ماذا ننتظر لنفيق ونعقل ؟

اجنادين نيوز / ANN

كتب: عمر لشقر / المغرب

السعيد من اتعظ بما يجري حوله ،والشقي من اتعظ بنفسه ،
والأشقى منه من لم يتعظ لا بغيره ولا بنفسه ،
والأكثر شقاء من الجميع من مر من مرحلة الخطر بسبب كورونا ، ولما شفي تهور وارتخى ونسي ما كان وطرح أسباب الوقاية ، فعادت له مرة أخرى أكثر حدة وأشد خطرا .
كورونا ضيف شرير يريد أن يرحل ،وبكرمنا لم نتركه يرحل !
نلعنه بالكلام ، ونعانقه بالسلام .
هذا النازل اللعين جربنا ، فوجد فينا الرخاوة وضعف التدبير والتعقل .
وجد فينا ما اشتهى للنمو والتطور والانتشار .
يحمله الواحد منا عن علم ويقين ، ويخرج ويخالط ويعانق …
إن التعقل في تدبير الأزمات سبيل يقيني للخروج منها ، والتهور إغراق في إغراق ، وجنون مجنون ، وتعقيد في تعقيد …
لو تعقل الشعب في الالتزام بإجراءات الطوارىء الصحية لخرجنا من هذه الأزمة سالمين .
لكن الواقع وقع ، إنما ترتفع الإصابات ، وتزداد الوفيات ، وتشتد الأزمة ، وتختنق أقسام الإنعاش …
تهور الشعب تهورا جنونيا ، وتعامل مع الأزمة باستخفاف واستهتار ، فسافر وتنقل وتحرك واختلط ونظم الأعراس والمناسبات وسخر من إجراءات الوقاية ، وعبث بقواعد.الحماية ، ونزع الكمامة وعانق ، فانتشر الفيروس انتشار النار في الهشيم .
إن الارتفاع المهول ، نتيجة منطقية لمجموعة من الظواهر السلوكية التي لا تشرف شعبا عرف تاريخيا بالحكمة والترزن والاحتياط والحذر .
فماذا جرى لهذا الشعب حتى تهور في التعامل مع أزمة من أخطر الأزمات التي تهدد كيانه ؟
وماذا جرى حتى انفلتت الأمور واختلطت وتعقدت ؟
ما زلنا نصادف متهورين يرتادون المقاهي والأسواق والتجمعات بدون كمامة ولا تباعد ولا تعقيم ولا احتياطات ، ويفسرون كل شي بالمنطق الجبري القدري في احتمال الإصابة !
ليكن هذا الفيروس اللعين من الماسونية ، المهم أنه أضحى خطرا مهددا يجب مقاومته بشكل جماعي ، تضامني ، وطني ، علمي وعقلي …
كل المؤشرات الحالية تنذر وتهدد. بالأسوء إذا لم يعي الشعب
حياتنا في خطر ،
واقتصادنا في خطر ،
وتعليمنا في خطر ،
ووجودنا كله في خطر …
فإذا كنا نمزح مع الوباء ، فالوباء لا يمزح معنا .
ليتنا تعقلنا ، وليتنا استفدنا مما وقع في العالم كله ، وليتنا تعاملنا مع الأزمة بعقل تضامني ، وليتنا التزمنا بقواعد الوقاية وإجراءات السلامة !!!!
هل ننتظر أن يصاب كل واحد منا لنفيق ؟
هل ننتظر أن يموت نصفنا او جلنا لنقتنع ؟
ماذا ننتظر ؟؟؟؟؟ لنذهب للتلقيح باسرع وقت لنكسب ونحافظ على حياتنا…

زر الذهاب إلى الأعلى