلك تَعرُّفِنَا على عمل “أذاعة الصين الدولية”، التي بدأت البث باللغة العربية منذ عام1957، وزيارتنا إلى “مجموعة الصين الدولية للنشر” – (مجلة “الصين اليوم”)، و “مركز اتصالات أوروبا الغربية وإفريقيا”، والمشاركة في “معرض إكسبو جنوب آسيا السابع” بمقاطعة يونان، وكذلك زيارتنا إلى مجموعة صحف يونان اليومية، و “متحف الشاي”، وتجربة ثقافية واجتماعية من خلال زيارة مزارع الشاي والقهوة، وإطلاعنا على مواقع سياحية، وسور الصين العظيم للتراث الثقافي العالمي.
و: شكراً جزيلاً ومحبة نهديها من أفئدتنا، كاتب هذه المقالة عبدالقادر الفاعوري، والمدقق اللغوي والمُحرِّر الإعلامي للمقالة أ. مروان سوداح، للرئيس الفذ لجمهورية الصين الشعبية الأخ والرفيق العظيم شي جين بينغ، والدولة الصينية الكبرى، والشعب الصيني الطيب والمِعطاء الذي رحَّبَ بنا أجمل الترحيب.
…انتهى..

زر الذهاب إلى الأعلى