الخطاب الأخير … الجمهور عايز كده

اجنادين نيوز / ANN

الربان/ ضجر البدران

الملاحظ في كل الدورات الانتخابية ولحد هذه الأخيرة التي تعتبر ساخنة من أجل التغيير ومن خلال أيام الدعاية الانتخابية، كان التركيز بالمباشر على المرشحين بين المدح والذم.
فدائما يوضع اللوم على المرشحين سواء كانوا سابقين أو جدد فيخضعون للتحليل والتمحيص وبالغالب لن ينجو منهم أحد لان التركيز يكمن على الجانب السلبي او لربما يضاف اليه شيء من التسقيط.

بمعنى … إذا كان نزيها وغير مجرب بفساد … يلام عندما يتقدم للترشيح في كتلة كبيرة شهدت الفساد، ويلام أيضا عندما يرشح بقائمة منفردة، ويسأل كيف يمكنك أن تصلح نظام فاسد وأنت صوت فرد لا قيمة له!!!

وهلم جرى … الكلام كثير!!!

فالحقيقة اننا نغض النظر عن ثقافة عامة الجمهور وتطلعاته، وما هذه التطلعات في الغالب الا سلبية أو قصيرة النظر لمحدودية ثقافة المجتمع وتراكمات سياسية … فبالتالي هي التي تحدد نوع وطبيعة واسم المرشح!!!

فالجمهور الطائفي يريد طائفيا!
والجمهور الفئوي يريد فئويا!
والجمهور العشائري يريد عشائريا!

اذن مشكلتنا الحقيقية في عامة جمهورنا الانتخابي … فلا يستطيع أحد أن يغير وجهة نظر أحدهم مادام مجبول عليها!

والغريب أن من يدعون الوطنية والثقافة الأكاديمية لا يحسنون الخطاب للجمهور ولا يحسنون الاختيار، بل يجبنون من يتصدى من الوطنيين الشرفاء ويخذلونه!

اذن كيف … ومن ننتخب؟

هذا السؤال الكبير في معناه والعميق في إيجاد جوابه والذي تردد طوال فترة الدعاية الانتخابية الحالية وسابقاتها وسيظل يتردد للدورات القادمة!
لربما ليأس الجمهور من سطوة الأحزاب الحاكمة أو قصور فهم التجربة الانتخابية أو أمية سياسية!

الحقيقة تقال بان الاعلام الوطني الشريف لم يقصر في بيان آلية واحتمالات اللعبة الانتخابية، وحتى خطاب المرشحين الوطنيين الجدد لم يبخلوا من بيان تلك الالية وبيان الفساد والتزوير المحتمل. ولعل الجمهور الاغلب الذي يتبع تعليمات المرجعية العليا في النجف الاشرف والتي أمطرت المرجعية باستفساراتها حول العملية الانتخابية وكيفية الخوض بها … فلم تدخر المرجعية فضلا الا وأوضحت في بيانها أهمية المشاركة واختيار الاصلح النزيه …
مع ذلك فأن أغلب الجمهور يحتاج الى إشارة مباشرة بعينها … وهذا قصور في فهم خطاب المرجعية وخطاب الاعلام وخطاب المرشحين والنشطاء المدنيين!

الاحتمالات المطروحة على الجمهور:
1. مقاطعون // هذه الفئة رفعت شعار المقاطعة التامة للانتخابات. فقرارها عدم المشاركة والنأي بنفسها بعيدا عن هذا الوحل السياسي الفاسد والضرب بشرعيته ووطنيته. بمعنى عدم انسجامها مع هذا الواقع! فهم مقاطعون!
2. مشاركون غير فاعلون // وهم الفئة اليائسة من العملية السياسية والتي لا ترغب بانتخاب أحد، لكنها ستشارك من خلال شطب واتلاف ورقة الناخب … لتفويت الفرصة على الفاسدين وسراق الأصوات والمزورين.
3. المشاركون الفاعلون // وهم الفئة الكبيرة وتصنف الى صنفين: الأولى/ الراغبة في المنافسة باي ثمن كان وجمهورها الكتل والأحزاب الحاكمة … والصنف الاخر: الفئة الراغبة بالتغيير وجمهورها الوطنيون المستقلون، ولعل الأخيرة هي موضوع بحثنا لأنها الفئة الاكبر والنشطة المهتمة في مستقبل العراق ولعل الخطاب الوطني والشرعي أخذ فعلته وتوجه بمساره الصحيح بإقناعهم للمشاركة الفاعلة … لكنهم مع ذلك بحاجة الى توجيه وتوضيح أكثر!
لان أبواب اختيار الاصلح قد أغلقت أمامهم وبالمواصفات المثالية التي طرحت وهم بالتأكيد الراغبين بها والباحثين عن مرشحها!

فأشير إليهم:
أ‌. لا تنتخبوا الفاسد في قائمة فاسدة.
ب‌. لا تنتخبوا الفاسد في قائمة نزيهة.
ت‌. لا تنتخبوا النزيه في قائمة فاسدة.
ث‌. انتخبوا فقط النزيه في القائمة النزيهة.

لو أمعنا النظر جيدا بكل ما سبق لوجدنا الناخب في حيرة من أمره للأسباب التالية:
1. هناك دعوة للمشاركة بالانتخابات وبقوة!
2. اختيار الاصلح والذي حدد بصفات مثالية … حقيقة غير موجود!

اذن كيف ننتخب؟ ومن ننتخب؟ وماذا بعد!!!

أقـــول:

1. من المؤكد بأن المرشح المثالي غير موجود ولا يمكن أن نجده في الأفق القريب.
2. من المؤكد أيضا بأن اللعبة السياسية مستمرة وأدواتها باتت واضحة.
فاذا أردنا التغيير وبأضعف الايمان … فما علينا الا الدخول مجبورين في هذه اللعبة والمشاركة بها وحسب قوانينها … لمزاحمة الفاسدين والمنافقين والحاقدين وعدم ترك الساحة لهم فانهم سيملئونها بعناصرهم!

اذن القول الفصل المحتم على الجميع

لا مقاطعة تامة … ولا شطب ورقة الناخب …

وانما مطلوب أن نحدد من نرى فيه بصيص أمل حتى ولو كان أفضل السيئين!

أنتم وحدكم من يعرف الاصلح … فلا تتركوها للفاسدين!

والله ولي المتقين

زر الذهاب إلى الأعلى