مزيداً من النجاحات للحزب الشيوعي الصيني

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: باسم محمد حسين

لم يسجّل للذين حكموا الصين من الأباطرة والمحتلين وغيرهم قبل عام 1949م أي منجز واضح وجلي في سبيل تقدم شعب الصين المتعدد القوميات بخطوات سريعة النمو. بل كان مجتمعاً شبه اقطاعي، و المثال الأبسط على ذلك كان الصينيون يستخدمون الثيران في حراثة الأراضي الزراعية في الوقت الذي دخلت المكننة الزراعية لقارتي أوروبا وأمريكا قبل ذلك الوقت مع العِلم أن الصين كانت تعتمد على الزراعة أساساً في حياتها.
الصين هذا البلد العملاق بمساحة قدرها 9.597 مليون كم مربع، وعدد نفوس نما إلى 1.4126 مليار نسمة حتى نهاية العام المنصرف 2021 – (المرجع-1)، ينتمون إلى قوميات متعددة متحابة تتشارك العيش في الشرق والغرب الصيني. وتتمتع الصين بتضاريس عديدة، ففيها الجبال والهضاب والسهول والصحاري، وهي تتقاسم مع الهند في أعلى سلسلة جبال في العالم وهي جبال الهملايا. وفي الصين أيضاً نهر اليانغ تسي ثالث أكبر نهر في العالم من حيث الطول حيث يقطع الهضبة الغربية بالإضافة الى نهري هيلونغ وميكونغ وأنهار عديدة أخرى.
تشرفت بزيارة الصين مرتين؛ ضمن وفد (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين)؛ الذي يتلقى رسمياً الدعوات لأعضائه من القيادة الصينية لينظِّم لهم زيارات إلى الصين ضمن شروط محددة. كان الزيارة الأولى في آذار 2018، والثانية في تشرين الأول من ذات العام، والثانية رعتها جريدة الشعب الصينية اليومية لحضور منتدى التعاون الاعلامي الخامس لمبادرة الحزام والطريق. هنالك في الصين، رأيت في الصين ما لم أره في أغلب دول أوروبا المتقدمة من تطور هائل في جميع المجالات، منها الطرق والجسور والمطارات ووسائل النقل والبناء العمودي الذي وفر السكن اللائق لعشرات الملايين من الشعب الصيني. وكمثال، ففي شنغهاي وحدها هناك أكثر من 4000 مبنى يرتفع لأكثر من 30 طابقاً، ناهيك عن التقدم المضطرد في مجال الزراعة والبحوث والتجارب الزراعية. أما القطاع الصناعي فلا داعي للحديث عنه لأن العالم بأجمعه تقريباً يستورد المنتجات الصناعية الصينية المختلفة.
لم يكن لهذه الانجازات أن تتم وتتطور بدون جهود قيادات وأعضاء الحزب الشيوعي الصيني. فكانت المهمة الأولى للحزب بعد نجاح الثورة عام 1949م هي تحقيق النهضة العظيمة والكبيرة للشعب الصيني في بناء الانسان الصيني، إذ لا يمكن الوصول الى هذا الحد من التقدم والرقي والعيش الرغيد قبل بناء الانسان، فأصبح الشعب الصيني مثابراً في عمله مستثمراً الجهد والوقت وكل المعطيات الاخرى بشكل دقيق. وهنا نستطيع القول بأن الحزب الشيوعي الصيني قاد شعبه المثابر لخلق المعجزات وبأوقات قياسية جداً. إن مرحلة البناء الحقيقي بدأت عند قيام الثورة الشعبية عام 1949 وتسلم الحزب الشيوعي الصيني ادارة الدولة الكبيرة، وتأسيس الرفيق ماو سي تونغ لحركة نهضة وبناء كبيرة، فأبتدأت الصناعة بالتطور ودخلت مجالات عدة حيث كانت القاعدة الصلدة لنهوض الصين ومنها انطلق قطار التقدم في كافة المجالات.
إن الحزب الشيوعي الصيني قد خلق شعباً فعالاً لا يعرف الهوادة في اداء الواجب ويحترم الزمن، وهو مؤمن بالماركسية واستطاع تكييف مبادئها الأساسية لتتناسب مع الوقائع والحقائق والثقافات في الصين، وصولاً الى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية المعتمدة حالياً في ادارة الدولة والتي غيرت الواقع الصيني ودفعته الى الأمام في جميع مجالات الحياة حيث انتقلت الصين الى واقع جديد قلَّ نظيره في العالم، واقع زاهر بكل ما هو إيجابي ويصب في خير الوطن والناس، ناهيك عن مساعدة دول العالم وخصوصاً الفقيرة منها على النهوض بشعوبها وتغيير ظروفها للأفضل، وأفكار الرفيق القائد شي جين بينغ في مبادرة الحزام والطريق هي المثال الحي على ذلك فالصين تساعد الدول المرتبطة معها في بناء الطرق والجسور والسكك الحديد ومحطات توليد الكهرباء والموانئ وغيرها بطرائق واساليب لا تثقل كواهلها المتعبة أساساً.
