كتّاب الظل سيناريستات لم يصل إليهم الضوء

اجنادين نيوز / ANN

بقلم م.م رسل علي حسين

في كواليس الدراما، حيث تُنسج الحكايات وتُصاغ الحوارات التي تبكينا وتضحكنا وتوقظ فينا مشاعر دفينة، يقف جنود مجهولون لا يراهم الجمهور، ولا تحفل بهم الجوائز، ولا يلتفت إليهم المنتجون: إنهم كتّاب السيناريو الذين لم يُمنحوا الفرصة.

هؤلاء الكتّاب لا تنقصهم الموهبة، بل يمتلكون خيالًا خصبًا، وتجارب غنية، وأقلامًا تعرف كيف تصنع من الواقع دراما، ومن الألم نصًا، ومن المعاناة بطولة. لكنهم يصطدمون بحواجز كثيرة: الواسطة، والعلاقات، واحتكار بعض الأسماء للساحة، وعدم إيمان بعض الجهات بوجوه جديدة.

بين دفاترهم المهملة، وشاشات حواسيبهم المزدحمة بالحلم، تنام مئات القصص التي كان يمكن أن تكون مسلسلات تهزّ الوجدان، لكنها بقيت حبيسة الأدراج، لأن لا أحد قرأها، أو لأنهم ليسوا “ابن فلان”، أو لم يُمنحوا مجرد فرصة عرض.

إن صناعة الدراما تخسر كل يوم صوتًا جديدًا، وأسلوبًا مختلفًا، ورؤية شابة، لمجرد أن الأبواب موصدة. وهنا لا نتحدث عن الشكوى، بل عن واقع يستحق التغيير. ففتح المجال للمواهب الجديدة لا يهدد أحدًا، بل يُنعش الفن، ويجدّد روحه.

في زمن تعدد المنصات والانفتاح على قصص الشعوب، بات لزامًا على صناع القرار، والمؤسسات الثقافية، والمنتجين، أن يلتفتوا لهؤلاء “الكتّاب المنسيين”، وأن يخلقوا منصات حقيقية للقراءة والتقييم والدعم، بعيدًا عن المجاملات والشللية.

لعلّ بين هؤلاء من سيكتب يوماً ما النص الذي يخلّد في الذاكرة، لو فقط… أُعطي الفرصة

زر الذهاب إلى الأعلى