المندلاوي.. صوت السيادة العراقية في معركة خور عبدالله”

اجنادين نيوز / ANN
محمد الزبيدي
في لحظة وطنية فارقة، وفي ظرف سياسي حساس، يظهر معدن الرجال وتُعرف المواقف، لا سيما حين يتعلق الأمر بالسيادة العراقية والمصالح العليا للدولة. النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، أثبت أن القيادة ليست فقط منصبًا، بل مسؤولية وطنية تتطلب شجاعة في القول ووضوحًا في الفعل، وتجردًا من المصالح الضيقة أمام المصلحة الكبرى ، العراق.
في قضية خور عبدالله، حيث الصمت الرسمي كان سيد الموقف، انبرى المندلاوي ليتصدر المشهد ويدعو بشكل صريح للدفاع عن حق العراق التاريخي في هذا الممر البحري الاستراتيجي. لم يتذرع بوجود ضغوط دولية، ولم يختبئ خلف مواقف مبهمة، بل تعامل مع الملف بحس وطني عالٍ ، مؤكدا أن حماية الأرض والمياه والسيادة لا تحتمل التأجيل أو المجاملة.
ما يلفت الانتباه أن الحكومة العراقية لم تبادر بإصدار موقف واضح تجاه ملف خور عبدالله، واختارت – كما جرت العادة – أن تُلقي بكرة المسؤولية في ملعب البرلمان. لكن المندلاوي لم يتردد، بل تلقف هذا التحدي، لا بوصفه عبئا سياسيا ، بل باعتباره ميدانا لإثبات الولاء الحقيقي للعراق. لقد حرّك المندلاوي مياهاً راكدة، وسعى إلى خلق توافق وطني وإعلامي وشعبي يتجاوز الخلافات السياسية ويدافع عن السيادة كمبدأ لا مساومة عليه.
دعوة المندلاوي لم تكن موجهة للأحزاب فحسب، بل كانت صريحة للمستقلين ولأبناء الشعب العراقي كافة، لكي يكونوا جزءا من هذا الموقف التاريخي. فهو لا يريد تحركا نخبويا محدودا ، بل حركة شعبية شاملة تُساند البرلمان في اتخاذ قرارات سيادية، بعيدا عن الضغوط والمساومات.
إن محسن المندلاوي، في هذا الملف وغيره من القضايا الإقليمية والدولية، أثبت أنه ليس سياسيا عابرا ، بل رجل موقف يدرك أن الكرامة الوطنية تبدأ من الدفاع عن الحقوق، مهما كانت التحديات. لقد تعامل مع ملف خور عبدالله على أنه اختبار وطني، وكانت إجابته بحجم العراق.
هكذا تكون القيادة، وهكذا تكون الوطنية في أسمى صورها ، المواقف لا تُقاس بالكلمات، بل بالفعل والجرأة والمسؤولية. في وقت اختار فيه البعض الصمت، تكلم المندلاوي، وفي وقت تردد فيه الكثيرون، تحرك هو. إنها رسالة لكل من يريد أن يرى نموذجا للرجولة السياسية والقيادة الواعية في زمن التحديات… إنها دعوة صادقة للدفاع عن السيادة، من رجل وضع العراق أولا وآخرا