الصمت تواطؤ والسردية الصهيونية تزيف الوعي: مسؤولية كل عربي في مواجهة الغطرسة

أجنادين نيوز / ANN

بقلم: نجيب الكمالي

تعيش منطقتنا اليوم مرحلة دقيقة وحساسة، حيث تدعم السياسة الأمريكية مشروعًا صهيونيًا يسعى لتحريف التاريخ وإعادة تشكيل الجغرافيا في الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الاحتلال ويبرر عدوانه على الشعب الفلسطيني. في هذا السياق، يصبح الإعلام المقاوم خط الدفاع الأول للحقيقة، والكلمة الصادقة أداة وطنية وأخلاقية لا يمكن التهاون بها. فالصمت أمام هذه السياسات لا يعني الحياد، بل يمثل قبولًا ضمنيًا بتزوير الواقع وتهميش الوعي العربي، وتنازلاً عن المسؤولية التاريخية والحضارية تجاه قضايانا العادلة.

لقد كانت رؤية الدكتور أحمد سنان، التي نشرها في صحيفة 14 أكتوبر، نقطة انطلاق مهمة لإعادة النظر في دور الإعلام العربي. هذه الرؤية ألهمتني وأسست فكرة منبر “صحفيون من أجل فلسطين”، الذي يهدف إلى جمع الإعلاميين العرب حول مهمة واحدة: نصرة القضية الفلسطينية بالكلمة والفكر، وكشف التزييف، وتعزيز الوعي الجماعي.

يسلط مقال الدكتور سنان الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، بدءًا من محاولات أمريكا وإسرائيل لإعادة تفسير التاريخ بما يخدم مشروعهما التوسعي، مرورًا بالصمت العربي الذي يمنح الغطرسة مساحة أكبر للتوسع، وانتهاء بمحاولات تثبيت “إسرائيل الكبرى” عبر الدعم الفكري والعقائدي الأمريكي من المسيحية الصهيونية. ويؤكد المقال أن انشغال الأنظمة العربية بالمصالح الشخصية والتهاون أمام الاعتداءات يسهل على الاحتلال الاستمرار في سياسته العدوانية، ويزيد من مأساوية الواقع الفلسطيني.

إن مواجهة هذه التحديات تتطلب مسؤولية كل عربي، سواء كان صحفيًا، كاتبًا، أكاديميًا، أو مواطنًا مهتمًا بالقضية. فالدفاع عن الرواية الفلسطينية لا يقتصر على ساحات المواجهة، بل يمتد إلى كل تحليل، كل تحقيق، وكل مادة إعلامية تنقل الحقيقة وتكشف خفايا التزييف. الإعلام المقاوم ليس مجرد نقل للوقائع، بل أداة استراتيجية لبناء وعي جماعي يعي الخطر ويعزز التضامن العربي مع فلسطين.

من هذا المنطلق، يدعو منبر صحفيون من أجل فلسطين الإعلاميين والكتاب العرب إلى التمسك بالرواية الفلسطينية، ومواجهة خطاب التطبيع والتبرير الإعلامي للعدوان، وتوحيد الجهود لإطلاق حملات إعلامية تكشف الجرائم وتعيد الاعتبار للخطاب المهني والإنساني. فحماية الحقيقة وتحريك الرأي العام هما مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل عربي، ليكون صوت الحق حاضرًا أمام آلة التضليل والتزييف.

اليوم، فلسطين أحوج ما تكون إلى صوت عربي حر، قادر على إيصال رسالتها إلى العالم بلا خوف أو تردد. الإعلام المقاوم يمثل الضمانة الأخيرة لبقاء الرواية الفلسطينية حية، ولحماية الوعي العربي والإسلامي من التزييف والاختراق الفكري. كل جهد إعلامي، كل مقال تحليلي، وكل تحقيق صادق يساهم في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وإعادة رسم صورة القضية الفلسطينية كما هي، بعنفوانها وحقها التاريخي.

إن منبر صحفيون من أجل فلسطين يسعى لأن يكون منصة تجمع الإعلاميين العرب حول مهمة واحدة: نصرة القضية الفلسطينية بالكلمة والفكر، وكشف التزييف، وتعزيز الوعي الجماعي، وإثبات أن الحق سيظل حاضرًا مهما اشتدت محاولات التزييف. إنها دعوة لكل عربي لإدراك مسؤوليته، والمساهمة الفاعلة في حماية الحقيقة، وصون الكرامة، والدفاع عن فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى