رسالة الصين للغرب “ردع وسلام”

أجنادين نيوز / ANN
الدكتورة كريمة الحفناوي عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين، رئيس فرع جمهورية مصر العربية وعضو الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل
وسط عالم تشتعل فيه الحروب والصراعات، وتُشعِل فيه الولايات المتحدة الأمريكية حروب اقتصادية وتجارية لتستمر فى الهيمنة ونهب ثروات دول الجنوب، وينتهج رئيسها دونالد ترامب سياسات بلطجية، لفرض شروطه على الدول لتكون خاضعة تابعة له، فى انتهاك صارخ للشرائع والمواثيق والقوانين الدولية، ومع وقوف ترامب ومساعدته ومشاركته للعدو الصهيونى فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وتجويعه وتهجيره قسريا، بل وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية وذلك لتصفية القضية الفلسطينية وإقامة “الدولة اليهودية”.
ووسط أزمات حادة تسود العالم وتؤدى لاتساع الفجوة الطبقية بين القلة الغنية التى تلك السلطة والمال والثروات، وغالبية الشعوب الى تزداد فقراً وعناءً، هذا بجانب التغيرات المناخية الحادة التى تتسبب فى كوارث الفيضانات والسيول والحرائق والزلازل والتصحر.
وسط كل هذه الاضطرابات التى تسود العالم انعقدت “قمة شنغهاى للتعاون بلس” الخامسة والعشرين، والتى انطلقت فى 31 أغسطس 2025، واستضافتها مدينة”تيانجين” الصينية بحضور أكثر من 20 زعيما وعدد من رؤساء المنظمات الدولية. ومن الحضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند”ناريندرا مودى، وبحضور رئيس وزراء مصر.
ركزت القمة هذاالعام على تعزيز التنمية المستدامة، مع التركيز على الاقتصاد الرقمى (البنية التحتية الرقمية والتحول الرقمى للصناعات التقليدية). ومشروعات الطاقة المتجددة، ووجهت رسائل هامة منها وضع بدائل اقتصادية لضبط المشهد الدولى الاقتصادى وإعادة ترتيب المشهد الدولى فى إطار التعددية القطبية، ورسالة واضحة للغرب فى ان الصين قوى كبرى تقول “القطب الواحد لم يعد مقبولا”.
وفى كلمته أمام القمة أشار الرئيس الصينى شى جين بينج إلى أن هذا العام 2025، عام الذكرى ال 80 لتأسيس الأمم المتحدة، والتى قدمت للعالم منظومة دولية تقوم على أساس القانون الدولى والمبادىء الأساسية للعلاقات الدولية، وميثاق يساهم فى صيانة السلام والتنمية فى العالم.
واستكمل الرئيس الصينى حديثه مؤكدا على أن الصين طرحت مبادرت هامة عالمية للأمم المتحدة مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمى، ومبادرة الحضارة العالمية، والتى تقوم على تعزيز التعاون والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، كما قدمت مبادرة الحوكمة العالمية.
وتهدف مبادرة الحوكمة العالمية إلى تعزيز كفاءة المنظومة الدولية والآليات القائمة، وتمكينها من التكيف مع الظروف المتغيرة بصورة أفضل وخدمة مصالح الدول وخاصة الدول النامية بشكل أفضل.
وقال الرئيس الصينى فى ختام كلمته “ستعمل الصين على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مع تعزيز التنسيق فى السياسات مع مختلف الأطرافـ، وتتخذ خطوات حثيثة للمساهمة بالحكمة والقوة، فى إصلاح واستكمال الحوكمة العالمية، فى مجالات إصلاح الهيكل المالى، والذكاء الاصطناعى، والفضاء السيبرانى، وتغير المناخ، والتجارة، من أجل عالم يسوده السلام والأمن والازدهار.
وفى الثالث من سبتمبر ووسط حضور دولى واسع، استعرض الرئيس الصينى القوات فى بكين خلال عرض عسكرى، بمناسة الذكرى ال 80 للانتصار فى حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان اليابانى، والحرب العالمية ضد الفاشية، وسط هتافات مدوية ( العدالة ستسود – السلام سيسود – الشعب سيسود)، وكشفت الصين خلال العرض العسكرى عن مجموعة الأسلحة الجديدة ومنها صواريخ مضادة للسفن وهى صواريخ باليستية فرط صوتية لمواجهة البحرية الأمريكية والعديد من الأسلحة المتقدمة والمتفوقة عسكريا، لمواجهة الضغوط الغربية.
وتصدرت وسائل الإعلام صورة ذات معنى ورسالة وهى صورة الرئيس الصينى شى جين بينج، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية كيم كونج أون، رسالة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية مفادها أن حلفا جديداً يتشكل من هؤلاء الثلاثة وآخرين معهم فى مواجهة سياسات وتحركات الولايات المتحدةالأمريكية الأخيرة، والتى تهدد السلام العالمى، وتهدد منظومة التجارة العالمية.
لقد استطاعت الصين أن ترسل رسالة ردع واسعة فى حضور حلفائها باستعراض القوة الدبلوماسية والقوة العسكرية لبكين فى مواجهة الغرب.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى