روسيا بوتين سلام وأمان

اجنادين نيوز / ANN

غسان أبو هلال

ـ عضو في رابطة القلميين العرب أصدقاء وحُلفاء روسيا بوتين؛ والاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

أيَا حمامة السكينة روسيا طيري وافرشي حبك وسلامك على العالمين، وانشري الأمان وانثري الزهور والورد والرياحين أينما تواجد الإنسان.. كل إنسان.. وفي كل حين.
أنتجت روسيا العلوم وأبدعتها، وفَعَّلت دواليب التقدم والازدهار في أرجائها، وأمدت العالم بها، ورحّبت الدنيا وما تزال تُرحب بهذه الروحية الروسية الشرقية بروحها الكيانية المسيحية – المسلمة، القريبة من عالمنا العربي “برمية حَجر” كما يُقال.. بخط طيران مستقيم ومباشر مدته فقط ثلاث ساعات طيران في أجواء بلدين هما سورية وتركيا، لنصل إلى جنوب روسيا، بعد اجتيازنا شريط القفقاس الجنوبي بسرعة مذهلة كسرعة البرق.
من روسيا كان وما زال زادنا وزوادتنا، المبادئ والعقائد، كونها صاحبتها ورفيقتها على مر العصور، وخلال كل مطويات القرون، وتقلبات السياسات ومشهدية العقائد البشرية. فروسيا صاحبة المواقف، وهي مُلبية نداء الحاجة والواجب في كل المُلمات والتحديات التي تذللها من أمامنا، وخير دليل على ذلك أن الحكومات السوفييتية ومن بعدها الروسية المتعاقبة، الأقدم والقديمة منها والحالية والراهنة، ما تزال وستبقى تزوّدنا بالمنح الدراسية المجانية كاملة، ليدرس أولادنا وبناتنا في أفضل وأشهر الجامعات الروسية العالمية، وأعرقها في بطن الحضارة.
علاوة على ذلك، تمد الحكومة الروسية يد المساعدات الفورية دائماً بكل أشكالها وطبائعها المختلفة في أي وقت تحتاج إليها أي دولة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تلكم اللقاح الروسي الذي قدمته موسكو لعددٍ من الدول بالمجان، وكمثال، تشتهر الوقفة الروسية إلى جانب إيطاليا التي تخلى الناتو عنها ومع هذا الحلف دول الجوار الإيطالية! تعود هذه القصة المؤثرة جداً إلى إرسال روسيا 9 طائرات محملة بالمساعدات، و100 أخصائي في علم الأوبئة لمكافحة كورونا في إيطاليا، التي كانت سجلت ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
آنذاك، جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية التالي: “وفقاً لأوامر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو اكتملت أعمال تجهيز المجموعة الجوية اللازمة لإيصال الوسائل المخصصة لتقديم المساعدات لجمهورية إيطاليا في مواجهة فيروس كورونا”. وأضافت الوزارة: أن 9 طائرات شحن من طراز ايليوشن 76 جاهزة للإقلاع إلى إيطاليا من مطار تشكالوفسكي بضواحي العاصمة موسكو، وأكدت الوزارة أن مجموعة مكونة من الإخصائيين في مجال علم الفيروسات لديهم خبرة بالتعامل مع الطاعون الإفريقي، والجمرة الخبيثة، مستعدة للتوجه إلى إيطاليا، و “تم تجهيز مجموعة تضم خبراء وزارة الدفاع الروسية في مجال علم الفيروسات والأوبئة، لديهم خبرة كبيرة ومعدات متقدمة لتنفيذ أعمال الفحص والتعقيم”. والأهم هو، “أن أغلب الإحصائيين هم من الخبراء الرائدين مِن الذين يتمتعون بخبرة المشاركة في مواجهة تفشي الطاعون الأفريقي، والجمرة الخبيثة، وطوروا لقاحا ضد الإيبولا”.
هذه هي روسيا.. روسيا الاتحادية.. مَن يصدق الأكاذيب والترهات التي يُطلقها الغرب هذه الأيام ضد موسكو، إنَّما هي تتبع وتنفِّذ سياسات ومناهج تهدف للقضاء على روسيا ومساهماتها الإنسانية المجانية للبشر، والدول، والانظمة حتى تلك غير الصديقة لها.
