شعب الكلاوات ..!!

اجنادين نيوز / ANN

بقلم : محمد جواد الدخيلي

لقد توارثنا من أسلافنا ظاهرة لا يمكن التخلص منها ونسير في جادة الصواب ، الجميع يعلن بظالته ولكن يسير في طريق الغلط .. كما نعلم أن كل عمالنا هي ظلالة ونسعى وراء الاخطاء ونبتعد عن الله وقدرته ، وعندما تأتي إلينا مصيبة يبدوا علينا التخضع والخشوع ونطلب رضى الله علينا ولكن الامر اصبح لا يطاق ونحن نسعى وراء ظالتنا .. لذلك ومن الاجدر أن نرى الله في قلوبنا وضميرنا ونتعامل بأنسانينا وليس بالحيوانية لكي نجد الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى الله جل جلالة ، ونبتعد عن احزاننا لابد أن الحزن هاجس مصاحب للعراقيين،بسبب الظروف العصيبة التي مروا بها، خاصة في العصر الحديث حيث عانوا من ويلات الحروب وتبعاتها، وغياب العدالة الاجتماعية والسياسة التنموية الصحيحة التي تلبي حاجات المجتمع للنهوض بالواقع وتحسين جودة الحياة.
و إن العراقيين مهوسون بالتباهي بالهموم والأحزان، فما أن يبدأ أحدهم بالشكوى من هَم أو ضيق حتى يبادره الآخر، بل يقاطعه بالتأكيد على أنه أكثر حزنا منه، ونروي بألم أكثر ما حل به، وبدراما تصور للمقابل وكأن مصائب الدنيا وقعت كلها فوق رأسه. وهكذا هم العراقيين يعانون منو ذلك الزمن اللعين من هم وغم ومشاكل تزاد يوماً بعد يوم دون جدوى ، والحزن أسبابا نفسية، ولعل العراق البلد الأكثر تعرضا للكوارث والحروب والفواجع والمحن، بدءا من الطوفان وصولا إلى ما هو عليه الآن، وأظن أن أول تراجيديا في العالم كانت في العراق، وهي تراجيديا جلجامش وصديقه أنكيدو، حيث دب الحزن في قلب جلجامش بسبب فقده لأنكيدو”. تلك الحكاية لاتنسى في أذهان المثقفين والمتابعين لتأريخ العراق . لماذا يدمر العراق من دون بلدان المنطقة ويصبح أهله بين قتيل ومهاجر ومهجر ويعيش في حياة بائسة وعمر متعوس، والجواب هو لأن الحزن فيه تحول نفسيا إلى عادة عبر أكثر من ألف سنة، وفي العصر الحديث فإن المسؤول الأول عن حزن العراقيين هو السلطة، والدليل أن الحزن لم يكن شائعا بعد إقامة النظام الجمهوري عام 1958، وكذا في عقد السبعينيات، بعدها عاد الحزن مع الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، ثم غزو الكويت عام 1990 ثم حرب الخليج مطلع عام 1991، والحصار الذي فرض على البلد ( 1990-2003)، ثم الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 وما تلا ذلك من أحداث”. كل هذه المحن جاءت بسبب سوء التصرف من قبل حكام العراق ، وليس غريباً بالامر جاء داعش وحرب الاهلية والتظاهرات من اجل العيش بكرامة لذلك علنا أن نبتعد عن ( الكلاوات ) وتجه إلى بناء دولة كريمة عزيزة نعيش فيها بكرامة واحترام ويعزز الانسان الذي يعيش في ارض العراق .

زر الذهاب إلى الأعلى