المُسلمون فِي الصِّين.. تألّق قومي وحُريات مُكتملة ودولة تحترم إيمانهم (2)

اجنادين نيوز / ANN

ـ أعد هذه المقالة للنشر التالية أسماؤُهم:

ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرِّجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، ومساعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة عالية، وشهادات تقدير رفيعة من دول صديقة وحليفة.

ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ و “رابطة أنصار ـ روسيا بوتين”؛ ورئيس منظمات دولية أخرى، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دول صديقة وحليفة.

تحدثنا في المقالة الأولى بإسهابٍ عن الإسلام والمسلمين وقومية الأويغور ويومياتهم في جمهورية الصين الشعبية، وكذلك تطرَّقنَا إلى وقائع هؤلاء المواطنين المسلمين الصينيين من مختلف القوميات والأعراق، وما يتمتعون به من مساواة تامة على مستوى واحد مع غيرهم من أبناء جلدتهم من مسلمي الصين وأصحاب الأديان الأُخرى هناك في الدولة الاشتراكية الصينية، التي تجمع تحت جناحيها ومنذ تأسيس الصين القديمة ومروراً بالدولة الصينية الاشتراكية الحالية قوميات وأعراق كثيرة تتسم بالتجانس والتحاب، وتُعتبر مِثالاً يُحتذي للمساواة الواقعية على مستوى العالم، من الضروري أن تشرع دول العالم وشخصياتها السياسية بدراسة هذه التجربة الصينية في مسألة الأديان والمتدينين للاستفادة منها في دولهم، سِيَّما وأن بعض هذه الدول ما زالت تعاني من مشاكل كبرى، بعضها التضارب في المصالح بين أصحاب الأديان بسبب واضح للعيان ألا وهو عدم توافر المساواة الحقيقية بين المواطنين في شتى المناحي، ولأنتشار التفرقة العرقية والدينية بين المتدينين في عديد الدول الرأسمالية وتلك النامية والصغيرة المساحة والمحدودة الموارد التابعة للأعمام والمتدخلين الأجانب، مِمَّن لا يمتُّون بأي رابطة أو صِلة الدم أو في غيرها لشعوب تلك الأقطار.

لقد سبق وتحدثنا عن الهجمة المفتعلة ضد الصين، المرفوضة شكلاً وجوهراً، والتي قرأنا عنها قبل فترة وجيزة في صحف عربية شنَّت هجمات غير موضوعية ضد الصين، اتهاماً للصين دون مسوغات موضوعية بأن بكين تعمل ضد قومية الإيغور (الويغور) الصينية المُسلِمة على أراضيها، وبأن بكين “تمنع!” هؤلاء من حريات التعبد والتمتع بالإسلام ديناً ونهج حياة وإلخ وغيرها من إدعاءات مضحكة كونها مفبركة ومنسوخة عن مواقع ومراجع غربية تدفع بسخاء مالي كبير لمَن ينشر هذه المواد المفبركة، ولهذا، فإن هذه الخزعبلات قد عفا عليها الزمن كونها مُجتَرَّة مئات المرات، فهي لا تقوى على الوقوف بقامتها أمام الحقائق الصينية على الأرض. والأنكى من كل ذلك إنَّمَا هو العملانية الثابتة لنقلات متواصلة لتصنيع الكذب، الذي يعتمد على النسخ، ثم النشر، وبعده تلقي الأموال المِلاح من وراء الحدود! فالغالبية الساحقة من هذه المقالات إنِمَّا هي منسوخة طبق الأصل من مصادر غربية محترفة تتبع لجهات عليا ذات سلطة “طاغية” في دولها!، وقد شرعت وسائل إعلام عربية بإعادة نشرها، وهو ما يدعونا إلى التشكيك الكبير بحقيقة ما نشحن به نحن العرب من “معلومات!” (تصنيع الأكاذيب) تفرزها هذه المصادر المهترئة والمفضوحة الأهداف على الساحتين العربية والدولية!