يقولون في وسائل الإعلام الغربية ويدَّعون، أن روسيا “احتلت اوكرانيا!”، وهذا تجني، وغير صحيح، والصواب هو، أن روسيا تريد رد العدوان الغربي الذي يتربص بها من أراضي اوكرانيا ضمنه النووي والفيروسي، لا أكثر، ويجب على زعامات كييف أن تدرك أن مساحات ضخمة من أراضيهم إنما هي جزء تاريخي من روسيا نفسها، تم اقتطاعها منها ومنحها لأوكرانيا دون أي سند قانوني محلي أو دولي.
روسيا بوتين تستعيد هذه الأيام أراضيها التاريخية عوضاً عن منحها أوكرانياً للغرب ليضمها إليه سياسياً وعملياً، والمخطط المعمول بها غربياً هو تحويل الشعب الأوكراني إلى مجرد خادم “لأسياده” الأجانب، ومهمته تكون تقبيل أياديهم الشقراء مقابل الإبقاء على جزء من الأوكرانيين على قيد حياة تعسة ومجردة من كل القوانين.
الشعب الأوكراني يدفع الثمن الباهض مقابل لا خطيئة ارتكبها، فبدل أن ينعم بثروته وبأرضه، كان ومازال هذا الجزء من هذا الشعب يعتاش على أعمال وضيعة في الدول المجاورة والبعيدة عنه أيضاً، وهذه الأعمال تتواصل منذ مطالع الفجر وإلى منتصف الليالي، وهكذا يصبح الأوكراني منهك القوى ومتعب ومتهالك، سواء رجاله أو جزئه النسائي، فبدل أن يتمتع الأُوكران ببيوت للمسنين يمضون فيها بقية حياتهم مكرمين ومعززين، ويفاخرون بقيمتهم الإنسانية في وطنهم، ها هم يبيعون كل شي يمكن بيعه للسيد الأجنبي، وإن كان زجاجات الخمور على قارعة الطريق!
المطلوب أمريكياً وأوروبياً غربياً اليوم، هو إهداء كييف سماء وأرض أوكرانيا لواشنطن، وإلغاء كلمة أوكرانيا وأوكراني مدى الدهر، فهذا البلد إستراتيجي الموقع، ومطلب الأجنبي القادم من بعيد هو، أن تكون “كييف” مركزاً لهجماته على روسيا لاستنزافها المتواصل اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً، وبالتالي تحويل أوكرانيا إلى ساحة معارك كبيرة لا نهاية لها، ما يؤدي إلى تهجير الشعب الأوكراني برمته من وطنه إلى المحيطات، ليأكله السمك الجائع.. تماماً كما كانت الصهيونية تهدف إلى إرسال العرب، كل العرب والفلسطينيين، إلى قيعان المحيطات والبحر الأبيض المتوسط، ليكونوا طعاماً للأسماك وحيتان الماء.
أحداث اليوم في أوكرانيا، تفضح الغربي الذي يريد علناً سلخها عن حضن الأم السلافية الروسية، بعد أن عاشت البلاد حقبة طويلة ضمن الازدهار السوفييتي الطويل، وها هي الأن وقد أضحت صديقة للغرب لم تنعم إطلاقاً بأي ازدهار وعيش كريم، فكان عكس ما توقعه شعبها، الذي يرنو إلى الوَحدة مع الأُم السلافية الروسية التي ترعاهم وتحميهم من كل عدو غاشم.
وليس ختاماً، ما يجري في أوكرانيا غربياً هو ذاته ذاته لصوصية قُطَّاع الطُرق وصعاليك الشوارع، الذين يتم استئجارهم لارتكاب الجرائم والموبقات، لكن الجيش الروسي – صاحب المبادئ والأخلاق الرفيعة – يقف صفاً واحداً وراء الرئيس بوتين لانقاذ أوكرانيا وشعبها، ويؤكد حمايته لكل طفل وامرأة وشابة وكهل، فهو ابن الأرض وابن الأمة السلافية ومنقذها من مهاوي العدو الغاشم، المتجرد من كل الأخلاق والمبادئ والقيم.. وسنشهد قريباً كيف سيُدشن جيش بوتين عصراً جديداً غير مسبوق في شرق أوروبا الذي تتغير قسماته تدريجياً، وإن ببطء، لكن بصورة مؤكدة وصوب الهدف المُصَوَّب عَلَيهِ.

زر الذهاب إلى الأعلى