حَذَاقَة سيِاسَة الجَذب الإستِثمارِي المَالِيزيَّة تَستقطِب التَوظِيفَات العَربيَّة أيَضَاً

اجنادين نيوز /ANN

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح و الإعلامية يلينا نيدوغينا – الأردن
ـ متخصصان في الشؤون الماليزية.

تشتهر مملكة ماليزيا الشقيقة في كل رياح العالم بنجاحاتها المتفردة في اجتذاب أضخم الاستثمارات الأجنبية والعربية، وتنجح القيادة الماليزية النابهة أيَّمَا نجاح في تعظيم الخطط الاقتصادية الفلكية لهذه الدولة، التي تثق بها كل أقطار الدنيا، فماليزيا لم تتوقف لحظة عن التقدم الاقتصادي وتحقيق النجاح وتأكيد علمية خططها الاقتصادية الضخمة، التي نقلت البلد إلى الفضاء الاستثماري الأول عالمياً، برغم صِغر مساحتها قياساً مع مساحات غيرها من الدول ذات الاقتصادات الكبرى، وهي إلى ذلك المملكة التي الجميلة والبهية وقيادتها الذكية وشعبها التي تفيض بالوطنية وتشتهر بخدمة الوطن بإخلاص، ولهذا عَظُمَتْ مكانتها ضمن الدول الأكثر تميزاً اقتصادياً، وها هي كوالالمبور تصطف إلى جانب عواصم الدول الكبرى الأكثر جذباً للأموال والمشاريع وتشغيل الموارد المتدفقة عليها بلا توقف، مِمَّا جعلها نجم ساطع لا يخبو بريقه وتألقه في كبد السماء.
وفي الذكاء الماليزي نقرأ عن أن الحكومة الماليزية شكَّلت في هذا الإطار عدة بعثات رسمية رفيعة المستوى، تقود عملية ترويج واسعة النطاق للاستثمار على الأرض الماليزية، خصوصاً في منطقة الخليج، وتم إيفاد هذه البعثات لزيارة كل من قطر والإمارات والسعودية ولأكثر من مرة، وهو ما أكد الخطط الماليزية التي تُفرز نجاحاتٍ تلو آخرى على مختلف المستويات ومع شتى الدول، بغض النظر عن طبائع أنظمة عواصمها وتوجهاتها الفكرية والسياسية، أذ أن الأهم هو خدمة الإنسان والإنسانية من خلال الاقتصاد المنفتح دولياً، وتشغيل الأيدي العاملة الضخمة والمتخصصة في النقلات الاقتصادية والصناعية، وتحقيق الدعم المباشر لمنصات وآليات الشَرَاكَة الفعَّالة والمتكافئة لأصحاب المصلحة الواقعية إقليمياً ودولياً، بما يخدم العلاقات الاقتصادية ويرفع مستويات التبادل التجاري، وتحفيز تواصل تدفقات الاستثمارات، وتحديد قطاعات وبرامج التعاون على مستويات متعددة، منها الحكومي، والخاص، والمناطق الاقتصادية الأُممية على اختلافها، والاتحادات والشراكَات المتحالفة.
كذلك، نشهد في الجهد الحكومي الماليزي، استمراريته الفَعَّالة، وعناية الحكومة به بُنيوياً وبتطوره وتأكيد نجاحاته الموصولة، وحث رجال الأعمال والمستثمِرين على اكتشاف فرص الاستثمار في مجالات اقتصادية جديدة، بقطاعات الخدمات والبُنى التحتية، والتكنولوجيا الخضراء، وتكنولوجيا الاتصالات، باعتبارها تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الحديث، كما وتدعو ماليزيا الدول العربية بالذات، للاستفادة من الاستثمارات الحالية والمحتملة في ماليزيا، ضمن مشروع النموذج الاقتصادي الجديد وبرنامج التحوّل الاقتصادي الذي أعلنته الحكومة في وقت سابق.


وفي هذه السياقات نلمس نجاح السياسة الماليزية أيضاً من خلال تدفقات الاستثمارات العربية نحو الشرق.. صوب كوالالمبور بالذات بعد أن كان تدفقاتها تقتصر على الاستثمار التجاري والاقتصادي في دول الغرب التي يتسم بعضها بالعداء السافر للمصالح العربية، ودعم العدوان الصهيوني على الأمة العربية، واحتلال فلسطين، وتشويه الحقائق والوقائع في الدول الإسلامية، وهو ما صَحَّحَ البوصلة العربية وتحالفااتها الخارجية، لتتوجه بِحُزَمٍ استثمارية كبيرة نحو ماليزيا الشقيقة والحليفة للعرب والقضية الفلسطينية، عِلماً بأن الحكومة في (بتروجايا) تمنح تسهيلات ضخمة للاستثمار الأجنبي عموماً، والعربي والإسلامي خصوصاً، إذ ومع الانفتاح العربي الذي توسَّع تدريجياً على ماليزيا وسياستها الداعمة للحقوق العربية، والتبادلات الواسعة مع العالم العربي على مختلف المحاور، والتسهيلات الضخمة للاستثمار الأجنبي، والتشريعات والحوافز والمشاريع الماليزية الهائلة، إنجذب العرب من المستثمرين وغيرهم إليها، وتوافرت للعالمين الماليزي والعربي فضاءات مريحة للغاية للتعاون الاستثماري الفاعل والآمن المُشجِّع والأوسع دون أي عراقيل إطلاقاً.
أسباب تدفع المستثمرين إلى الإستثمار في ماليزيا:
توجد العديد من الأسباب التي تدفع المستثمرين إلى استثمار أموالهم في ماليزيا، ومن أهمها:
1/يتوافر في ماليزيا نظام مالي مرن وسلس، حيث يسهل نقل الأموال داخل وخارج البلد.
2/تتسم ماليزيا بالأمن والأمان، وهي بعيدة عن الأزمات الدولية.
3/القانون الماليزي يشجع المستثمرين، ويوفر لهم إقامات دائمة وخاصة للمستثمرين العرب.
4/تتميز ماليزيا بموقعها الجغرافي الإستراتيجي بقارة آسيا، وسط أكبر القوى الإقتصادية في الكون مثل الصين، تايلاند، الهند، كوريا، سنغافورة، اليابان، وغيرها من الدول.
5/تتميز ماليزيا بأنها من أجمل الوجهات السياحية على مستوى العالم، وتجذب ما يزيد عن مليون سائح على الأقل سنوياً، وذلك يدفع بالمستثمرين إلى الإستثمار داخل ماليزيا.
6/تُعتبر ماليزيا بلد إسلامي، وبالتالي يُنَاسِب الكثير من المستثمِرين العرب، مِمَّن يبحثون عن الإقامة والإستقرار، وتنشئة أطفالهم وسط بيئة سوية، بعيداً عن تأثيرات الدول الغربية

زر الذهاب إلى الأعلى