كوردستان بين مطرقة التحديات وسندان الفرص !؟

اجنادين نيوز / ANN
🖊️ عمر الناصر
الحكمة تقول ” الانصاف يكون حتى في الاختلاف “.
اهم واكثر التحديات التي تواجه الحكومات هي المشاكل الاقتصادية وخصوصاً موضوعة ايجاد حلول استراتيجية ناجعة تخلق تنمية مستدامة وتعدد مصادر الدخل وايجاد خطط نوعية للتوازن بين نسب الانفاق والايرادات ، وهذا يعد مهمة صعبة تعاني منها اغلب حكومات العالم ، وخصوصا اذا ما استعرضنا اقرب مثال ماتحقق لدى حكومة كوردستان التي استطاعت دمج الفكر المركزي داخل السياسة اللامركزية ، والذي يقطع الطريق امام تعدد مصادر القرار ويقلل الانقسامات في القرارات الحساسة والمفصلية، لكن عندما تكون تحديات مركبة داخلية وخارجية كما حصل معها ابتداءاً من التجاذبات السياسية المتجذرة مع بغداد وانتهاءاً بازمة كورونا وتهاوي اسعار النفط، وازمة الرواتب وخرق السيادة العراقية وعدم تطبيق بنود الدستور وغيرها جعلت من مهمة حكومة الاقليم صعبة ، ورغم هذه الظروف فأن انجازات الاخيرة تختلف من فترة لأخرى وفقاً لطبيعة الدورة الحكومية والظروف السياسية والاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة خصوصاً اذا استعرضنا ماتحقق في بعض الملفات خلال هذه الفترة :
اولاً: الملف الاقتصادي والتنمية :
– انخفاض معدل التضخم في إقليم كوردستان بنسبة ٣.٤ % مقارنة بالعام الماضي.
– تحقيق نسب جيدة من النمو الاقتصادي مقارنة ببقية مناطق العراق رغم التحديات والخلافات مع الحكومة الفيدرالية ، اذ ان عام ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥ سجل النمو ارتفاعًا معتدلاً (١.٣ %)، مع تموضع اقتصادي أكثر استقرارًا.
– تجاوز ايرادات السياحة في عام ٢٠٢٤ الى اكثر من ٧ مليون و ٢٠٠ الف سائح مما يحسن من إيرادات الإقليم عم طريق تنويع مصادر الدخل .
– البدء بتطوير قطاع النفط والغاز وتوقيع عقدين مع شركات دولية لاستكشاف وإنتاج الطاقة من خلال عقدين، الأول سيتم توقيعه مع شركة “ميران إنيرجي” التي تتكون من شركتي “HKN” الأمريكية و “أونيكس” المتخصصة في قطاع النفط. وتطوير وتشغيل حقل ميران الغازي الذي يقدر بأكثر من ٨ تريليونات قدم مكعب من الغاز لغرض دمجه في شبكة الغاز بالاقليم لاجل تعزيز إنتاج الكهرباء محلياً. والعقد الثاني سيتم توقيعه مع شركة “ويسترنغ زاغروس” western Zagros الأمريكية، التي ستعمل على تطوير حقلي “كوردمير” و”توبخانة”، بكمية تبلغ نحو ٥ تريليونات قدم مكعب من الغاز، إلى جانب ٩ ملايين برميل من النفط، ناهيك عن بناء مناطق صناعية وتجارية حديثة .
–
ثانياً : الإصلاحات الإدارية والمالية:
التحوّل الى المجال الرقمي من خلال إطلاق برامج الإصلاح المالي والإداري للحد من الفساد وتحسين بيئة وكفاءة العمل الحكومي بتحويل الية العمل في المؤسسات الحكومية الى الحوكمة والرقمنة ، وتحديث نظام الرواتب وإطلاق أنظمة متطورة لتقليل الهدر في المال العام وخصوصاً احراز تقدم ملموس في مشروع “حسابي ” وتسجيل أكثر من ٩٠٠ ألف مواطن في النظام المالي الرقمي، وتحويل رواتب أكثر من ٤٠٠ ألف موظف إلى حسابات بنكية في خطوة نوعية للشمول المالي.
ثالثاً : الاستقرار الأمني :
على الرغم من الظروف الحالية الصعبة المحيطة بالعراق ومنذ عام ٢٠٠٣ وحتى الان، الا ان اقليم كوردستان بقي محافظاً على الأمن والاستقرار الداخلي بدرجة عالية مقارنة مع بقية المناطق الاخرى من العراق ، وحتى في اكثر الاوقات معاناة بسبب تواجد الارهاب مما عزز من ان يكون الاقليم بيئة جاذبة وامنة للاستثمارات والسكان، وتعزيز قدرات قوات البيشمركة في مكافحة الإرها بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.
انتهى …
خارج النص // ما تحقق خلال هذه السنوات ليس مجرد تنفيذ مشاريع، بل هو رسمٌ لخارطة جديدة لإقليم كردستان أكثر كفاءة وأمانًا .