لا يمكننا تناسي تضحيات الشيوعيون في الصين منذ تأسيس الحزب عام 1921 ولغاية الاستقلال عام 1949 حيث ضحى العديد من الشيوعيين بحيواتهم في سبيل تحرير الوطن وبناءه من جديد لصناعة الحياة الكريمة والرفاه للشعب الصيني العظيم، كما لا يمكننا تناسي تضحيات الشيوعيين الصينيين أيام جائحة كورونا اللعينة منذ أواخر عام 2019 ولغاية اليوم ، وما يزالون في نضالهم للقضاء عليه بشكل نهائي حيث العمل بإخلاص كبير من اجل صحة وسلامة الشعب الصيني ومساعدة شعوب العالم.
آخر مساهمات الرفيق الرئيس شي جين بينغ الدولية الكثيرة والمتنوعة هو خطابه في قمة مجموعة البريكس الرابعة عشرة المنعقد في 22/6/2022 عبر تقنية الفيديو حيث قال في اقتراحاته لمواجهة المشاكل العالمية الكبيرة “1- إن التاريخ المؤلم قد أثبت أن الهيمنة وسياسة التكتلات والمواجهة بين المعسكرات لن تأتي بالسلام والأمن، بل ستؤدي إلى حروب وصراعات.2- يتعين على مختلف الدول بذل جهود مشتركة لتعزيز التنمية المستدامة في العالم عبر التآزر والتساند . 3- بذل جهود مشتركة لتحقيق التعاون والكسب المشترك بروح الفريق الواحد. وأكد الرئيس شي أن الحقائق أثبتت مراراً وتكراراً أن العقوبات تعتبر السيف ذا الحدين. 4- دعا الرفيق الرئيس شي دول العالم إلى بذل جهود مشتركة لتوسيع الانفتاح والاندماج عبر التسامح والشمول، مؤكدا ضرورة الحفاظ على نظام التجارة المتعددة الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا له، وإزالة الحواجز التجارية والاستثمارية والتقنية، والدفع ببناء اقتصاد عالمي منفتح”. كما جدد القائد شي عزم الصين على مواصلة تعزيز الانفتاح أمام العالم، وأعرب عن ترحيبه للاستثمارات الأجنبية في أرجاء الصين.
في الكلمات السابقة يتضح للمتابع دقة الحديث الناضج واصرار القائد الثائر المحب لوطنه وللعالم في محاولة تخطي العقبات وحل المشاكل.
وأخيراً، فإن الحزب الشيوعي الصيني حقق منجزاً عظيماً جداً حيث استطاع أن ينجح في تحقيق أكبر قرار يخدم الشعب الصيني وهو القضاء على الفقر المدقع.
ومن المعروف للعالم أن نسبة الفقر في الريف الصيني كانت 97.5% عام 1978 – (المرجع-2)، وبجهود الحزب الشيوعي وقياداته الحكيمة وقراراته السليمة، فقد وصل عدد الأشخاص الذين تم انتشالهم من الفقر في عام 2018 إلى 13.85 مليون فقير، وانخفض معدل الفقر بنسبة 1.4% عن العام السابق. كما انخفض عدد الفقراء ب82.39 مليون فقير خلال ست سنوات من عام 2013 إلى عام 2018، وتراجع معدل الفقر من 10.2% إلى 1.7%. (المرجع-3)، وفي العام الماضي 2021 أعلن الرئيس شي جين بينغ انتهاء الفقر في الصين بكل أشكاله بالرغم من الجائحة العالمية كوفيد-19 – (المرجع – 4)؛ وقد اختصرت الصين عشر سنوات من الموعد الذي حددته خطة التنمية المستدامة عام 2030 للأمم المتحدة – (المرجع-5). وهذا انجاز لم يتحقق في دول العالم الاخرى.
أمنياتي الصادقة للحزب الشيوعي الصيني في نجاح مؤتمره العشرين الذي سيعقد هذا العام في الاستمرار برسم السياسات الناجحة للمزيد من التقدم والتطور، وللشعب الصيني الحليف العيش الرغيد والبناء والرقي.
آخراً، أتمنى لبلدي العراق أن يحذو حذو الصين في بناء الانسان الذي يمثل الغاية والوسيلة في بناء الوطن.

ـ المراجع:
1: http://arabic.people.com.cn/n3/2022/0117/c31664-9945857.html
2:- http://www.chinatoday.com.cn/ctarabic/2018/sh/201902/t20190227_800157915.html
3- http://arabic.people.com.cn/n3/2019/0319/c31659-9557760.html
4- https://arabic.cgtn.com/n/BfJEA-IA-GEA/FFecIA/index.html
5- http://arabic.news.cn/2021-03/04/c_139782846.htm

مراجعة ” رئيس الإتحاد الدولي” الأكاديمي مروان سوداح

زر الذهاب إلى الأعلى