رفض الانتخابات معاقبة للدولة ام جلد للذات !؟

اجنادين نيوز / ANN
🖋️ عمر الناصر
ما يُميز انتخابات عام ٢٠٢٥ تحديدًا هو الانحسار والتقهقر الواضح لبعض قوى الاسلام السياسي السنية والشيعية ، وانسحاب قوى تقليدية لها ثقل كبير في الشارع او تراجع تأثيرها بسبب فقدان الثقة بالشركاء، في ظل استمرار صعود قوى “التيه السياسي” من المستقلين الذين لم يصلوا لرؤية واقعية مشتركة لمشروع وطني جامع سوى مهاجمة الجميع ونقد الجميع وضعف تأثيرهم داخل البرلمان ، وعلى گولة ابو المثل ” متلطخين بدم المچاتيل” او من باب الحكمة ” اذا لم تكن تعرف ماذا تريد فكل الطرق تؤدي الى هناك”، واحتياج الحالة العراقية للون مختلف متميز ومغاير غير تقليدي، مع استمرار طبقة المعارضة اخذ لون السلبية والنقد اللاذع والمقاطعة والاحباط دون تقديم حلول مناسبة وبرامج واقعية استراتيجية تحل محل الاخفاق والفشل السياسي ، لكي تكون البديل السياسي النوعي القادم الذي ينسجم ” مودول ” التعاون والتوازن والشراكة ، في حين تعيش قوى وجمهور المنطقة الرمادية المُحبَطْ والناقم حتى على نفسه والمتمترس خلف قضبان “اللامبالاة العامة” كوقاية من انعكاسات اشعة فقدان الثقة بالمنتظم السياسي.
في وقف اصبح اغلب القوى المدنية والليبرالية والعلمانية تجد موضوعة التصويت هو ليس بالضرورة ان يكون تأييد لنظام المحاصصة، بل المشاركة تأتي من باب مجبراً اخاك لا بطر او بطل وغياب البديل المناسب للواقعية السياسية الحالية كما يقول البعض، وقرار الامتناع عن التصويت سيكون تأثيره ضعيف، وغير قادر على تعديل المسار الا بارادة سياسية فعلية وحركة تصحيحية شاملة من خلال اعادة التقييم والقويم والمراجعة ،لكي تُحدث نقلة نوعية في “توازن القوى” التي هي احدى مرتكزات واركان تثبيت الديموقراطية التوافقية في النظام السياسي الحالي ، لذلك فإن أخطر ما يمكن أن يحدث مستقبلاً هو أن نمرّ بهذه الانتخابات على انها لا تعنينا وكأنها انتخابات تخص دول الجوار ، بسبب انخفاض التفاؤل وضعف التثقيف وعدم شعور الكثيرين باهميتها وبالمسؤولية الوطنية والاخلاقية، في وقت اصبح البعض يتساءل هل هنالك جدوى حقيقية من المشاركة الانتخابية ؟ او بالأمكان اعادة صياغة السؤال هل الامتناع او المقاطعة يعد موقف سياسي واضح وترجمة للسخط الشعبي على الطبقة السياسية القابضة على السلطة!؟ ام انها رسالة ساخنة وبليغة لجلد الذات ومعاقبة الدولة ؟
انتهى //
خارج النص // مازالت القوى التقليدية تعاني من تحالفات فوقية هشة وانقسامات قاعدية مستمرة !