بوتين.. الزَعِيم الوطني والأممي الأبَرز والأكثَر مَحَبَّةً وطنياً وأُممياً

اجنادين نيوز /  ANN

ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة وشهادات تقدير رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس هيئات دولية وصينية وروسية، ويحمل أوسمة وشهادات تقدير من دول صديقة وحليفة.

رَفع العَلَم الروسي في دولة النيجر الإفريقية التي برز اسمها مؤخراً لم يكن مفاجأة لا لشعب النيجر، ولا لغيره من الشعوب والدول والكثير من قادتها ومؤسساتها وهيئاتها السياسية والحزبية والاجتماعية.
العَلَم الروسي الذي يرفرف في فضاءات الكثير من عواصم دول كوكب الأرض، يُمثّل راهناً محبة واحترام شعوب الدنيا للرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين والدولة الروسية، والشعب الروسي، والنهج السياسي، والمصفوفة الفكرية الروسية الغالبة تاريخياً، إذ إنها تتميز بالتوازن، والموضوعية محلياً، ودولياً، ومنطقاً، وتمتاز بالتحليل العلمي والفعلي، زد على ذلك مساندتها الثابتة للأُمم وتطلعاتها الشرعية التي على رأسها الاستقلالية الوطنية الكاملة خارج نفوذ الغرب الآخذ في الانحسار والذوبان التدريجي، إذ ترى هذه الشعوب في رفع العَلَم الروسي تأكيداً واقعياً وملموساً على تمسكها بالنهج الوطني – الاستقلالي لها في مواجهة هجمة الغرب الجماعي، الذي حاول وما زال يحاول بلا توقّف، الاستحواذ أبدياً على أراضي الغير بالقوة المتوحشة وسرقة خيراتها الوطنية، فكان تعريتها على يد أبناء العَالم فضيحة تاريخية لها، جَرَّدتها من أرديتها وأسمالها النتنة، لتتكشف طبيعتها اللصوصية.
لقد فشل الغرب الجماعي فشلاً ذريعاً في تواصل استعماره لبقاع كثيرة على وجه البسيطة، وصار فشله وغدت إخفاقاته تاريخية ومتلاحقة ومدوية ويتندر بها الناس في لقاءاتهم وحلقاتهم الشعبية والأكاديمية، وضمن هذه الصورة اهترأت هراوته الكولونيالية في تلكم الأقطار وانطوت وذابت إلى الأبد، وبالتالي طواه النسيان في العديد من القارات التي فاقت شعوبها من سُباتها القديم والطويل الذي أُرغمت عليه بالقوة الشرسة المفترسة.
تنظر الشعوب من مختلف القوميات واللغات، وفي مقدمتها جماهير العالم العربي وسواد البشر النابهين، لا سِيَّما في عالم الدول الإسلامية، الذين فَقَدت عائلاتهم وقبائلهم وعشائرهم وأقربائهم عشرات ملايين الشهداء، نتيجة فرض الاحتلال والظلم الإمبريالي الدموي عليهم، وهو الاستبداد والاجحاف والبغي والتعسف الذي عَلِقَ ببلادهم المسالمة، تنظر للرئيس بوتين على أنه الزعيم الشريف والجليل العظيم، فهو باني روسيا الجديدة الأممية، والإنسانية، والعادلة، والمِقدامة والعظيمة.. هي روسيا التي استعادة بجهود بوتين قوتها الكاملة ودورها الرائد على الساحات القارية والدولية، وها هي موسكو أُم الدنيا تواصل بذل ما يَسعها الجهد والجهاد عاملة على حماية تلكم الدول وأبنائها، وبخاصة الدول الإسلامية التي تُكبْر في بوتين وتُعَظِّم فيه حمايته الثابتة والحازمة للقيم الدينية، وبخاصة الإسلامية منها والمسيحية، من خلال سياسة إبعاد الهيمنة الغربية عن تلك البلدان وعن شعوبها، وحمايةً للمكتسبات التاريخية لتلك الأمم الحليفة لروسيا القائدة التي تضع مصالح كل إنسان في صدارة برامجها أيَّاً كانت.
في النهج الثابت للرئيس بوتين – الذي يُعظِّمه غالبية العرب والمسلمون هذه الأيام – كما لم يعظموا غيره من القادة الأجانب طوال حياتهم وعلى مدار العصور العربية والإسلامية، إنه أكد عالمياً وعلى رؤوس الأشهاد، وفي سياق سياسته الواضحة المَعَالِم ومن خلالها، تحلِّيه بقدرات استثنائية وعين ثاقبة في مواجهة محاولات الغرب الجماعي هدم أركان روسيا من الداخل، إذ مَا فَتِئَ بوتين يُمَثِّلَ ويؤّكِد إن روسيا دولة مستقلة وقوية نهجاً، و واقعاً، وشعباً، ودولةً وسياسةً، وهو ما يتبدى منذ ظهور الرئيس والأخ الكبير والزعيم الأممي بوتين على مسرح السياسة الدولية، إذ إنه يلتزم بموقف عدم الموافقة على سياسة الغرب التوسعي، ذلك إنه اتَّخذ مَسَاراً خاصاً يناسب روسيا الأُممية وحدها. لذلك، لم يرضخ بوتين، ولن يرضخ لاسطوانة الغرب المشروخة بما يُسمِّيه هذا الغرب بـِ “الحريات!”، وما يدَّعيه بـِشعاراته الهالكة بـِ “تعميم الديموقراطية!” و”حقوق الأنسان”، وهي شعارات حق يراد بها تعميم الباطل الغربي، إذ أطاح الغرب بالكثير من المجتمعات في العالم، وأسال دماء الأبرياء من مختلف الأعراق والأديان، وأهرق دماء المساكين والفقراء، الصغار منهم والكبار على حد سواء، الأطفال وكبار السِن، النساء والرجال، والبلدان العربية والإسلامية هي الشاهد التاريخي الثابت عبر العصور على كل وحشية الغرب ودمويته.
في الحلقات الشعبية وجماعات السَّمَر التي تشهد لقاءات العرب في الأماكن العامة والمقاهي، يتحدث هؤلاء بكل محبة وتأييد عن بوتين، ويصفون شخصيته بالذكاء الخارق، وقوة هذه الشخصية المتفردة بالذكاء وبُعدِ البصيرة، فهو الذي أنقذ وطنه الروسي من خطط التفكك التي وضعها الغرب لروسيا قبل ظهوره في المقام السياسي الأول، إذ سبقه مَن عملوا من المتعاونين مع الغرب على تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق، إلا إن بوتين نجح بعينه البصيرة وفطنته السياسية في إنجاح عملانية ترسيخ روسيا لنهجها الروسي الخاص بها، فجعلها بلون برَّاق وجاذب ولا مثيل له، إذ تم تماماً ترويس روسيا روسياً لتغدو هذه الدولة الكُبرى مساحةً وخيرات باطنية، والعريقة بثقافتها وحضارتها على مدار القرون الطويلة، وفي شعبها المِعطاء، محوراً للسياسة الدولية، تُؤخذ مواقفها بالحسبان والتمحيص والدراسة على مختلف الأصعدة العالمية. وأمام كل ذلك، شهدنا ذوبان القديم ونفي نهائي له، لأجل بزوغ نجم الجديد خلال إدارة بوتين الحكيمة، إذ أنه وضع حداً نهائياً للأفكار المستورَدَة، واستبعد من مراكز القرار مَن سبقوه من أصحاب الهوى الغربي، واستولد مساراً روسياً خالصاً لفت إليه أنظار وعقول مختلف بنات وأبناء شعوب العالم الثالث، وتلك الدول المتحررة التي رأت في الزعيم بوتين شخصية فذة عملت وما تزال تعمل على خلاص روسيا من أية تبعات خارجية، فاستقلت الدولة الروسية عن كل الأفكار المستوردة، إذ استولدت الأفكار الجديدة – المُبدعة والأنسب لواقعها، فتمت بنجاح تام عملية تاريخية لانتقال الدولة إلى معارج الرقي والعَظَمَة، لتشغل الدور العالمي الأول بعد غروب النجم “الأمريكيغربي” عن مختلف زوايا المعمورة، فقد أعاد بوتين لروسيا كامل قوَّتها الدولية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، فنهضت الشعوب التواقة للحرية نهضة رجل واحد كونها تمكنت بفضل حكمة بوتين من نيل التحرر التام من أصفاد الغرب، وهي الحرية التي حَلُمَت به تلك الشعوب قروناً طويلة ونالتها بفضل حكمة القائد المناضل الأول والصنديد بوتين الذي تشهد له العقول والألسن في بقاع كل المَعمورة.
لقد فتحن روسيا بوتين أبوابها على مصاريعها للصداقة والتحالف مع الأخيار، فغذا المسار السياسي لبوتين خاصاً به، فهو القيمة والصورة والتجربة الأمثل للبشرية، إذ طبَّق بوتين مساراً روسياً بقسمات وأحرف روسية عصرية لا علاقة لها بالقديم المُنحَل، وهو إلى ذلك خاص بوطنه العظيم، الذي استعاد هيبته وقوته الحكومية والأممية على كل الساحات المنتشرة في رياح الكرة الأرضية.
ـ يتبع.

زر الذهاب إلى الأعلى