واحة سورخانداريا المثلث السياحي”: خريطة سياحية جديدة تربط معالم تاريخية وطبيعية في أقصى جنوب أوزبكستان

أجنادين نيوز / ANN

في أحضان الجبال الوعرة والأنهار الخصبة لأقصى جنوب أوزبكستان، حيث يلتقي التراث القديم بالجمال الطبيعي الخلاب، تكشف خريطة سياحية مبتكرة بعنوان “واحة سورخانداريا – المثلث السياحي” عن رحلة استكشافية فريدة. تخيل مساراً مثلثياً يربط بين أضرحة تاريخية تعود إلى حضارات زرادشتية وبوذية، حصون قديمة تشهد على عصر الحرير، وواحات خضراء محاطة بجبال هيسار الشاهقة، مع إطلالات على نهر أمو داريا الذي يغمر المنطقة بمياهه الوفيرة. هذه الخريطة ليست مجرد دليل، بل بوابة لعالم من المغامرات الثقافية والطبيعية، مصممة لجذب المسافرين الذين يبحثون عن وجهات أصيلة بعيداً عن الزحام، محولة سورخانداريا إلى وجهة سياحية ناشئة في قلب آسيا الوسطى.
تم الكشف عن خريطة سياحية جديدة بعنوان “واحة سورخانداريا – المثلث السياحي” في منطقة سورخانداريا، الجنوبية الأكثر دفئاً في أوزبكستان، حيث تربط هذه الخريطة الرقمية المتقدمة بين أبرز المعالم التاريخية والطبيعية في شكل مسار مثلثي سهل التنقل. وفقاً للجنة الدولة لتطوير السياحة في أوزبكستان، التي أطلقت هذا المشروع في عام 2020، تُعد الخريطة أداة حيوية لتعزيز السياحة الجبلية والبيئية في المنطقة، حيث تشمل نقاطاً جيولوجية محددة للمعالم مثل مدينة تيرميز القديمة، وشيراباد، وديربنت، وبويسون، وديناو، وشورشي، وكومكورغان، وجاركورغان، بالإضافة إلى أضرحة إسلامية، حصون زرادشتية وبوذية، مراكز حرف يدوية محلية، متاحف تاريخية، ومعالم معمارية تعكس حضارات العصور الوسطى.

وخلال التقديم الرسمي، أكد مسؤولو السياحة أن هذه الخريطة ستُستخدم قريباً من قبل الحافلات السياحية لتسهيل الرحلات، مشددين على دورها في ربط الوجهات الشهيرة بالأماكن الأقل شهرة خارج المدن، مثل الوديان الكارستية في غورجيس كاريشوتو، وخزان توبالانغ الطبيعي، وكانيون كزيل الأحمر الذي يمتد لـ30 كيلومتراً مع قمم تصل إلى 1218 متراً. وقال أحد المسؤولين: “تم تصميم الخريطة لتكون دليلاً منطقياً وسهلاً، يتيح للمسافرين التخطيط لرحلاتهم بكفاءة، مع وصف موجز لكل معلم يبرز أهميته التاريخية والثقافية، مما يعزز التنمية المستدامة ويفتح فرص عمل جديدة في السياحة المحلية”.

ويأتي إطلاق هذه الخريطة في سياق جهود أوزبكستان المستمرة لتوسيع السياحة في المناطق النائية، مستفيدة من المناخ الفريد لسورخانداريا الذي يحمي الآثار من التآكل بفضل الجبال الشمالية والغربية، ويفتح الباب للهواء الاستوائي الدافئ من الجنوب عبر نهر أمو داريا. كما تركز الخريطة على أماكن الحج مثل ضريح خوجا علاء الدين أتور وسوفي علايار، ومراكز الثقافة الوطنية، مما يجذب الزوار من الشرق الأوسط المهتمين بالتراث الإسلامي . ومن المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في زيادة عدد السياح بنسبة ملحوظة، خاصة مع الترويج لها في الأسواق الخليجية، حيث أصبحت المنطقة وجهة مثالية للمغامرات الطبيعية والتاريخية، مع الحفاظ على التوازن بين الاستكشاف والحفاظ على البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، تتيح الخريطة الوصول إلى معالم طبيعية نادرة مثل الكهوف القديمة والرسومات الصخرية، وتدعو المستثمرين والسياح لاستكشاف “المهد للحضارات القديمة” في سورخانداريا، التي تحتوي على أكثر من 20 نقطة تاريخية وطبيعية ساحرة. وستستمر الجهود لدمج الخريطة في التطبيقات الرقمية، مع دعوة المسافرين للانضمام إلى هذه الرحلة المثلثية التي تحول الواحة إلى جنة سياحية حقيقية..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى