من بكين إلى الرياض… فلسطين معيار العدالة

اجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي
رئيس دائرة العلاقات العامة بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين – فرع اليمن
المدير التنفيذي لمركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام
رئيس دائرة العلاقات العامة بالتيار الوطني للتصحيح والبناء
في عالم يزداد اضطرابًا، يبرز صوتان من الشرق – من بكين إلى الرياض – ليؤكدا أن العدالة الحقيقية تبدأ من فلسطين.
في بكين، أعلن الرئيس الصيني أن العالم لن يُدار بعد اليوم بمنطق “شريعة الغاب”، رافضًا الهيمنة ومؤكدًا أن الأمن لا يتحقق بالقوة العمياء، بل عبر التعاون والتنمية المشتركة. ووضع في قلب هذه الرؤية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. لم يكن ذلك خطابًا عابرًا، بل إعلانًا عن موقف استراتيجي يجعل من فلسطين معيارًا لصدقية أي حديث عن العدالة الدولية.
وفي الرياض، أكدت المملكة العربية السعودية أن لا استقرار في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. تحركت بفاعلية دبلوماسية، حاملة لواء إحياء خيار الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لضمان سلام دائم يضع حدًا لمعاناة الشعوب ويعيد للمنطقة توازنها.
هذا التلاقي – بين موقف الصين المبدئي ورؤية السعودية العملية – يمنح العرب نافذة تاريخية قلّما تتكرر: قوة آسيوية عظمى ترفض منطق الإملاءات، وقيادة إسلامية مركزية ترفع نداء السلام من قلب الجزيرة. هنا تتشكل ملامح تحالف أخلاقي وسياسي قادر على إعادة فلسطين إلى صدارة الأولويات الدولية.
لكن يبقى التحدي الأكبر في الداخل الفلسطيني: هل تستطيع الفصائل أن تتجاوز انقسامها وتتوحد حول برنامج وطني جامع؟ إن العالم مستعد للإنصات، لكن الصوت الفلسطيني لن يكون مسموعًا إلا إذا خرج موحدًا، وقادرًا على تحويل الدعم الخارجي إلى إنجاز فعلي على الأرض.
إن العدالة بلا فلسطين تبقى ناقصة، والسلام بلا عدالة ليس إلا وهمًا عابرًا. والفرصة أمام الفلسطينيين اليوم تاريخية: فإما أن يلتقطوها، أو يتركوها تضيع في زحام الانقسام.