أذكر بأنه قبل سنتين إثنتين، والذات بتاريخ ، عقد السفير الصيني لدى الأردن الرفيق المحبوب بان ويفانغ، جلسة لمن يهمه الأمر لتوضيح وقائع الإيغور الصينيين، تحدث فيها عنهم بإسهاب، وأجاب على أسئلة الحضور الأردني للفعالية وذلك في السفارة الصينية.
ـ وقد جاء في بعض ما تحدث عنه السفير في هذا المجال، التالي من معلومات وَ وقائع في غاية الأهمية:
في عَرض لفيلم عن إنجازات إقليم شينجيانغ، بهدف وضع الحضور في هذا اللقاء الذي جرى في دار السفارة الصينية الموقرة في عمّان، شاهدنا وقائع التقدم الاقتصادي والتنموي للإقليم حيث يحيا الإيغور، وقد فضح الفيلم بالصورة والكلمة الادعاءات الغربية بخصوص النيل من حقوق المسلمين في الصين عموماً وفي منطقة الإيغور خصوصاً، بهدف توضيح الصورة حول عمليات إرهابيّة راح ضحيّتها العديد من الأبرياء والمقدّرات بما سببته هجمات مدعومة خارجيّاً في محطات القطارات وأماكن مكتظة، وضرورة التصدى للتشويه والشائعات الغربية المتعمّدة.
ومع تعمق الانفتاح على العالم لشينجيانغ، التي أصبحت أكثر شهرة، أعرب السفير “بان ويفانغ” عن أسفه لأن تروّج الولايات المتحدة والغرب لشائعات حولها، مِمَّا سبب انعكاسات وتأثيرات سيئة جداً في بلدان المسلمين.

ـ إنجازات تنموية:

وفي حديثه الذي تطرق خلاله إلى منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم والتي تُعدّ واحدة من المناطق الخمس الذاتية الحكم للأقليات القومية في الصين، إذ يعيش فيها بوئام 25 مليون نسمة من مختلف القوميات، ويعتنق معظم أبناء عشر قوميات في شينجيانغ مثل “ويغور” و”هوي”، الدين الإسلامي، إنَّمَا تؤكد الوقائع على الأرض بأن أعداد المسلمين تزداد باطراد، وتصل إلى ما يُقارب ألـ 60% من إجمالي سكان شينجيانغ.

وأوضح السفير بأن ويفانغ، بأنّ الصين تطبق نظام الحكم الذاتي الإقليمي في المناطق ذات الكثافة السكانية للأقليات القومية، وتلتزم بالمساواة بين كلّ القوميات وتنميتها المشتركة، وتضمن ممارسة سلطة الحكم الذاتي في المناطق الذاتية الحكم للأقليات القومية وفقاً للقانون، وتكفل الحقوق المشروعة للأقليات القومية.

وأكد السفير على إنّ أبناء شعب شينجيانغ يتضامنون بقومياتهم جميعاً، مدللاً بما قاله الرئيس شي جينبينغ، من أنهم تماماً (كبذور الرمان وكأفراد في عائلة واحدة)، إذ يكون جميع رؤساء مجلس النواب والحكومة والمؤتمر الاستشاري السياسي المتعاقبين بالمنطقة من أبناء الأقليات القومية، وأكّد أنّ شينجيانغ تنفذ سياسة حرية الاعتقاد الديني على نحو شامل، وتضمن كامل هذه الحرية لأبناء الشعب من القوميات كافةً وفقاً للقانون، وتكفل تمتّع المواطنين المتدينين بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين غير المتدينين. ولفت السفير الصيني إلى أنّ شينجيانغ يوجد فيها أكثر من 24.4 ألف مسجد، بمعنى أنّ مسجداً لكل 530 مسلماً، كما أنها تتألق بوجود معهد العلوم الإسلامية فيها، وغيره من ألـ 10 معاهد الدينية، وأكثر من مائة جمعية دينية.

