برغم التنسيق المُسبق: الشرطة الصهيونية تمنع آلاف المسيحيين من الوصول لكنيسة في فلسطين للاحتفال بعيد التجلي

استنكار مسيحي دولي.. وفضح جوهر الصهيونية الرجعي المعادي للإنسانية جمعاء

اجنادين نيوز  / ANN

أعَدَّ هذه المقالة: الأكاديمي مروان موسى سالم موسى سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يتمتع بثنائية الجنسية الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة وميداليات حكومية، وشهادات تقدير عُليا من الدول الصديقة والحليفة.

من غير المُستغرب على الإطلاق أن نواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني، بخاصة في زمننا الحالي، ومن التحولات السياسية العميقة التي بدأها بعزيمة جبارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مسعى لإلحاق الهزيمة بالاستعمار الدولي القتّال، أن تُسَارِع السلطات الصهيونية الكولونيالية الاحتلالية لفلسطين العربية، إلى تواصل عملياتها، وتستمر بمحاولاتها المضادة للقانون  الدولي والإنساني، في رغبة منها لإثبات ما لا يمكن إثباته، ألا وهو عرض قواها في مواجهة أهل فلسطين الأصليين الذين هم العرب، بغية إبعادهم عنها وطردهم منها، وتحويلها بالتالي إلى كانتون صهيوني معادٍ للبشر وللأديان الأخرى التي منها الإسلام – الديانة التي يؤمن بها 2 مليار شخص، ويشكلون حوالي 25% من سكان العالم الذي يتعرض هو الآخر إلى عمليات صهيو -إسرائيلية – غربية” لتهويد ليس فلسطين العربية لوحدها، بل وأيضاً بلاد مختلف القوميات والأجناس، ولمحو الأثار الكنعانية العربية تماماً من على أرض فلسطين العربية، إلى أن وصل الأمر الصهيوني إلى التعدي على المسجد الأقصى، وعلى غيره من المواقع الدينية الاسلامية والمسيحية في فلسطين – كنعان، إذ تمادت القيادة الصهيونية المُوَحَّدة سياسياً وعسكرياً لإصدار الأوامر القتالية لجندها؛ المُدجج لحَد الثُمالة العسكرية بالسلاح الصهيوني والأمريكي والغربي الأكثر تطوراً؛ للانتشار من حول الكنيسة الواقعة في مرج بن عامر، لمنع جميع المؤمنين المسيحيين – الأرثوذكس من الفلسطينيين والأجانب الذين وصلوا إلى أرض فلسطين العربية المقدسة إلاهياً، وعددهم أكثر من ثلاثة آلاف حاج مسيحي من مختلف الدول، من إعتلاء جبل طابور في منطقة مرج بن عامر، للصلاة هناك، وقد تم للجند الصهيوني مواجهة آلاف المسيحيين، بمنعهم التام من الصعود إلى الكنيسة، لإحياء ذكرى “عيد الغطاس”، الذي صادف يومي الجمعة والسبت، في شهر آب / أغسطس الماضي، لهذا العام 2023م.

و وفقاً لصحيفة “هاآرتس العبرية، بإنه وبرغم “التنسيق المُسبق”، إلا إن الشرطة الإسرائيلية منعت وصول آلاف المسيحيين إلى الكنيسة، بزعم لا سند منطقياً له، إذ زعم الصهاينة أن هنالك إخفاقات السلامة على الطرق المؤدية إلى تلك الكنيسة وإلى ما حولها من مواقع، عِلماً بأن جبل طابور هو من أقدس الأماكن للمسيحية في العالم، وتعلو على ترابه وصخوره كنيستان، كاثوليكية والأُخرى أرثوذكسية.
وبالرغم من كل أشكال المنع العسكرية للمؤمنين المسيحيين من الوصول إلى كنيستهم، إلا إن العشرات منهم فقط قد تمكنوا من الوصول إليها، بينما بقي الآلاف منهم الذين ممن أرادوا الصعود عند سفح الجبل، بعيدين عنها، حيث كان وصل إلى تلك الكنيسة في القدس نحو 3000 مسيحي حاج وصلوا من خارج الكيان الإسرائيلي، للمشاركة في الاحتفالات هذا العام، ضمنهم الحجاج من اليونان ورومانيا وصربيا.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس “المجلس المسيحي الأرثوذكسي في الناصرة والجليل”، باسم عصفور، وفضح الحكومة الصهيونية بتصريحاته التي جاء فيها التالي: أنه تم التنسيق الكامل مع الشرطة الإسرائيلية قبل أسبوعين، واتفق المجلس على عدم وجود مشكلة في إقامة الفعالية، وأردف عصفور مِراراً: “هذا تاريخ معروف مقدماً إنه يوم عطلة يوافق كل عام في نفس التواريخ، تلقينا إجابات واضحة قبل أسبوعين بأنه لن تكون هناك مشكلة في إغلاق الجبل مساء الجمعة وصباح السبت، بسبب مشاكل السلامة المتوقعة من الازدحام”!!!
ولفت مسؤول في الكنيسة، إلى أن منظمته ذهلت باكتشاف صدور قرار منع التجمع على الجبل في اللحظة الأخيرة وفي المنطقة المفتوحة الى جانب الكنيسة بزعم “الحرص على سلامة المشاركين!”، وقال: “قبل أيام عُقد اجتماع بين المجلس الأورثوذكسي في مدينة الناصرة وبين السلطات الإسرائيلية، واتُّفق على إقامة الحدث”.
وأضاف: ” نرفض المساس بحرية العبادة، إلغاء الصلاة والتقييدات على حياة المجتمع المسيحي في الأرض المقدسة بحجة الأمن والأمان، فهو أمر غير مقبول”، مُطَالِباً سلطات الاحتلال بـِ”إتاحة ممارسة مراسم العبادة المسيحية، والأحداث الاجتماعية بحرية، والدفاع عن الحقوق الدينية لجميع الناس.”.
وفي واحدة من افتتاحياتها بعنوان: “المسيحيون أيضا غير مرغوب فيهم”، تحدثت جريدة “هآرتس” الإسرائيلية، عن أن “هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تمنع فيها الشرطة الإسرائيلية الاحتفال بالعيد، لاعتبارات الأمان، الصلاة الجماعية على الجبل، لكن معظم المشاكل هي في مجال مسؤولية “سلطة الطبيعة والحدائق”، “الصندوق القومي “كيرن كييمت”، والوزارات الحكومية”، بينما قال مستشار رؤساء الكنائس في الداخل المحتل، وديع أبو نصار: “كل شيء مسموح تجاه المسيحيين.. مسموح إلغاء الصلا.. ومسموح البصق عليهم في شوارع القدس، وإهانتهم واحتقارهم، والحكومة الإسرائيلية غير مبالية بذلك”!
• ونوَّهت الصحيفة إلى إنه “في حزيران/ يونيو الماضي، شوَّشَ نُشطاء اليمين المتطرف على مناسبة مسيحية عند الحائط الجنوبي بالقدس، فقد عربدوا، وهتفوا بشعارات مضادة، شتموا، ودفعوا، بصقوا وحطموا ألواح زجاج، لشدة العار كان على رأس المظاهرة نائب رئيس بلدية القدس آريه كينغ وإلى جانبه الحاخام تسفي تاو”.. وأضافت: “وفي تموز/ يوليو طلب مِن قِس ألماني رافق وزيرة التعليم الألمانية بنزع الصليب عن صدره عند مدخل حائط البُراق؛ وفي الأشهر الأخيرة، بدأ مؤيدو الحاخام المتطرف والمُدَانِ باعتداءات جنسية، اليعيزر بارلند، يدخلون إلى دير ستيلا ماريس في حيفا لعرقلة سير حياة الرهبان”!!!

• بدورها، نبَّهت صحيفة “هآرتس” إلى إن: “كل هذه الأحداث، إنَّمَا تأتي على خلفية ارتفاع حاد في عدد الاعتداءات ضد رجال الدين المسيحيين في القدس، حيث تعرضوا للبصق والتنمر”.

• ومن الضروري هنا أن نذكر على سبيل المِثال لا الحصر، بأن اليهود واليهودية، وفي كتبهم الدينية وغير الدينية، وفي يومياتهم وتصريحاتهم، وأحاديثهم، وفي غيرها من فعالياتهم وأدبياتهم المنشورة منها والسرية، يؤكدون بأنهم لا يعترفون لا بالمسيحية والمسيحيين ولا بالإسلام والمسلمين كديانتين وكمؤمنين بالله. فمثلاً: “لا يقبل يهودي يسوع كمسيح..”!
• وكما نرى، على الجانب اليهودي، هناك مصادر عديدة توثق رفض اليهود ليسوع كمسيح، أكثرها شهرة ما ورد في «بركة هامينيم» (لعنة المهرطقين) من صلاة أميدا والتلمود. ويُشير التلمود إلى أن الحاخام غامالييل الثاني طلب من صموئيل هاقطان إضافة فقرة على الصلاة الوسطى للأميدا تهاجم المسيحيين على أنهم المخبرون، وزنادقة، والتي أُدرجت بوصفها الفقرة الثانية عشرة في بركة مامنيم الحديثة”. المرجع بتاريخ: الجمعة، 13 ديسمبر 2019 م.

وبالرغم من كل أشكال المَنع العسكرية للمؤمنين المسيحيين من الوصول إلى كنيستهم للصلاة، إلا إن العشرات منهم فقط قد تمكنوا من الوصول إليها، بينما بقي الآلاف منهم الذين مِنْ مَنْ أرادوا الصعود عند سفح الجبل، بعيدين عنها، حيث كان وصل إلى تلك الكنيسة في القدس نحو 3000 مسيحي حاج قدموا من خارج الكيان الإسرائيلي، للمشاركة في الاحتفالات هذا العام، ضمنهم الحُجاج من اليونان ورومانيا وصربيا.
وقد فَضَحَت الصحافة العالمية وأَفْشت الادعاءات الصهيونية، إذ وبعد قرار الاحتلال، هاجم مجلس الكنائس العالمي؛ الذي يضم آلاف الكنائس حول العالم ومقره في جنيف / سويسرا؛ دولة الاحتلال، وأكد في بيان شديد اللهجة أن قرار الاحتلال هو “انتهاك لحرية العبادة”. وأوضح الأمين العام للمنظمة القس البروفيسور جيري فيلي، أنه “ما لا يقل عن ألف سيارة انتظرت في الحواجز التي أقامتها شرطة إسرائيل بالطريق إلى الكنيسة، ومن بينهم عضو في اللجنة الإدارية للمجلس، وتم توقيفهم ساعتين ونصف”، وواصل بقوله ونبه فيلي إلى: إن “مضايقة الاحتفال المسيحي، تأتي بعد المضايقات المتكررة التي تعرض لها المسيحيون في القدس، وحيفا وأماكن أخرى”.
ووفقاً لما يُنشر عن صحيفة هاآرتس، وكما جاء في الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” بشأنها، إنه تم تأسيسها في مدينة القدسفي سنة 1919، وهي تنتمي إلى “مجموعة هاآرتس”، وإلى الخط السياسي “الإسرائيلي اليساري”، ومن توجهاتها الدعوة للانسحاب الصهيوني من الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، و “من أهم صحفييها المساندين لحقوق العرب الفلسطينيين، الصحفي جدعون ليفي الذي غالباً ما تنشر مقالاته في صحيفة “رأي اليوم” و “القدس العربي”.
وليس ختاماً: نبَّهت صحيفة “هآرتس” إلى أن: “كل هذه الأحداث، تأتي على خلفية ارتفاع حاد في عدد الاعتداءات ضد رجال الدين المسيحيين في القدس، حيث تعرضوا للبصق والتنمر”.

زر الذهاب إلى الأعلى