الصين ومُسلمو جُمًهورِية الصِّين الشَعْبِيَّة: تَألقٌ وحُرياتٌ دينيةٌ ونجَاحاتٌ وَطَنِيةٌ

اجنادين نيوز / ANN

*بقلم: الأكاديمي مروان سوداح: متخصص في الشأن الصيني، و مؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميِين والكُتَّاب العَرب أصدقَاء وحُلفَاء الصين”، وحائز على تقديرات صينية عليا. (عَمَّان – المَملكة الأردنية الهاشمية).
(المقالة الأُولى)
للأسف الشديد جداً، مازال عدد من الأُردنيين والعرب يَحملون في جِعَابِهم النصوص الغربية المُعَادية للصين الصديقة والحليفة لنا، ويَستشهدون بالادعاءات الغربية ضد حليفنا وصديقنا الحميم، الدولة الصينية برئيسها الحَكيم وشعبها المُوَحَّد وتاريخها العريق عبر القرون الكثيرة. الصينيون وقفوا بل ومازالوا يقفون بقوة، وسيقفون بها بمزيدٍ من القوة على مدار العقود المُقبِلة وبمبدئية سياسية وفكرية يشتهرون بها، ليوظفوها لصالح إحقاق حقوق مختلف الشعوب والأُمم التي ترى في حليفها الصادق، الصين، السند الصّلد والمُنَاصِر دوماً لحقوقها وللحقوق العربية والفلسطينية، وحقوق مختلف شعوب الدنيا، وكذلك، لأجل الوصول بتوظيفٍ من السياسة الصينية الحكيمة، إلى إنقاذ منطقة “الشرق الأُوسط” الاستراتيجية من المَهاوي التي ما يزال الغرب الجماعي يُمعن في تخطيط المزيدِ منها بهدف خلخلة المنطقة العربية، في محاولة موصولة ومحمومة مِنهُ للإبقاء على سيطرته على العرب، ولإضعاف وحِدّتهم الجماعية. فالغرب، كما نراه، يعمل بدون توقف لتعزيز سيطرته بالقوة الغاشمة والتهديدات الدائمة، إذ يتطلع هذا الغرب منذ أزمان بعيدة أن يَغدو التراب العربي والخيرات العربية التي تكتنزها بواطن الأرضي العربية مُلكاً له وحده، إذ إنه يُعيق الدول والشعوب العربية وحكوماتها من التركيز على استثماراتها في وقائعها الوطنية ويحاول دوماً منعنا كعرب من السير في سبيل التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، لأجل فتح المجال أمام الأجيال العربية المُتجددة لاجتراح المزيد من الإبداع العلمي والتكنولوجي لتطوير أوطاننا ودولنا العربية في مختلف الحقول والتي ضمنها العِلمية العالية، والسياسية، والاجتماعية، والعسكرية الدفاعية، والمعنوية والإعلامية، وفي غيرها من الساحات الوطنية والقومية.
ولأجل كسب البلدان والشعوب العربية، نقرأ العديد من “الأخبار” المُلفَّقَة والكاذبة والمُفبركة التي تُحرِّف الوقائع الصينية والمكانة العلية وأهداف ومكانة الدولة الصينية الحليفة لنا والشعب الصيني الصديق الصدوق لنا هو الآخر.
الصين بكل شعبها الواحد المتحد، من أعلاه وإلى أخر رجل وإمرأة في الأمة الصينية الكثيرة العدد والعديدة القوميات والأديان، لم ولن يَنسوا أن العلاقات الصينية العربية ضاربة جذورها في أعمق أعماق تاريخ الأمتين الصينية والعربية، إذ إن العرب القُدماء، وعبر التاريخ العربي، استمروا يُشِيِدوُن بعلاقاتهم الطيبة والفاعلة والأخوية مع الشعب الصيني، ويوثقونها ويُصَلِّبوُنَهَا عَبر الأجيال المتلاحقة من خلال طريق الحرير الصيني الشهير، الذي كان له الفضل في تخليق واستمرار تزايد زخم الزواجات المختلطة الصينية – العربية، فأضحى الشعب الصيني ليس حَليفاً تاريخياُ للأُمة الغربية فحسب، بل وشقيقاً لها أيضاً، أمس واليوم وإلى المستقبل والمُنتَهى البشري، إذ شمل هذا التحالف الصيني – العربي عبر القرون غالبية الجغرافيتين العربية والصينية، ضمنها الأردن، وآسيا العربية الواسعة.
في واحدة من “الأسلحة” التي يوظفها الغرب الجماعي وأساطين التحريف فيه ضد الصين، هي “المسألة الدينية”، إذ ماتوقف هذا الغرب الأعرج يَدَعِي ويختلق يومياً مختلف الأكاديب عن الصين التي ماتوقف هذا الغرب يُحَرِّف وقائعها، إذ يَزعم بوجود عداء من الصين للدين الإسلامي!!! وعموماً، عداء الصين المزعوم لغير الإسلام من الأديان “أيضاً!”، كالمسيحية.
الغرب يستخدم ويوظف الأكاذيب “بالأطنان”، كما نقول بالعامية، بشأن الأديان في معركته غير الشريفة ضد الصينـ برغبة جامحة منه لإبعاد الصين عن العرب، ولوقف التحالف والصداقة بين العالمين العربي والصيني. وهو أمر لم ولن يتحقق لا اليوم ولا غداً ولا في أي عصر مستقبلي، ففي الأمتين العربية والصينية ألوف، بل ملايين من المثقفين العرب والصينيين مِمَّن يَكشفون عن ويُعَرّون الأكاذيب والادعاءات والتخرصات الغربية المتلاحقة، والتي أفتضح أمرها على الملأ في العالم الذي بات بغالبية ناسه صديقاً صدوقاً وحليفاً مُخلِصاً للصين التي تبادل الجميع الايجابيات بمثلها، بل وبأكثر منها.
شخصياً، أنا كاتب هذه المقالة، زرت الصين عدة مرات بدعوات من جهات مختلفة، وخلالها زرت المساجد والكنائس وغرب الصين وشرقها وشمالها وجنوبها كذلك، إذ يعيش عدد كبير من المسلمين في المنطقة الغربية للصين، وهنالك رأيت المسلمين الصينيين يصّلون في مساجد جميلة ولافتة للانتباه لجمالها الآخاذ هذا، ولاحظت إمتلائها بالمصلين، مايؤكد أن الحريات الدينية في الصين كاملة، وبأن الحكومة الصينية تحترم مشاعر المؤمنين وتفسح لهم المجالات لممارسة شعائرهم الإيمانية دون وجل أو خوف لديهم من عقاب ما يُروِّج له الغرب الجماعي، في محاولة منه لأجل إبعاد الصين عن العالم وشعوب العالم التي ترى في الصين دولة المستقبل العظيمة في الكثير من الفضاءات، ولكونها غدت دولة الاقتصاد العالمي الأول، ودولة الاختراعات والاكتشافات المتواصلة التي توظف قواها لأجل شعبها والبشرية أيضاً، بعيد عن الحروب التي يعمل الغرب على توريط الصين فيها في محاولة خبيثة منه؛ لكنها مكشوفة ومفضوحة للقيادة الصينية؛ لإبعاد شعوب العالم عن صين الرئيس شي جين بينغ العظيم، الذي يخدم شعبه بكل مشاعره وقواه وإمكانياته، مِمَّا جعله بطلاً عالمياً لا قومياً أو وطنياً – محلياً فقط، إذ صار العالم يَحتذي به، ويَدرس نهجه السياسي والاقتصادي ليستفيد منه إيَّمَا استفادة، فهو الرئيس – المدرسة الذي يُبشِّرُ بعالمٍ جديدٍ وعادلٍ ومستقبل مُنير للبشرية جمعاء بكل أديانها وتبعياتها القومية والجنسية والفكرية، إذ أن المهم للصين أن يَغدو العالم مُتَّحِدَاً، ومتآخياً، ومُحباً لبعضه البعض، ليتمكن من ترسيخ مبادىء الإخاء والرفاقية والسلام الشامل والاخلاص المتبادل، ولتحقيق كل الإيجابيات التي ترنو إليها البشرية منذ ظهورها على سطح كوكبنا (الكرة الأرضية).
//يتبع//…

زر الذهاب إلى الأعلى