جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و.. تضامنها مع فلسطين العربية الجريحة (الجزء الأول)

اجنادين نيوز / ANN

كَتَبَ كُلٌ مِن: الأكاديمي مَروان سوداح والكاتبة الروسية يِلينا نِيدوغِينا:

في الموقف المبدئي لسيادة الرئيس الحليف والعظيم الرفيق كيم جونغ وون الأمين العام لحزب العمل الكوري الباني، ورئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، نُطَالع نصوصاً وأفكاراً تتسم بالصلابة السياسية والعقائدية. ففي واحدة من آخر التصريحات السياسية الكورية والأنباء عن الموقف الكوري الشجاع حِيال الصهيونية وكيانها ودويلتها غير الشرعية، نقرأ أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تؤكد على أن الكيان الصهيوني هو الذي يتحمل مسؤولية اندلاع القتال وسقوط الضحايا “في غزة خصوصاً وفي فلسطين عموماً”. كذلك، ترى السلطات الكورية في بيونغ يانغ أن “الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في الإبادة الجماعية الإسرائيلية لمواطني قطاع غزة”. وأيضاً، تصف كوريا ما جرى في المستشفى المَعمداني في قطاع غزة، الذي يتعرض للإبادة والاحتلال الصهيوني، بأنه “جريمة حرب بشعة، وجريمة غير أخلاقية لا يمكن تصورها”.
وفي هذا السياق، من الضروري أن نؤكد على أنه لا يوجد أي علاقات من أي نوع ولا بأي شكل بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و “إسرائيل”، فهي غير مُقَامَة، بل هي لم تقام ولن تقام مع الكيان الغاصب لا منذ تأسيسه ولا في المستقبل. لذا، هي غير موجودة في الأجندة السياسية الكورية منذ تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، إذ ترى كوريا، هذه الدولة الحليفة التي تتميز بالشهامة ونُصرة الشعوب المظلومة، أن الكيان الصهيوني هو العدو وهو المتذيل للقوى الإمبريالية العالمية، وهو الأداة التي يستخدمها ويوظفها الاستعمار الأمريكي والغربي ليتمكن من بسط هيمنته، عن طريقها/ على منطقة الشرق الأوسط وعلى غيرها من مناطق الدنيا. ولهذا، ولغيره من الأسباب السياسية والمبدئية، لم ولن تعترف كوريا الديمقراطية مطلقاً بما يُسمّى “دولة إسرائيل”، بل أن كوريا تدينها بوصفها «تابع إمبريالي»، وكوريا مُحِقَّة في ذلك. ومنذ عام 1988 تعترف بيونغيانغ بسيادة دولة فلسطين على كل أرض فلسطين التاريخية، باستثناء مرتفعات الجولان، التي تعترف بها بأنها الجزء الذي لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية التي تقيم كوريا الديمقراطية معها علاقات ممتازة ومنتِجة في مختلف الفضاءات.
في التاريخ، ووفقاً للمراجع، نقرأ أن علاقات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مع فلسطين والقيادة السياسية الفلسطينية متقدمة وثابتة وتحالفية، وهي تعود لعشرات السنين المطويَّة، إذ شرعت كوريا بتأسيس هذه العلاقات وتعزيزها مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال العام 1970م. وقتها كان كل من الرئيس الباني لكوريا زوتشيه، الباني والراقد العظيم كيم إيل سونغ نصير القضايا العربية العظيم، والشهيد المناضل ياسر عرفات يتمتعان بروابط وثيقة وتفاهم كامل وشامل في كل القضايا. ولهذا تضاعفت مساعدات كوريا الديمقراطية لفلسطين والفلسطينيين إتساقاً مع هذه العلاقات وجوهرها الشريف وطبيعتها النضالية التي بقيت تتماثل تماماً لدى الطرفين الحليفين. ولهذا واصلت هذه الترابطات التشعُّب في نواحي كثيرة، ضمنها السياسية والعسكرية والدبلوماسية وذلك إتساقاً مع التوافق السياسي والفكري – الأيديولوجي بين الشعبين الفلسطيني والكوري، وبين الدولتين الكورية والفلسطينية (والأخيرة، أي الدولة الفلسطينية، لم تتحقق كدولة على أرض الواقع حتى الآن، إلا أن عدداً كبيراً من دول العالم تعترف بها كدولة واقعية، و/أو أن العديد من الدول قد بدأت وتشرع راهناً وحالياً بعملية واسعة لترويج الاعتراف الكامل بهذه الدولة). وبما يخص كوريا الديمقرطية فهي تعترف، منذ زمن بعيد، اعترافاً كاملاً بفلسطين وبسيادة فلسطين المطلقة على جميع الأراضي التي يواصل الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وغريباً احتلالها حالياً باستثناء مرتفعات الجولان المحتلة صهيونياً، كونها موضوعياً وتاريخياً و واقعاً يومياً الجزء الذي لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
نقرأ في التاريخ، أن الأسلحة الكورية التي تلقتها قوات المقاومة الفلسطينية من بيونغيانغ هي عدة فصائل يسارية، وحركات ثورية، ومن تلك التي شملتها، منظمة التحرير الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (جورج حبش)، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (نايف حواتمة) وغيرها، و واصلت كوريا توريد الدعم التسليحي والمعنوي والسياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية المختلفة، ومازالت كوريا تعمل حتى هذه اللحظة على دعم منظمة التحرير الفلسطينية، سنداً لتدعيم مكانة وقوة الفصائل الفلسطينية، واستناداً للقوانين المعترف بها والتي منها القانون الدولي الإنساني، وتلك القوانين العديدة التي تعترف بها دول العالم، والتي تتوافق وأماني الشعوب بنيل الحرية والاستقلالية والتحرر من الاستعمار والوصاية الإمبريالية القهرية عليها.
شخصياً، ونحن نكتب هذه السطور، مازال أحدنا وهو مروان سوداح، يَستذكر حتى هذه اللحظة الدعم الكوري العسكري السخي الذي كانت كوريا تشحنه للمقاتلين الفلسطينيين، فقد قُذِّر له أن أشارك المقاتلين الفلسطينيين في بعض مخيمات التدريب في جِبال الأردن، وهناك كان يتدرَّب على السلاح الكوري والصيني والروسي الذي كان في حيازة المقاومة، ومنذ تلك اللحظة لم تتراجع هذه الدول الثلاث قيد أُنملة عن مواصلة دعمها المتعدد المجالات والأوجه للمقاومة الفلسطينية، بل ها هي تواصل هذا الإسناد ولعددٍ من الدول العربية الصديقة والحليفة لكوريا زوتشيه التي ماتوقفت تؤكد بمواقفها المُشَرِّفَة هذه وغيرها، أن كوريا ستبقى تصطف إلى جانب الحق والعدالة والشعوب والقوانين الدولية – الإنسانية الداعمة لحقوق شتَّى الأُمم في أن تتمتع بالحياة الحرة والكريمة والاستقلالية الكاملة التي تكفلها لها كل القوانين ومنظمة الأمم المتحدة والهيئات المُمَاثِلة لها الناشطة في مختلف بقاع الكرة الأرضية.
//يتبع – الجزء الثاني//.
*الأكاديمي مَروان سوداح: أردني الجنسية ويتمتع بالجنسية الروسيَّة، وحائز على العديد من الأوسمة والميداليات الرسمية الكورية والدولية، وزار كوريا عدة مرات بدعوات رسمية، وحائز على شهادة الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي وافقت عليها رسمياً وزارة الخارجية للمملكة الأردنية الهاشمية.
**الكاتبة يِلينا نِيدوغِينا: روسية وتحمل الجنسية الأُردنية، وحائزة على أوسمة وشهادات تقدير من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ودول وطنية وتقدمية أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى