قرأت لكم.. فنون التصوير الصيني.. إبداعي وعالمي النزعة وإنساني الهدف

اجنادين نيوز / ANN

– بقلم: فيصل ناصيف صالح: عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وخبير في فنون التصوير – الأردن.
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح رئيس “الاتحاد الدولي” – الأردن.
ـ الناشر: “وكالة أجنادين الإخبارية العراقية”، إحدى وسائل الإعلام العربية المتحالفة مع الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.

بداية، لا بد من التنويه إلى أن صفحات الإنترنت العربية لا تشتمل سوى على أقل القليل من الأخبار، والمعلومات، عن فنون التصوير الصيني، برغم شهرته الطاغية “منذ الأزل”.
قرأت لكم، أنه في 27 من سبتمبر 2022، احتضنت العاصمة الصينية بكين حفلاً دولياً لإعلان جوائز مسابقة التصوير الفوتوغرافي الدولية للشباب، الذي اشتهر بعنوان: “مهرجان السلام – حديقة السلام” في نسخته التاسعة، وحفل إعلان جوائز مسابقة التصوير الفوتوغرافي الدولية للشباب، برعاية منظمة اليونسكو، ومؤسسة الصين الدولية للسلام، ومؤسسة بكين الدولية لثقافة السلام، وجمعية بكين الشعبية للصداقة مع الدول الأجنبية، واتحاد بكين للصينيين العائدين من الخارج، تحت شعار “مشاركة التراث، مشاركة القيمة، مشاركة المستقبل”.
وخلال الحدث، قرأ لي رو هونغ، رئيس مؤسسة الصين الدولية للسلام ورئيس مؤسسة بكين الدولية لثقافة السلام، رسالة التهنئة المقدمة من أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، نيابة عن اللجنة المنظمة. وجاء في رسالة التهنئة أن “اليونسكو تدعو جميع أفراد المجتمع إلى اتخاذ إجراءات فعالة للحفاظ على السلام وتعزيزه، وبأنه ويجب أن نتخذ السلام دائماً باعتباره اتجاه جهودنا المشتركة”.
بدورها، قالت غابرييلا راموس، مساعدة المديرة العامة لليونسكو، في خطابها بواسطة التقنية المرئية، إنه يجب تذكر التراث والقيم التي تشاركها البشرية. ويجب أن تسعى إلى تشجيع الحوار لخلق المعرفة وبناء مجتمعات أكثر شمولية وسلمية. معتبرة أن تأسيس مختبر للعدالة الاجتماعية، وهو تحالف “جسر” مستدام للعلم، هو حوار وتبادل سلمي بين الثقافات المختلفة.
واستخدم رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف، مفهوم أرسطو “الفلسفي” للتعبير عن حصاد الأفكار والفعل والأشياء في خطابه بالفيديو. حيث تحدث عن الاستفادة الجيدة من شراكة التنمية المستدامة للأمم المتحدة لدعم منصة التعاون “الحزام والطريق” ومبادرة “السلام والأمن”، وقال “لا يمكن أن تكون هناك تنمية بدون سلام”.
ومن جانبه أوضح مشاهد حسين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الباكستاني، عبر تقنية الفيديو، أن مستقبل آسيا لا يمكن أن يكون رهينة لعبة محصلتها صفر. وتمنى للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني انعقادًا ناجحًا، وعيشا طويلًا لقضية السلام والوئام والتعاون.
وقالت أنيت نيسيان، الوزيرة الهولندية السابقة للتعليم والعلوم والثقافة، عبر الفيديو إن كونفوشيوس قال “العالم عائلة واحدة” ويجب على القادة العظماء خلق منافع للمجتمع والعالم بأسره، فالجميع يعيش في عالم توفر فيه الأيديولوجيات الغربية والشرقية وغيرها مجالا واسعا لاحترام تنوع الدول.
وتناولت عائشة عظمة، سفيرة جزر المالديف لدى الصين، في خطابها إن التراث الثقافي هو مورد مستدام لم يتم الاعتراف به بشكل كامل، ويجب استخدام التراث الثقافي بالكامل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. مضيفة أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جزر المالديف والصين. وتبنى العلاقات بين البلدين على أساس متين من العلاقات التاريخية المشتركة والمساواة في السيادة والاحترام المتبادل، وستستمر العلاقات بين البلدين في الازدهار. (1)
وأعلن مهرجان هذا العام عن الفائزين في مسابقة التصوير الدولية الرابعة بعنوان “تراث طريق الحرير في عيون الشباب”. من بين ما يقرب من 10,000 عمل فوتوغرافي مشارك، حيث اختارت لجنة تحكيم دولية مؤلفة من 6 مصورين محترفين معروفين 3 فائزين وجائزتين شريفتين للفئات العمرية 14/17 سنة و18/25 سنة على التوالي.
وتم عرض 60 عملاً اختارتها لجنة التحكيم على مستوى العالم، ويَعرض المعرض في الصين في متحف خيوان (أي “حديقة السلام” في اللغة الصينية) بالعاصمة بكين اعتباراً من 21 سبتمبر الجاري.