الانحياز الإعلامي

وأكّد السفير الصيني خطورة أن يحمل بعض وسائل الإعلام الغربية النظرة المنحازة ويغض النظر عن الحقائق الأساسية ويفتعل أكاذيب مختلفة لتشويه الإجراءات التي تتخذها شينجيانغ في مكافحة الإرهاب ونزع التطرف، حتى يزرع بذور الشقاق في علاقات الصداقة بين الصين والدول الإسلامية بنية خبيثة. فتلك المعلومات والادعاءات التي صدرت مؤخراً في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي ضد الصين على الفيسبوك واليوتيوب والتويتر، هي مجانبة للواقع وخالية من الصدقية، كما قال.

وأكّد السفير “بان” أنّ المجتمع الدولي قيّم بشكل إيجابي سياسة الحكومة الصينية في حكم شينجيانغ. فمنذ نهاية عام 2018 قام أكثر من ألف شخص و أكثر من 70 مسؤولًا وطنيًا وإقليميًا، ومنظمات دولية، ووسائل إخبارية، وجماعات دينية، وخبراء وعلماء، بزيارة شينجيانغ، وأشادوا بتجربة شينجيانغ في مكافحة الإرهاب وعملهم في القضاء على التطرف. وفي شهر مارس، أصدر مجلس وزراء خارجية لمنظمة التعاون الإسلامي قرارًا يشيد بجهود الحكومة الصينية في رعاية السكان المسلمين. وفي يوليو، أرسلت أكثر من 50 دولة خطابًا مشتركًا إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان من أجل الإشادة والتقييم الإيجابي لاحترام الصين لحقوق الإنسان وحمايتها في الحرب على الإرهاب والقضاء عل التطرف. وفي أكتوبر، تحدثت أكثر من 60 دولة بحماس خلال اللجنة الثالثة للدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث أجرت تقييماً إيجابياً لتدابير الصين لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف في شينجيانغ، بما فيهم معظم الدول العربية والإسلامية.

وكل هذا يثبت بقوة، كما بَيَّن السفير، إن الولايات المتحدة والغرب التي اتهمت الصين باستخدام القضايا المتعلقة بشينجيانغ، تتعارض تمامًا مع الحقائق وكذلك مع الرأي العام السائد في المجتمع الدولي. فخلال السنة الماضية، ظل بعض الأشخاص من الساسة الأميركيين يتصرفون باحتيال في قضية شينجيانغ بنية خفية، وقد أدلوا بتصريحات لا أساس لها من الصحة، الأمر الذي كشف السياسة المنحازة والمتغطرسة التي يتمسك بها بعض الأشخاص الأميركيين ومؤامرتهم السياسية لكبح نمو الصين بحجة “حقوق الإنسان”، والسبب لذلك هو أخذهم الصين كمنافس صلب يناشد دائما المنفعة العامة والكسب المشترك لجميع دول العالم ويصر دائماً على دعم حقوق البلدان النامية، الأمر الذي يشكل تهديداً للقوة المهيمنة على العالم.

ورقة ضغط سياسية

وبالنسبة لمسلمي الإيغور، كما قال السفير الصيني، إنَّمَا هي ورقة من أوراق الصراع السياسي التي تغذيها السياسة الأمريكية والغربية لفكفكة وخلخلة تماسك المجتمع الصيني، وهذا بعد تدخلاً سافراً في شؤون الصين الداخلية، واختراقا للأعراف والقوانين الدولية.

وقال السفير بان ويفانغ إنّه يجب على الولايات المتحدة التخلي عن التحيزات الإيديولوجية، وعدم الانخراط في “المعايير المزدوجة” بشأن قضيتي مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف.

وتمنّى بان ويفانغ على الإعلام الأردني والعربي أن يتقصي الحقائق ولا يتبع الأخبار المزيفة من الإعلام الغربي المُغرض، إذ ترحب الصين بمختلف وسائل الإعلام والشخصيات الدينية أو الرسمية أو البرلمانية، للوقوف على الحقيقة كاملةً بكل شفافية.
ـ لمزيدٍ من المعلومات، رجاءً الاطلاع على مقالة أ. مروان سوداح التالية، الخاصة بمواطني الصين من قومية الإيغور المُسلِمة.

كلمة السفير الصيني لدى الأردن بان ويفانغ في مؤتمر صحفي:


يتبع – (3)..

زر الذهاب إلى الأعلى