تونس والصين: صداقة عميقة على الرغم من بُعد المَسَافَات

اجنادين نيوز / ANN

ـ بقلم: الاستاذة سناء كليش: كاتبة وصحفية  تونسية معروفة، وعضو في المجموعة الأولى المؤسسة لـِ “الإتحاد الدولي للصحفيين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، ومستشارة رئيس “الإتحاد الدولي” للشؤون الإعلامية والإفريقية وقضايا المرأة.
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي – الأردن.

كانت كلمة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية التونسية، جانغ جيانقوه، التي ألقاها يوم الأربعاء 28 سبتمبر 2022، بمناسبة الذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية مفعمة بالمحبة والاحترام والتقدير للشعب التونسي وللعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين بلدينا. وفي هذا الفضاء، أسهب السفير في حديثه خلال تناوله هذا الحدث المهم للغاية في تاريخ الشعبين والبلدين، عن عَمَّا لمسه على مدار العامين المنطويين من تسلمه لمهامه على رأس السفارة الصينية في تونس، إذ أكد شساعة مشاعر صداقة عميقة يكنها الشعب التونسي للشعب الصيني، رغم أن الصين الآسيوية تبعد آلاف الكيلومترات عن تونس الإفريقية، وبغض النظر عن اختلاف الأنظمة السياسية والاجتماعية والموروث الثقافي للبلدين.
السفير جانغ جيانقوه أسهب في الحديث؛ الذي لفت انتباه المجتمع التونسي وتقييمه العالي للعلاقات التونسية الصينية؛ عن التزام الصين وتونس الدائم بعلاقات الاحترام المتبادل، والتعاون المشترك بينهما منذ تأسيس علاقاتهما الدبلوماسية قبل 58 عاماً، مُبرزاً في الوقت ذاته دعم الدولتين لبعضهما البعض في القضايا التي تمارس تأثيراً على مصالحهما الأساسية. كذلك، أعرب السفير عن تقدير بلاده لدعم تونس الثابت لقضية وَحدة التراب الصيني، وبأن جزيرة تايوان هي جزء لا يتجزأ من الأرض الصينية الأُم، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين.
ومن الجديد بالذكر، أن نقطة بداية العلاقات الصينية التونسية تعود إلى الزيارة التاريخية التي نَفَّذَهَا الوزير الأول الصيني “شو إن لاي” إلى تونس في جانفي 1964 ، حيث بادرت الصين في نفس السنة إلى فتح سفارتها في العاصمة التونسية قبل 9 سنوات من اعلان تونس فتح سفارة لها في بكين في ديسمبر 1973.
وهنا، من المهم بمكان التأكيد على التميّز الذي تحظى به علاقات تونس والصين، إذ تركّزت سياسة تونس منذ سنة 2011 على تطوير نسق المشاورات، وتعزيز التعاون مع الصين كشريك استراتيجي، يُسّاهِم في مساندة أجواء التنمية في تونس، لاسيما من خلال انجاز عديد المشاريع الكبرى، وشروع الصين بدور حيوي في ربط منطقة شمال إفريقيا بآسيا.
مراجعة صفحات تاريخ العلاقات الصينية التونسية في السنوات الأخيرة، يُؤشِّر على أن البلدين يحافظان على تطور النسق المتصاعد لهذه العلاقات والتبادلات، إذ يستمر التعاون الثنائي العملي والملموس في مختلف المجالات ويواصل تقدمه الملحوظ في المشاريع التنموية الكبرى، وأمثلة على ذلك هي قطاعات الاقتصاد، والتجارة، والصحة، والثقافة.
تطرق حديث سعادة السفير إلى أهم المشاريع الصينية في تونس، والأبرز منها هي أكاديمية التدريب الدبلوماسي في تونس التي أقيمت كهِبَةٍ صينية، وتم نقلها بنجاح إلى الجانب التونسي، وانجاز المركز الثقافي والرياضي للشباب في بن عروس، مؤكداً حرصه على مواصلة تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار، وإنشاء الأعمال التجارية في تونس، والمشاركة في ترجمة مشاريع البُنية التحتية على أرض الواقع المُعاش، وتطوير الصناعة التحويلية في تونس.
وبَيَّن السفير جانغ جيانقوه، أن العام المقبل يصادف الذكرى الخمسين لإرسال أول مجموعة من الفِرق الطبية الصينية إلى تونس، مُشيراً إلى قناعته بأنها ستكون فرصة جيدة لكتابة صفحة جديدة في التعاون الصحي بين البلدين، وأثنى على جهود الفريق الطبي الصيني في تونس لتقديم الخدمات الطبية للتونسيين، والتي هي محل احترام وتقدير من زملائهم التونسيين ومن السكان المحليين.
وليس ختاماً، تواصل الصين منذ ظهور “كوفيد – 19″، مساندة تونس في مكافحة الوباء، حيث تلقت السلطات التونسية في فبراير الماضي، نحو 1.5 مليون جرعة من لقاح “سينوفاك” المُضاد لفيروس كورونا في شكل تبرعات.

زر الذهاب إلى الأعلى