كذلك، في مكان آخر، قرأت فكرة مهمة تناولها عدد كبير من المؤرخين الصينيين، يَعدّوُن فن الرسم هو الفن الحقيقي الوحيد من فنون تصوير الواقع بالمفهوم الواسع لهذا المصطلح، وبوصفه من أرفع تمظهرات عبقرية الإنسان المبدِعة، وما فن الرسم لديهم إلا محصلة لمفهومهم عن الحياة. كذلك، يعده المؤلف فرانسوا شينغ (موضوعاً صوفياً حقيقياً، والإنسان الصيني مؤمن تماماً بأن فن التصوير هو الذي يظِهر سر الكون بامتياز)، ويبدو هذا الفن بالإضافة إلى الشعر، تلك القمة الأخرى من قمم الثقافة الصينية من خلال الفضاء الأصلي الذي يجسده، ومن خلال النفحات الحيوية التي يثيرها يبدو أنه لا يزال الأجدر ليس على وصف مشاهد الخلق بل على المشاركة في (أفعال) الخلق نفسها.
وفي العمق، لاحظت أن فن الرسم نفسه يُعد ممارسة مقدسة خارج التيار الديني ذي التراث البوذي قبل كل شيء، إذ ثمة فلسفة أساسية هي أساس فن التصوير تطرح مفاهيم دقيقة لعِلم الكون وللمصير البشري وللعلاقة بين الإنسان والكون، ويمثل الرسم طريقة خاصة للحياة بوصفه تطبيقا لهذه الفلسفة، فليس هذا الفن مجرد اطار للتمثيل، بل هو يهدف إلى خلق مكان وسط تكون الحياة فيه ممكنة. ففي الصين الفن وفن الحياة يشكلان كلاً واحداً، وهو بلا شك أمر لافت جداً للانتباه والدراسة والتوظيف.‏
عَرَفَ الفن الصيني تطوراَ مستمراَ على مدى التاريخ وجذباً دولياً نحوه من زوايا العَالم الأربع، وعلى الرغم من ارتهان هذا الفن بالأحداث، فقد تبع قوانين تغيره الخاصة، إذ لم تكن هذه الفترات من التفتت والفوضى، وعلى الرغم من التساؤلات التي نجمت عنها أقل ملاءمة للإبداع الفني، إلا أن ثمة تياران نهضا بفن الرسم الصيني، وقد تغذى احدهما من الآخر، وجذبا الأنظار من كل البلدان إليه، وهما:
1- التيار الديني الذي وسمه فن التصوير المتأثرة بالتأوية ثم البوذية.
2- التيار الدنيوي الذي لم يكن أقل روحية من التيار الأول على الرغم من كونه ( دنيويا) وهذا التيار الأخير هو موضوع دراسة فرانسوا شينغ لكونه ممارسة عملية للفكر الجمالي الصيني.‏ (1).
……..
مراجع:
1/شبكة الصين. http://arabic.china.org.cn/txt/2022-09/27/content_78440520.htm
2/فنون بصرية. نوفمبر 28، 2013: https://selkattan.blogspot.com/2013/11/blog-post_28.html

زر الذهاب إلى الأعلى